الناطق الرسمي لحزب جبهة القوى الاشتراكية في الجزائرشافع بوعيش |
شدد الناطق الرسمي لحزب جبهة القوى الاشتراكية في الجزائرشافع بوعيش علىأن مشاركة حزبه في الاستحقاق الانتخابي هي إجراء تكتيكي هدفه إعادة التجنيد السياسي للمجتمع، وأكد أن الحزب مقتنع بوجود نوايا أكيدة لدى الحكومة في تزوير الانتخابات رغم تزعمها ضمان نزاهة العملية.
الجزائر:خلال حديثه مع quot;إيلافquot;، دافع الناطق الرسمي لحزب جبهة القوى الاشتراكية في الجزائر، عن قرار حزبه بالمشاركة في الانتخابات التشريعية المقبلة، والتي من المقرر اجراؤها في العاشر من آيار (مايو) المقبل، وشدد شافع بوعيش على أن quot;مشاركةالأفافاس في الاستحقاق الانتخابي المقبل هياجراء تكتيكي لا غير، هدفه إعادة التجنيد السياسي للمجتمعquot;، مؤكداً في الوقت نفسه اقتناع قيادة الحزب quot;بوجود نوايا أكيدة لدى الحكومة في تزوير الانتخاباتquot;، مشككاً في الوقت ذاته في التعهدات التي منحتها السلطة لضمان نزاهة العملية. وفي السياق نفسه،أكد أن quot;جهاز القضاء غير مستقل، وأن من قام بالتزوير خلال الاستحقاقات السابقة متواجد في أعلى قمة هرم الحكومةquot;.
في البداية، نريد معرفة الأسباب التي دفعت بقيادة جبهة القوى الاشتراكية إلى الدخول في الاستحقاق الانتخابي المقبل، وهي التي كانت في كل مرة ترفع لواء المعارضة السياسية في البلاد. بعبارة أخرى، ما الذي تغيّر في جزائر 2012 حتى يتخذ حزبكم مثل هذا القرار؟
أولا، أوضح أن المجلس الوطني للحزب هو الذي اتخذ قرار المشاركة وليس القيادة الوطنية، أما الأسباب فهي متعددة خارجية وداخلية، في ما يخص الأسباب الخارجية فهي تتعلق بالتطورات التي تعرفها المنطقة المغاربية والعربية، والتي عرفت حراكاً سياسياً كبيراً، والجزائر ليست بمنأى عن هذا الحراك، فللجزائريون الاختيار بين منهجين للوصول إلى التغيير المنشود، التغيير بالعنف أم بالطرق السياسية السلمية، ونحن اخترنا النهج الأخير، حيث أن الشعب الجزائري ذاق الويلات من العنف الذي عقّد الأزمة.
أما عن الأسباب الداخلية، فهي تتعلق بتجاوز الجمود السياسي المفروض من طرف النظام وخلق حراك داخل الحزب والمجتمع، ولهذا نعتبر أن المشاركة في الانتخابات المقبلة ستكون فرصة لإعادة التجنيد السياسي للمجتمع بهدف بناء بديل سياسي سلمي وديموقراطي.
البعض يقول إن خيار المشاركة اتخذ قبل هذه الفترة ربما بأشهر، والبعض الآخر بأن هذا القرار اتخذ عشية تغيير المكتب السياسي، ومجيء علي العسكري في منصب السكرتير الأول خلفاً للأسبق كريم طابو؟
إن كيفية اتخاذ القرار في جبهة القوى الاشتراكية يحدده القانون الأساسي للحزب، والذي يخول للمجلس الوطني صلاحية اتخاذ مثل هذه القرارات باعتباره هيئة المداولة، ونظراً لأهمية الموقف بالنسبة للحزب أو للبلاد، فقد تمّ فتح نقاش عميق على كل مستويات الحزب وإشراك فعاليات المجتمع المدني، وتوّج باتفاقية وطنية تحت شعار quot;نقاشات الأملquot;، وهو الأمر الذي ساعد على الوصول إلى إجماع قوي لاتخاذ القرار.
