جنيف:تباينت ردود فعل الولايات المتحدة والصين وروسيا وايران وبعض دول اميركا اللاتينية على التقرير الذي طرحته سوريا الليلة الماضية امام مجلس حقوق الانسان في اطار آلية الاستعراض الدوري الشامل.
فمن ناحيتها اعربت الولايات المتحدة الاميركية عن استيائها من التقرير معربة عن شعورها بالفزع من استمرار انتهاكات حقوق الانسان في سوريا رغم ان كثيرا من الدول عكست في توصياتها الرغبة في الوقف الفوري لقتل المدنيين.

واكدت واشنطن ان الحكومة السورية صعدت من انتهاكاتها للقانون الدولي لحقوق الانسان وتجاهلت طلبات المجتمع الدولي الواضحة في هذا الصدد فواصلت قوات الحكومة السورية قمع شعبها المطالب بحقوقه.

كما كشفت واشنطن عن تناقض بين الموقف السوري الرسمي والوقائع على الارض اذ يستند التقرير الى ان الحرية حق مقدس يضمنه الدستور بينما يعاني الشعب السوري من قصف عشوائي بمدفعيات واعتقال جماعي وتعسفي.
واكدت واشنطن ان الحكومة السورية فشلت في حماية شعبها وحرمته من وصول المساعدات الانسانية الاساسية وتحرمه من حقوقه وتختار الحكم بالترويع والتخويف ففقدت شريعتها ما يدعو الى تنحيتها.

واعربت واشنطن عن ضرورة وضع حد فوري لأعمال العنف وانتهاكات حقوق الانسان والافراج عن كافة المعتقلين فورا وبدون شرط والسماح بدخول المساعدات الانسانية ولجنة التحقيق الدولية ووسائل الاعلام.
كما طالبت امام مجلس حقوق الانسان بالسماح بمرحلة انتقالية يتولاها السوريون من خلال تشكيل حكومة انتقالية تشاركية تحترم سيادة القانون وحقوق الانسان والاقليات الدينية والعرقية.

في المقابل رأت روسيا في كلمة مقتضبة quot;ان موافقة سوريا على المشاركة في آلية الاستعراض الدوري الشامل تدل على ان دمشق تحترم الحوار حول قضايا حقوق الانسانquot; معربة عن quot;الارتياح لموافقة دمشق على عدد كبير من التوصيات المقدمة اليهاquot;.
وفي حين اعربت الصين عن تقديرها للنهج البناء الذي اتخذته الحكومة السورية في الحوار رأت كوبا quot;ان الحكومة السورية تعمل لصالح شعبها وتتعاون مع الامم المتحدة من خلال استقبالها للمبعوثين الدوليينquot;.

كما رأت كوبا في قبول الشعب السوري للدستور quot;دعم الشعب للتدابير التي تقوم بها الحكومةquot; مشددة على ان quot;التدخل الاجنبي بدعم من الولايات المتحدة وقوى حلف شمال الاطلسي (ناتو) لا يزيد سوى من الدمار ومزيد من القتلى الابرياءquot;.

وركزت كل من ايران وكوريا الشمالية على ان العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا هي التي تعوق تطبيق معايير حقوق الانسان بل تؤدي الى عدم وفاء الحكومة السورية بالتزاماتها.

في حين اشادت ايران بما ابدته سوريا من عزم على النهوض بحقوق الانسان والديمقراطية من خلال الاستجابة لمطالب الشعب السوري واعتماد دستور جديد ينص على الاصلاح السياسي للبلاد ويأخذ في الاعتبار التزامات عديدة في مجال حقوق الانسان.

وفي السياق ذاته اضافت فنزويلا انها تشعر بالقلق من الدعم الاعلامي والسياسي لما وصفتها بالجماعات المسلحة اذ يقدم لها هذا الدعم حماية من المساءلة عن انتهاكاتها المتكررة لحقوق الانسان.

يذكر ان سوريا اعلنت الليلة الماضية قبولها ب 24 توصية تضاف الى التوصيات التسعين التي قبلتها في اكتوبر الماضي لتصل التوصيات المقبولة الى 114 توصية من اصل 179 .
ولم يفصح السفير السوري فيصل الحموي عن التوصيات التي رفضتها بلاده واسباب الرفض مثلما هو معمول في الاستعراض الدوري الشامل رغم مطالبة رئيسة المجلس بذلك.