تحاول اللجنة الرباعية التي تجتمع الاثنين المقبل بث الروح في عملية السلام المجمدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين هذا فيما يبذل العديد من الدول، وفي مقدمها مصر، جهوداً لوقف الهجمات الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، والتي أوقعت نحو 15 قتيلاً في أقل من 24 ساعة.

فلسطينية تصرخ في غزة بينما القصف مستمر

غزة: ذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية اليوم أن اللجنة الرباعية الدولية الخاصة بعملية السلام في الشرق الاوسط ستجتمع يوم الاثنين المقبل لمناقشة موضوع المفاوضات المجمدة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي.

وقالت صحيفة هارتس الاسرائيلية إن الاجتماع سيحضره ممثلون عن الولايات المتحدة الأميركية، من بينهم وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون والأمم المتحدة التي سيمثلها السكرتير العام بان كي مون، ودول الاتحاد الاوروبي وروسيا، التي سيمثلها وزير الخارجية سيرجي لافروف.

ووفق ما أعلن في مقر الأمم المتحدة، سيعقد الاجتماع قبل اجتماع خاص يعقده مجلس الأمن الدولي لبحث ما اصطلح على تسميته بـquot;الربيع العربيquot;.

ومن المقرر أن تشارك في اجتماع الرباعية مسؤولة السياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، وكذلك مبعوث اللجنة الرباعية لعملية السلام توني بلير عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة.

وحسب وسائل الاعلام الاسرائيلية: quot;فقد عملت روسيا على الدفع باتجاه عقد هذا الاجتماع الخاص باللجنة الرباعيةquot;.

وقالت (هارتس) quot;إنه من غير الواضح ما اذا كانت اللجنة تخطط لاصدار بيان يشجع الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي على استئناف المفاوضات بينهما من جديدquot;، مشيرة الى quot;أن الجدل الذي ظهر مؤخراً بين الولايات المتحدة واسرائيل بشأن مهاجمة المواقع النووية الايرانية، والتي ترفض طهران وقف العمل فيها، كان قد ألقى بظلاله على قضية المفاوضات هذهquot;.

وكان السكرتير العام للأمم المتحدة قد حذر من القدس التي زارها الشهر الماضي كلاً من الاسرائيليين والفلسطينيين quot;بأن الوقت الخاص بحل الصراع بينهما أخذ بالنفادquot;، مشدداً على quot;وجوب أن يعطي الطرفان استئناف المفاوضات بينهما الأولوية الأهمquot;.

ووفق (هارتس) فقد اشترط الرئيس الفلسطيني محمود عباس استئناف المفاوضات بموافقة اسرائيل على إقامة دولة فلسطينية مستقلة على الأراضي، التي احتلت من قبل الأخيرة في حرب العام 1967.

وقالت: quot;إن رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو يرفض قبول طلب الرئيس عباس هذا، وقد رفض كذلك طلبات الفلسطينيين بتجميد الاستيطان على الأراضي التي يريدها هؤلاء أجزاء من دولتهم المقبلةquot;.

ويجري اسماعيل هنية رئيس وزراء حكومة حماس اتصالات quot;مكثفةquot; لوقف سلسلة الهجمات الاسرائيلية على قطاع غزة، والتي قتل فيها 15 فلسطينياً منذ عصر الجمعة بحسب بيان صحفي.

وقال المكتب الاعلامي لهنية في بيان صحفي مقتضب إن quot;رئيس الوزراء يجري اتصالات مكثفة لوقف العدوان على القطاع، ويؤكد أن أولويات الحكومة الآن هي حماية الشعب الفلسطيني ووقف العدوان وتعزيز الصمودquot;.

بدوره أوضح طاهر النونو المتحدث باسم حكومة حماس لوكالة فرانس برس أن حكومته quot;أبلغت الاشقاء في مصر أننا لن نكون حماة لأمن الاحتلال وأننا نرفض معادلة القتل في ظل التهدئة أو أن يحاول الاحتلال أن يفرض رؤيتهquot;.

وتابع: quot;الاحتلال يتحمل مسؤولية تداعيات جريمته، وعليه أن يوقف عدوانه على شعبنا الفلسطيني فوراً ومن ثم يمكن الحديث عن استعادة التوافق الفلسطينيquot; في اشارة الى التزام الفصائل الفلسطينية بتهدئة مع اسرائيل.

