مرشحو الرئاسة الفرنسية يعلنون هدنة انتخابية

أعلن مرشحو الرئاسة الفرنسية هدنة انتخابية لإدانة جرائم الكراهية، وذهب المحللون إلى التساؤل والبحث عن خلفيات هذه الأعمال. ويبدو أن معركة نشبت خلال الأيام الأخيرة للفوز بأصوات اليمين المتطرف بين الرئيس ساركوزي ومارين لوبان، مرشحة الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة المعادية للمهاجرين.


لندن: اعلن المرشحون المتنافسون على الفوز بالرئاسة الفرنسية، هدنة انتخابية للوقوف موحدين في إدانة ما يبدو أنها جرائم كراهية، اسفرت عن مقتل أربعة يهود، بينهم ثلاثة اطفال، واثنين من المسلمين وجندي مظلي ذي اصول كاريبية في ثلاثة حوادث منفصلة.

ولكن حين تبدأ مشاعر الصدمة والحزن بالانحسار، لا بد أن يشرع المحللون في التساؤل عما إذا كانت للسياسة علاقة، إن لم تكن بأعمال القتل نفسها، فعلى الأقل بإشاعة اجواء، ربما شجعت فرداً من الواضح أنه ليس سوياً على ارتكاب هذه الاعتداءات.

ويُلاحظ في هذا الشأن أن معركة قذرة نشبت خلال الأيام الأخيرة للفوز بأصوات اليمين المتطرف بين الرئيس ساركوزي الذي ينتمي الى يمين الوسط، ومارين لوبان مرشحة الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة المعادية للمهاجرين. إذ أعلن ساركوزي الذي يواجه هبوطاً حاداً في شعبيته، بصورة مفاجئة، أن انتشار اللحم الحلال، مبعث قلق وطني بالغ ودعا الى الصاق يافطة على جميع اللحوم تبين طريقة ذبحها.
وكان مقترح ساركوزي الذي شجبه البعض بوصفه دعاية انتخابية رخيصة، رد فعل على ادعاءات لوبان بأن كل اللحوم التي تُستهلك في باريس هي لحوم حلال رغم أنها مزاعم دُحضت على الفور.

وصب وزير الداخلية الفرنسي كلود غيان المزيد من الزيت على النار بإدعائه أن مقترح الاشتراكيين الداعي الى السماح للأجانب بالتصويت في الانتخابات المحلية يهدد بفرض اللحم الحلال في المدارس.

وكان ساركوزي تعرض لانتقادات اتهمته باللعب بالنار وتصعيد خطابه السياسي الى حدود قصوى من الاستقطاب، لكسب اصوات اليمين المتطرف ظناً منه بأن هذا هو السبيل الوحيد للتقدم على المرشح الاشتراكي فرانسو اولاند في الجولة الاولى من انتخابات 22 نيسان(ابريل) والفوز في الجولة الثانية في 6 ايار(مايو).

وذهب ساركوزي الأسبوع الماضي الى حد القول إن عدد الأجانب أكثر من اللازم في فرنسا متعهداً بخفض الهجرة بمقدار النصف وتحديد اعانات الدولة للمهاجرين القانونيين.

ويبدو أن مغازلة اليمين المتطرف حققت الغاية المرجوة منها. فاستطلاعات الرأي الأخيرة اظهرت تقدم ساركوزي الى الصدارة لأول مرة بفارق ضئيل عن اولاند. كما ساعدته على توسيع الفارق بينه وبين لوبان التي بلغ رصيدها الشعبي في مرحلة من المراحل حداً، هدد بإخراج ساركوزي من حلبة السباق.

وبعد هبوط شعبية لوبان الى 17 في المئة بحسب الاستطلاعات، فإنها عادت الى شعاراتها التقليدية في معاداة المهاجرين، وحملت يوم السبت على ما سمَّته بـquot;دكتاتورية الأقلياتquot; ، التي تريد فرض رأيها على المناهج المدرسية، على حد قولها.

ويرى مراقبون أن السباق الرئاسي الفرنسي الذي يُحسم في جولتين يدفع بحكم طبيعته مرشحي الاتجاهات الرئيسية الى مهادنة الاتجاهات المتطرفة في الجولة الاولى قبل أن يخففوا من غلواء خطاباتهم في الجولة الثانية. وبهذه الطريقة تحديداً فاز ساركوزي في انتخابات 2007، كما لاحظت صحيفة الديلي تلغراف، مشيرة الى اتهامه وقتذاك بالتعاطف مع فيشي لتعهده باستحداث وزارة للهجرة والهوية الوطنية.

ولكن الرهانات في الانتخابات المقبلة اكبر بكثير لأن ساركوزي يواجه هبوطاً قياسياً في شعبيته ويقول غالبية الفرنسيين إنهم لن يصوتوا له بأي حال.
ولكن المرشح اليساري جان لوك ميلينشون ربط ايقاع الحملة الانتخابية بمأساة قتل المسلمين واليهود قائلاً إنه في ما تبقى من الحملة الانتخابية يدعو الجميع الى حساب ثقل الكلمات واختيار الاقتباسات على نحو أفضل. والى أن يتحقق ذلك quot;فإن قلوبنا تنزفquot;.