رغم مرور سنة على إندلاع الثورة السورية، إلا أنها لم تحقق أياً من أهدافها التي خرجت من أجلها، ومازال نظام حكم الرئيس بشار الأسد متماسكاً، في مقابل معارضة، لاسيما الخارجية منها، مفتتة، وغير قادرة على التوحد في فصيل واحد، مما ساهم في تصدير صورة سلبية عنها إلى الدول التي تحاول مساندتها، بل إن الفصيل الواحد منها يشهد إنشقاقات من حين إلى آخر.


متظاهرات معارضات سوريات ينددن بممارسات النظام

صبري حسنين من القاهرة: خلافات المعارضة السورية دفعت المراقبين للشأن السوري إلى القول إن الثورة السورية قد تطول أكثر من عام، لاسيما في ظل عدم وجود بديل قوي من النظام الحالي. بينما ترد المعارضة بالقول إنها موحدة حول هدف واحد هو إسقاط نظام الحكم الرئيس بشار الأسد، ولكنها متفرّقة في الطريقة التي يقوم من خلالها كل فصيل بالوصول إلى هذا الهدف، ويرى معارضون أخرون أنه ما يفرّق المعارضة هو التمويل الخارجي والأيديولوجيات.

إسقاط النظام
ووفقاً للمعارض السوري في القاهرة أحمد رياض غنام فإن المعارضة السورية في الداخل والخارج بمختلف أطيافها موحدة حول هدف إسقاط النظام ومحاكمته، وإقامة دولة ديمقراطية يتساوى فيها الجميع أمام القانون في الحقوق والواجبات.

وقال لـquot;إيلافquot; إن النظام السوري وأنصاره في الداخل والخارج هم من يروّجون لنظريات تفرق المعارضة وتشتتها من أجل صرف الأنظار عن المجازر التي يتركبها بحق الشعب السوري الأعزل، مشيراً إلى أن نظام بشار استطاع إنشاء معارضة مدجّنة، ويسعى إلى إختراق المعارضة الوطنية من خلالها.

تفرق الوسيلة وتوحد الهدف
اتهم غنام تلك المعارضة المدجنة بالعمل على تشويه المعارضة في الخارج والداخل، وإظهارها كأنها تسعى إلى المال أو التمويل الخارجي. وقال إن غالبية أفراد المعارضة الخارجية لا يتلقون أية أموال من أية جهة خارجية، لافتاً إلى أنه شخصياً يعيش في القاهرة بما يرسله إليه بعض الأقارب.

وأوضح أن ما يقال حول أن هنا خلافات بين المعارضة ما هي إلا إختلافات في ما يخصّ الوصول إلى هدف إسقاط النظام وحقن دماء الشعب السوري، منوهاً بأن البعض يرى أن التدخل العسكري المباشر هو الحل الأمثل للخلاص من هذا النظام الوحشي، فيما يرى آخرون أن الحل يتمثل في تسليح الجيش السوري الحر، ويطالب آخرون بفرض حظر جوي فقط، وينادي طرف بالحصار الإقتصادي على رموز النظام وأذرعه الإقتصادية.

ويعمل فصيل آخر على فضح ممارسات النظام إعلامياً، ويسعى آخرون إلى تزويد المعارضة والثوار في الداخل المواد الغذائية والأدوية، أو إجراء إتصالات مع دول خارجية لإستقبال الجرحي، وقال غنام: هذا هو التشتت والتفرق الذي يتحدثون عنه، ولكن كل هذا يهدف إلى إسقاط النظام.

شائعات لتشويه المعارضة
إن نحو 90% من المعارضة الخارجية موحدة تحت لواء المجلس الوطني السوري، هكذا قال المعارض السوري في القاهرة مؤمن كويفاتيه لـquot;إيلافquot;، مشيراً إلى أن النسبة الباقية متفرّقة بين معارضة تابعة للنظام أو معارضة تعمل لمصلحة جهات أجنبية، ولفت إلى أن المعارضة موحدة حول هدف إسقاط النظام، وهذا هو الأهم في هذه المرحلة.