وأوضح quot;نحن حمينا ورعينا تهدئة متبادلة ومتزامنة وليست استسلاماًquot;.

وصرح: quot;نحن حريصون على وقف العدوان على قطاع غزة والاتصالات مع مصر في هذا الاتجاهquot;.

وتأتي هذه الجهود لاستعادة الهدوء بين الفلسطينيين واسرائيل بعد أن تواصلت الغارات الجوية الاسرائيلية على قطاع غزة السبت مخلفة ثلاثة قتلى، ليرتفع عدد القتلى إلى 15 قتيلاً فلسطينياً سقطوا في هذه الغارات منذ عصر الجمعة، اضافة الى اكثر من 26 جريحاً.

ومن أبرز هؤلاء القتلى الامين العام للجان المقاومة الشعبية الشيخ زهير القيسي الى جانب محمود الحنني القيادي في اللجان ايضا، اللذان تتهمهما اسرائيل بـquot;المسؤولية عن التخطيط لهجوم ارهابي مشترك كان من المقرر القيام به عبر سيناء في الأيام المقبلةquot;.

كما تتهم اسرائيل القيسي بأنه quot;كان أحد القيادات التي خططت وقامت بتمويل وتوجيهquot; الهجمات الدامية التي شنت من سيناء المصرية على حدود جنوب اسرائيل في اب/اغسطس الماضي، واسفرت عن مقتل 8 اسرائيليين واصابة 25 آخرين، وفقاً لبيان اصدره الجيش الاسرائيلي.

وردت الفصائل الفلسطينية على هذه الغارات باطلاق عشرات الصواريخ على جنوب اسرائيل.

ونفذت الغارات الاسرائيلية على القطاع الجمعة، بعد ساعات من اعلان متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي أن صاروخين أطلقا من قطاع غزة انفجرا الجمعة في جنوب اسرائيل من دون ان يسفرا عن سقوط جرحى او اضرار.

وتلتزم حماس هدنة تكتيكية مع اسرائيل ولكن فصائل أخرى في قطاع غزة تطلق صواريخ ضد اسرائيل. وغالبا ما ترد الدولة العبرية على اطلاق الصواريخ بشن غارات جوية على قطاع غزة.

اعلنت الولايات المتحدة السبت أنها quot;قلقة جداquot; ازاء تجدد العنف في منطقة قطاع غزة وquot;دانتquot; قصف اسرائيل بالصواريخ من القطاع.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند في بيان لهاquot;نحن قلقون جداً ازاء عودة العنف الى جنوب اسرائيلquot;، مضيفة: quot;ندعو الطرفين الى بذل كل ما هو ممكن لاعادة الهدوءquot;.

واضافت المتحدثة الاميركية: quot;ندين بأشد التعابير قيام ارهابيين باطلاق صواريخ من غزة على جنوب اسرائيلquot;، ودعت quot;المسؤولين الى اتخاذ اجراءات تكفل وقف هذه الاعمال الجبانةquot;.

وكانت اسرائيل واصلت لليوم الثاني على التوالي غاراتها الجوية على قطاع غزة مخلفة ثلاثة قتلى السبت ليرتفععدد القتلى إلى15قتيلاً فلسطينياًسقطوا في هذه الغارات منذ عصر الجمعة، بينهم الامين العام للجان المقاومة الشعبية الشيخ زهير القيسي.

وردت المنظمات الفلسطينية باطلاق نحو مئة صاروخ على جنوب اسرائيل رداً على هذه الغارات ما أدى الى اصابة أربعة اشخاص بجروح أحدهم إصابته خطرة، واوضحت وسائل الاعلام الاسرائيلية أن ثلاثة من المصابين هم عمال تايلانديون يعملون في مزرعة قرب الحدود مع القطاع.

واعلن وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك السبت أن الجيش الاسرائيلي سيواصل quot;ضربquot;الذين يهاجمون المدنيين الاسرائيليين، في وقت ادى تصاعد العنف في قطاع غزة الى مقتل 15 فلسطينياً منذ الجمعة.

