اشار الرئيس الاميركي باراك واوباما ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على السواء الى استهداف منشآت ايران النووية بضربات عسكرية في مؤتمر لجنة الشؤون العامة الاميركية الاسرائيلية quot;ايباكquot; مؤخرا. وأخذ العديد من المحللين يعربون عن القلق من ان الحرب باتت امكانية قائمة. وإزاء الكمية الكبيرة من اليورانيوم المخصب في ايران يتساءل مراقبون عن امكانية انبعاث سحابة نووية نتيجة ضربة عسكرية تدمر احدى المنشآت النووية الايرانية.

ولكن خبراء يستبعدون ذلك لأن التفجير النووي لا يمكن ان يحدث دون كمية كبيرة من اليورانيوم المخصب بنسبة عالية. وتقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان تصنيع سلاح نووي يتطلب ما لا يقل عن 55 رطلا من اليورانيوم المخصب بنسبة عالية جدا ولكن خبراء آخرين يذهبون الى ان 6 ارطال تكفي لانتاج قنبلة نووية متواضعة باستخدام تكنولوجيا متطورة. ويرى محللون استخباراتيون ان ايران لم تتمكن من تخصيب كمية كافية من اليورانيوم بحيث تشكل خطرا داهما ولكن حتى إذا كانوا مخطئين وامتلكت ايران القدرة على انتاج قنبلة ، سيبقى من المستبعد الى حد بعيد ان تؤدي ضربة عسكرية الى تفاعل نووي متسلسل بل ان الانفجار سيعمل على تشتيت المادة الانشطارية بدلا من ذلك.

ويحدث تحرير الطاقة بمقادير هائلة في انفجار نووي نتيجة تفاعل متسلسل. فان ذرة اليورانيوم تنشطر لتحرر ثلاثة نيوترونات تصطدم بذرات اليورانيوم المجاورة لتحرر بدورها مزيدا من النيوترونات وبذلك تسريع العملية. ولكن إذا لم يكن اليورانيوم محفوظا بكثافة في حاوية كروية الشكل فان النيوترونات المتسربة ستتطاير دون الحاق إذى والتفاعل سيضمحل. ومنشآت تخصيب اليورانيوم لا تحفظ اليورانيوم في ظروف كهذه إلا إذا كانت تعمل فعلا على انتاج سلاح نووي. واستنادا الى كل المعلومات المتاحة فان ايران لم تصل الى هذه المرحلة.

ولكن ماذا لو كانت لدى ايران 55 رطلا من اليورانيوم المخصب بنسبة 90 في المئة وقامت فعلا بتجميعه في قنبلة ، ثم تتعرض هذه المادة النووية المتفجرة الى ضربة عسكرية اميركية أو اسرائيلية؟ يقول خبراء انه حتى في هذه الحالة فان من المستبعد ان تسبب الضربة اكثر في اكثر من انفجار نووي صغير. وينقل موقع سليت الاخباري عن الخبراء ان التفاعل المتسلسل في قنبلة نووية عملية مبرمجة بدقة تشتمل عادة على احاطة المادة الانشطارية بمتفجرات تقليدية ثم تفجير القنبلة بشحنة كهربائية محدَّدة بعناية. ويعمل هذا كله على ضغط اليورانيوم من كل الجهات في وقت واحد والحيلولة دون خروج اي يورانيوم من الحاوية قبل الأوان. إذ يتعين ان تنفجر كل الصواعق التقليدية المحيطة بالمادة الانشطارية بفارق واحد الى مليون من الثانية لاحتواء اليورانيوم. وفي اسوأ الاحتمالات فان ضرب منشأة تضم اسلحة نووية سيخل بتوقيت الشحنات التقليدية وبعملية ضغط اليورانيوم نفسها. وبالتالي فان التفاعل المتسلسل لن يحدث أو انه سيتوقف قبل استكماله.

ولكن الضربة العسكرية ستكون لها آثار ضارة أخرى. فالانفجار يمكن ان يطلق غاز اليورانيوم للانتشار قرب المنشأة وان يسبب انتشاره مشاكل في الكلى وربما امراضا سرطانية في حال استنشاقه أو هضمه. كما يمكن ان تطلق الضربة العسكرية غاز الفلورين السام. ولأن اليورانيوم لم يتفاعل بقدر كبير وبالتالي لم يحرر سيزيوم ـ 137 أو أي جسيمات مشعة فان الحادث لن يكون كارثيا كما في حالة تصدع مفاعل نووي عامل أو وقوع هجوم نووي حقيقي. وسيكون المرض بسبب الاشعاع مستبعدا للغاية ، بحسب هؤلاء الخبراء.