كشفت اليوم تقارير صحافية أميركية عن أن زعيم تنظيم القاعدة السابق، أسامة بن لادن، أصدر أوامر لشبكته الإرهابية قبل وفاته بأن تقوم بتنظيم خلايا خاصة في أفغانستان وباكستان لمهاجمة الطائرة الخاصة بالرئيس باراك أوباما والجنرال دافيد بتريوس.


بن لادن لم يتمكن من تحقيق هدفه المتمثل في قتل أوباما... بل انقلبت الآية

أشرف أبوجلالة من القاهرة: أشارت صحيفة quot;واشنطن بوستquot; الأميركية إلى أن بن لادن برر ذلك لأحد أبرز مساعديه بقوله: quot;سبب التركيز عليهما هو أن أوباما يمثل رأس الكفر، وقتله سيعمل بصورة تلقائية على نقل صلاحيات الرئيس إلى نائبه جو بايدن.. وبايدن غير مستعد على الإطلاق لشغل هذا المنصب، وهو ما سيقود أميركا إلى أزمة. وبالنسبة إلى بتريوس، فهو رجل الساعة... وقتله سيغير مسار الحرب في أفغانستانquot;.

في غضون ذلك، قال مسؤولون في الإدارة الأميركية يوم أمس الجمعة إن تلك المؤامرة لم ترق أبداً إلى أن تكون تهديدًا خطرًا. وعاودت الصحيفة تشير إلى أن ذلك المخطط ورد في إحدى الوثائق التي تم أخذها من المجمع السكني في الليلة التي لقي فيها بن لادن حتفه على يد القوات الأميركية في الثاني من أيار/ مايو الماضي.

وأكدت الصحيفة أنها اطلعت، بشكل حصري، على بعض من تلك الوثائق بالغة الأهمية من خلال أحد أبرز مسؤولي الإدارة الأميركية. وقد تم رفع السرية عنها، وستتاح عمّا قريب للناس، من خلال إصدارات بنصوصها العربية الأصلية، وأخرى مترجمة.

وأعقبت الصحيفة بقولها إن الرجل الذي كان يأمل بن لادن أن يقوم بتنفيذ الهجمات ضد أوباما وبتريوس هو الإرهابي الباكستاني إلياس كشميري. ولفتت الصحيفة هنا إلى أن بن لادن كتب في إحدى الوثائق لمساعده البارز عطية عبد الرحمن quot;لو سمحت أطلب من الأخ إلياس أن يرسل إليّ الخطوات التي اتخذها بشأن تلك العمليةquot;. غير أن كشميري قد قُتِل في غارة أميركية بعد مقتل بن لادن بشهر واحد فقط.

ومضت الصحيفة بعدها تقول إن المؤامرة التي كانت تستهدف أوباما ربما كانت مجرد تهديد، خاصة في ظل افتقار القاعدة على ما يبدو الأسلحة التي يمكنها أن تستعين بها في مهاجمة طائرات أميركية. لكن تلك المعلومات الجديدة جاءت لتكشف عن أن بن لادن كان يدبّر، وهو في مخبأه أيضاً، لعملية إرهابية أخرى ضد أميركا.

وقد حثّ بن لادن، في دليل توجيهات مكوّن من 48 صفحة، عطية على التركيز على كل الجهود التي يمكن القيام بها في سبيل شنّ هجمات داخل أميركا بدلاً من القيام بعمليات داخل البلدان الإسلامية. وقد طلب من عطية أن يسأل الإخوة في كل المناطق إن كانوا يعرفون أخوة يمكنهم القيام بعمليات داخل الولايات المتحدة، وهو الأمر الذي كان يقترن بشرط القدرة على العيش هناك أو السهولة في السفر إلى هناك.

هذا ولم ير محللون أميركيون أي أدلة على أن تلك المخططات أو المؤامرات قد تحققت. وقال محلل بارز لدى الإدارة الأميركية بعد دراسته الوثائق بعناية: quot;تفتقد القاعدة القدرة على التخطيط والتنظيم وتنفيذ هجمات كارثية معقدة، غير أن التهديد قائمquot;.

وأرجع أحد المحللين الأميركيين السبب وراء تشوه بناء الجمل للاتصالات التي كان يجريها بن لادن إلى أنها كانت تملى على العديد من زوجاته. وأضاف أن قائمة التوصيات غير المتماسكة توضح المشكلات التي كان يواجهها بشأن الاتصال مع التابعين، في وقت كان يضطر فيه إلى الانتظار أشهرًا عدة لكي يحصل على رد.

ونظراً إلى المضايقات المستمرة وصعوبات الاتصالات التي كان يواجهها هو ورفاقه في مناطق باكستان القبلية، طلب بن لادن من قادة تنظيم القاعدة أن يتركوا الشمال وجنوب وزيرستان، وأن يتوجّهوا صوب أماكن أكثر بعداً.

وتابعت الصحيفة بقولها إن الشغل الشاغل لبن لادن كان متعلقًا بالتركيز على صورة القاعدة الإعلامية بين المسلمين. كما كان يأمل هو ومساعدوه أن يشنّوا عمليات إرهابية كبرى للاحتفاء بالذكرى السنوية لهجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر الإرهابية خلال عام 2011.