رغم الجهود الأوروبية والأميركية ومساعي غالبية الدول العربية لتشديد الضغط عليه، لا يبدو سقوط نظام بشار الأسد وشيكاً، ويعترف ديبلوماسيون كبار بأن الغرب لا يمتلك quot;آلية واضحةquot; لإسقاط النظام السوري.

لا آلية واضحة لدى الغربلإسقاط النظام السوري

دمشق: اعترف ديبلوماسيون غربيون كبار بأن الغرب لا يمتلك quot;آلية واضحةquot; لإسقاط النظام السوري، مشيرين الى بقاء الرئيس بشار الأسد في هذه الأثناء.

وقال الديبلوماسيون إنهم يعتقدون بأن سقوط الأسد ليس وشيكاً رغم الجهود الأوروبية والأميركية ومساعي غالبية الدول العربية لتشديد الضغط عليه.

وكان الرئيس الأميركي اوباما أعلن يوم الثلاثاء الماضي أن سقوط الأسد مسألة وقت، لكنّ الديبلوماسيين يرون أن نظامه ما زال يعتقد بأنه قادر على دحر المعارضة.

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن أحد هؤلاء الديبلوماسيين، quot;أن هناك سيناريوهات مختلفة للتغيير، ولكن ليست هناك آلية واضحة في الوقت الحاضر لتحقيق ذلكquot;.

وقال السفير البريطاني في سوريا سايمون كوليس، الذي عاد الى لندن بعد غلق السفارة في دمشق، إنه لا يستبعد بقاء الأسد.

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن كوليس أنه لا يستطيع القول إن بقاء الأسد quot;مستحيل من وجهة النظر التحليليةquot;، ولكنّه أضاف: quot;أنا بالتأكيد لا أعتقد أن بقاءه مرجح، وهو ليس مرغوباً فيه بكل تأكيدquot;.

وجاء هذا التقييم الحذر في وقت نظم المسؤولون السوريون، لمساعدة أمين عام الأمم المتحدة للشؤون الانسانية فاليري آموس، جولة استمرت 45 دقيقة في حي بابا عمرو، أحد معاقل الثوار السوريين في مدينة حمص، التي تعرضت الى قصف استمر 26 يوماً متواصلاً.

كما سُمح لفرق إغاثة من الهلال الأحمر العربي السوري بتوزيع مواد غذائية وامدادات طبية في المنطقة،للمرة الاولىمنذ سيطرة قوات النظام على الحي، الذي اكتشفت فرق الاغاثة أن غالبية سكانه غادروه هرباً من جيش النظام.

وتقوم آموس بزيارة الى سوريا التي مُنعت في البداية من دخولها، لاقناع السلطات بتمكين فرق الاغاثة من الوصول الى المدنيين المحتاجين الى المساعدة بلا قيود.

واجتمعت في وقت سابق مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم، الذي أبلغها بأن حكومته تحاول أن توفر احتياجات جميع المدنيين رغم الأعباء الناجمة عن العقوبات الغربية والعربية quot;الظالمةquot; ضد سوريا، كما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية quot;ساناquot;.

ويرى مراقبون أن الأسد ما زال يتمتع بتأييد واسع في أوساط النخبة الحاكمة، ويعترف مسؤولون غربيون وفي الجامعة العربية بأن من المستبعد أن ينهار نظام الأسد من الداخل.

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن المسؤولين أن النظام متشجع بقدرته علىسحق الانتفاضة في مواقع مهمة مثل مدينة حمص، واحتفاظه بالسيطرة على مدينتي دمشق وحلب الكبيرتين، حتى وإن كان الثمن 7000 قتيل على الأقل.

وقال السفير البريطاني كوليس إن النظام يعتقد أنه يستطيع أن ينتصر quot;وأنه يرى كل شيء من منظور أمنيquot;.

ويعترف مسؤولون غربيون بأن قوى المعارضة ما زالت بعيدة عن تشكيل تحدٍ جدي للنظام، وأنه رغم أعداد العسكريين الذين ينضمون باستمرار الى صفوف المعارضة، فإن القسم الأعظم من الجيش ما زال موالياً للنظام.

ويُقدر عدد العسكريين المنشقين بنحو 10 آلاف الى 20 ألفاً، في حين يبلغ قوام الجيش السوري زهاء 220 الفاً.

وغالبية العسكريين المنشقين هم من الجنود وضباط الصف وليسوا من ذوي الرتب العالية، وبخلاف الانتفاضة الليبية لم تشهد الانتفاضة السورية انشقاق وحدات كاملة والانضمام اليها.

وليس لدى الجيش السوري الحر تسليح كافٍ أو هيكل قيادة متماسك، فيما يلاحظ مراقبون أن قياداته تبالغ في أعداد المقاتلين في صفوفه.

ورغم دعوة المملكة العربية السعودية الى تسليح الجيش السوري الحر، فإنه ما زال يقاتل بأسلحة لا تضاهي قدرات جيش النظام، واستبعدت الدول الغربية مساعدته بمعدات فتاكة.

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن الخبير البريطاني بشؤون الشرق الأوسط توبي دودج، أن المقاتلين السوريين لا يستطيعون هزم قوات الأسد.

وقال دودج إنهم مصدر quot;ازعاجquot; للنظام أكثر منه مصدر تهديد، وحذّر دودج قائلاً إن ما يجري هو quot;شكل من أشكال الاستنزاف الدمويquot;.

في هذه الأثناء يستثمر النظام السوري دعم روسيا والصين الديبلوماسي، الى جانب ما يتلقاه من دعم عسكري ومالي ومشورة وخبرات عسكرية من ايران.

كما أن لبنان والعراق، جاري النظام، لا يلتزمان بالعقوبات الاقتصادية، وحتى تركيا امتنعت عن اتخاذ خطوات ممكنة لتضييق الحصار الاقتصادي على النظام.

وقال ديبلوماسي غربي إن روسيا بحماية النظام السوري في الأمم المتحدة اعطته عملياً الضوء الأخضر لمواصلة حملته العسكرية ضد الثوار.

ويشكل الاقتصاد تحدياً أمام النظام السوري، فالاقتصاد السوري ينوء تحت وطأة العزلة والعقوبات الدولية، ولاسيما الحظر الذي فرضه الاتحاد الاوروبي على استيراد النفط السوري.

وتعمل البطالة المتفاقمة وأزمة السلع الضرورية على إضعاف قاعدة النظام، وخاصة بين طبقة التجار السنة في المدن الكبيرة.