وقال باراك وفق بيان لوزارة الدفاع إن quot;الجيش الاسرائيلي سيضربالذين يخططون لمهاجمة المدنيين الاسرائيليينquot;.

كذلك، اعتبر باراك كما نقلت عنه الاذاعة العامة أن اعمال العنف quot;قد تستمر على الاقل يوماً أو يومينquot;.

وأدت اعمال العنف المذكورة، وهي الاشد منذ الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة بين نهاية 2008 وبداية 2009، الى مقتل 15 فلسطينياً وتخللها اطلاق نحو مئة صاروخ على اسرائيل.

واضاف باراك وفق بيان وزارة الدفاع quot;في موازاة ذلك، سنواصل تحسين قدرات بطاريات +الدرع الحديدية+ بحيث تعترض على ارتفاع اكبر صواريخ غراد التي اطلقت على اسرائيل منذ الجمعةquot;.

واوضح ان هذه البطاريات التي نشرت حول قطاع غزة تدخلت ثلاثين مرة وتمكنت من تدمير 27 صاروخاً.

واعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان لهأن بطاريات جديدة سيتم نشرها دفاعاً عن جنوب اسرائيل.

من جهته، صرح وزير الدفاع المدني الاسرائيلي ماتان فيلناي لاذاعة الجيش الاسرائيلي أن الدولة العبرية ليست في وارد شن هجوم بري واسع النطاق على قطاع غزة.

من جانبه، اتهم المتحدث باسم الجيش حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة باستخدام جماعات ارهابية لمهاجمة اسرائيل، مؤكداً انها ستدفع الثمن.

اما نائب وزير الخارجية الاسرائيلي داني ايالون فأكد أن كمية من الاسلحة التي لدى المجموعات الفلسطينية مصدرها ليبيا وقد تم تهريبها الى قطاع غزة عبر انفاق من مصر.

وندد روبرت ميرون المتحدث باسم المنسق الخاص للامم المتحدة لعملية السلام روبرت سيري بأعمال العنف.

وقال ميرون لفرانس برس: quot;نبدي قلقاً بالغاً حيال هذا التصعيد الجديد وندعو كل الاطراف الى اظهار اكبر قدر من ضبط النفس، وخصوصاً ان المدنيين هم الذين يدفعون ثمن العنفquot;.

وأضاف: quot;كل ذلك يثبت أن الوضع في غزة هش جداquot;، مندداً ايضا باطلاق صواريخ على اسرائيل.

وعبر الاتحاد الاوروبي السبت عن قلقه بعد موجة العنف الجديدة في قطاع غزة، ودعا كافة الاطراف الى quot;تجنب استمرار التصعيدquot; وquot;اعادة الهدوءquot;.

وقالت وزيرة خارجية الاتحاد كاثرين اشتون quot;ان الاتحاد الاوروبي يتابع بقلق التصعيد الاخير للعنف في غزة وجنوب اسرائيلquot;.

واعربت عن quot;اسفها للخسائر في الارواحquot;، مؤكدة انه quot;من الضروري تجنب استمرار التصعيد وأناشد كافة الاطراف اعادة الهدوءquot;.

كما ندد حزب جبهة العمل الاسلامي، الذراع السياسية للاخوان المسلمين وابرز احزاب المعارضة في الاردن السبت، بـquot;المجزرة الرهيبةquot; في غزة، داعياً النظام الرسمي العربي الى quot;نصرةquot; الشعب الفلسطيني والخروج من quot;حالة اللامبالاةquot;.

وأدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس التصعيد الإسرائيلي الخطير ضد أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، الذي أدى إلى مقتل 15 فلسطينياً وإصابة العشرات منهم بجروح خطيرة إلى جانب استمرار اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية .

وقال الرئيس عباس إن الحكومة الاسرائيلية تتحمل مسؤولية هذا التدهور الخطير بسبب أعمالها العدوانية ضد أبناء الشعب الفلسطيني من اغتيالات واقتحامات وتدمير للبنية التحتية .

ودعا الرئيس عباس أبناء الشعب الفلسطيني إلى الحفاظ على التهدئة وتفويت الفرصة على الحكومة الإسرائيلية التي تحاول التهرب من استحقاقات الجهود الدولية المبذولة لإعادة إحياء عملية السلام.