إذا عدنا للحديث عن المشاركة في انتخابات أيار المقبل، هل يعني ذلك أن حزب جبهة القوى الاشتراكية مقتنع تماماً بأن السلطة لديها النية في إرساء قواعد ديموقراطية حقيقية من خلال انتخابات شفافة ونزيهة؟
مشاركتنا في الاستحقاق المقبل مشاركة تكتيكية بحتة، فنحن نعلم يقيناً أن الانتخابات المقبلة لن تكون لا حرة ولا نزيهة لغياب الإرادة السياسية لدى أصحاب القرار الذين لا تهمهم إلا مسألة استمرارية النظام.
وهل الضمانات التي تحدثت عنها السلطة كإشراف السلطة القضائية على عملية الانتخاب، وكذلك إرسال موفدين عن منظمات دولية لمراقبة الانتخابات، هي إجراءات كافية بنظركم لنزاهة الانتخابات المقبلة، وكيف تقرأون تصريح وزير الداخلية الذي هدد بسجن أي مسؤول يتورط في عملية تزوير؟
وهل السلطة القضائية في الجزائر مستقلة حتى نتحدث عن ضمانات قضائية، علماً أن المجلس الأعلى للقضاء يترأسه رئيس الجمهورية وينوب عنه وزير العدل، هذا الأخير الذي عين أعضاء اللجنة، أما عن سجن المزورين فلم يشهد تاريخ الجزائر متابعة أحد منهم، وهم الآن في أعلى قمة هرم الحكومة.
في حال حدوث عملية تزوير، كيف سيكون موقفكم تجاه هذا الأمر؟
سيتخذ الحزب الموقف المناسب في أوانه، رغم إدراكنا أن التزوير قائم لا محال، وقد بدأ منذ مدة طويلة بغلق المجال السياسي والإعلامي الضروريين لتنظيم أي انتخابات حرة.
إذا عدنا للحديث مرة أخرى عن خيار المشاركة ألا يمكن اعتبار انسحاب حزب التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية من بين الدوافع التي أدت بكم إلى اتخاذ مثل هذا القرار. ونحن نعلم أن هذا الحزب هو المنافس الوحيد لكم في منطقة القبائل؟
جبهة القوى الاشتراكية حزب وطني، لا علاقة له بالحسابات الجهوية الضيقة، ولا تهمنا إلا المصالح العليا للبلاد.
ألا تتخوفون من تأثير الربيع العربي على الانتخابات المقبلة، و تكرار تجربة فوز الإسلاميين خصوصاً وأنهم يقومون بتحركات حثيثة من أجل التحالف لمواجهة التيار الديموقراطي؟ وهل في نية الأفافاس التحالف مع أحزاب أخرى للوقوف في وجه المد الإسلامي؟
الإشكال القائم هو بين من يؤمن بالحرية والديموقراطية كقيم ومبادئ ومن يكفر بها،ويتساوى في ذلك من كان في السلطة أو أي اتجاه إيديولوجي، والأفافاس قرر الدخول إلى المعترك الانتخابي لوحده ليشكل بديلا ديموقراطياً للأصوليين والاستئصاليين الذين تريحهم الأوضاع المتعفنة والمستفيدين من الريع النفطي.
وماذا عن دور المؤسسة العسكرية خلال الانتخابات المقبلة ؟
لقد لعبت المؤسسة العسكرية دوراً سياسياً هاماً في الجزائر منذ الاستقلال رهن كل محاولة للبناء الديموقراطي، وأعتقد أنها غير مستعدة للتخلي عن هذا الدور.
هل تتوقعون نسبة مشاركة عالية للمواطنين في انتخابات أيار المقبل؟
لا أتوقع ارتفاع نسبة المشاركة، وهذا لعدم إيمان الشعب الجزائري لا بالنظام ولا بالانتخابات التي ينظمها هذا النظام، الذي فقد مصداقيتهتجاه كل المؤسسات وجميع المنتخبين، وتدني نسبة المشاركة إن دلت على شيء فإنما تدل على فشل النظام، وكما أسلفت الذكر فإن مشاركتنا تكتيكية تعمل على تجنيد المناضلين والمواطنين من أجل بناء بديل سياسي سلمي وديموقراطي لهذا النظام المفلس .
التعليقات