واتهم النظام بالترويج لشائعات حول تفرّق وتشرزم المعارضة، وأنها غير جاهزة لإدارة البلاد بعد سقوطه، من أجل الترويج لإحتمال آخر هو الحرب الأهلية أو سيطرة القاعدة على البلاد، منوهاً بأن هذه الشائعات لا أساس لها من الصحة، ولفت إلى أن المعارضة السورية الوطنية في الخارج تسير خلف الشعب وتأتمر بأوامره، ولا تتبع أي جهة خارجية أو داخلية، وتسعى إلى حقن دماء هذا الشعب العظيم، الذي يتعرّض للقمع الوحشي بطرق بشعة من قتل وخطف وإعتقال وتعذيب وإغتصاب النساء وقتل الأطفال طوال عام كامل، ولم يتراجع قيد أنملة عن هدفه المتمثل في إسقاط النظام، رغم محاولات الجامعة العربية إطالة عمر هذا النظام عبر مبادرات عقيمة.

فزاعة جديدة
أما المعارض السوري في القاهرة مأمون الحمصي فقال لـquot;إيلافquot; إنه ليست هناك معارضة سورية، بل شعب أرادها ثورة، وقرر ألا يسكت صوته إلا بعد إسقاط النظام، وأضاف: الثائرون في الداخل والخارج متناغمون معاً حول هذا الهدف، ولفت إلى أن النظام يحاول تشويه الثورة ويخلق فزاعات للخارج والداخل، فتارة يروّج لسيناريو إندلاع حرب أهلية في البلاد في حالة سقوطه، ونحن نؤكد أن ثورة سوريا ليست طائفية، بل هي ثورة شعبية، صهرت كل أطياف طوائف المجتمع، لأن الجميع يعاني ظلم وإستبداد هذا النظام منذ نحو 40 عاماً، وطورًا يروّج لسيناريو تحويل سوريا إلى معقل للقاعدة والإٍسلاميين المتشددين، ونقول له فعلها من قبلك القذافي، وأسقطه شعبه في النهاية، وتارة أخرى يروّج لسيناريو إنشقاق المعارضة وتحويل البلاد إلى فوضى، ونحن نؤكد أن المعارضة موحدة حول هدف إسقاطه ومحاكمته، وتابع: وفي تلك الأثناء يجب تقديم المعارضة أيضاً إلى المحاكمة، ليعرف العالم كله أنها في غالبيتها معارضة وطنية، كانت تسير خلف الشعب السوري في ثورته.

أيديولوجيات والتمويل
فيما قال معارض سوري آخر، رفض ذكر إسمه، إن المعارضة السورية بالفعل متفرقة، مشيراً إلى أن المعارضة تتحاشى الحديث عن هذا التفرق إعلامياً، حتى لا يشمت بشار الأسد ونظامه فيها، ويستخدم هذا الأمر ضدها لتشويهها بصورة أكبر.

وأوضح لـquot;إيلافquot; أن هناك سببين رئيسين وراء تلك الفرقة، الأول يتمثل في الأيديولوجيات التي تحكم كل فصيل سياسي، فهناك معارضة تتحكم فيها جماعة الإخوان المسلمين، وهناك معارضة يسارية وليبرالية، إضافة إلى معارضة تابعة للنظام، تأتمر بأوامره، فضلاً عن معارضة مناطقية أو طائفية.

مشيراً إلى أن السبب الآخر وراء تفرّق المعارضة هو التمويل الخارجي، وأوضح أن هناك معارضة تابعة لأميركا، وأخرى تابعة للخليج، لاسيما لدولتي قطر والسعودية، وهناك معارضة تابعة لتركيا، لكنه أكد أنه رغم تفرق المعارضة إلا أنها تجتمع حول هدف واحد وهو إسقاط النظام.