هونغ كونغ: كغيره من سابقيه، يفترض ان يكون الرئيس المقبل للسلطة التنفيذية في هونغ كونغ قادرا على ارضاء بكين واوساط الاعمال في المنطقة التي تتمتع بحكم ذاتي بينما يبدو وجود المعارضة رمزيا.

وسيتم الاحد انتخاب رابع رئيس للسلطة التنفيذية منذ اعادة بريطانيا هذه المنطقة الى الصين في 1997، من قبل هيئة ناخبين تضم 1200 شخص يمثلون قطاعات المال والتجارة والتعليم العالي والسلطات الدينية.

وكل هؤلاء يتبنون موقفا ايجابيا جدا من بكين بينما يمثل نحو مئة مندوب الجمعية الوطنية الشعبية (البرلمان الصيني) والحزب الشيوعي الصيني، في الهيئة الناخبة.

وعبر البرت لاي العضو في الحزب المدني الداعي الى الديموقراطية عن استيائه لانهم quot;يعينون من قبل الطغاة انفسهم: بكين والاثرياءquot; اي رجال الاعمال الاغنياء في هونغ كونغ الذين جمعوا ثرواتهم من الوساطات المالية والعقارات والنقل البحريquot;.

ويتنافس ثلاثة مرشحين على المنصب هم هنري تانغ الذي كان نائب رئيس حكومة هونغ كونغ، ولونغ شون يينغ المستشار السابق في الحكومة والنائب البرت هو الذي يمثل المعسكر المؤيد للديموقراطية وترشيحه رمزي.

وكان هنري تانغ (59 عاما) الذي ورث امبراطورية متخصصة بصناعة النسيج، يعد رجل بكين الى ان ارتكب هفوات جعلته يتراجع في استطلاعات الرأي.

فقد اضطر للاعتذار علنا عن علاقة اقامها خارج اطار الزواج ثم طلب منه تقديم توضيحات حول اشغال قام بها في واحد من بيوته الفاخرة وحمل زوجته مسوؤليتها في مؤتمر صحافي.

اما لونغ شون يينغ (57 عاما) فيثير اعجاب ناخبي هونغ كونغ على الرغم من شبهات بتضارب في المصالح بين مشروع محلي وعشاء مع المافيا المحلية. وقد وعد بزيادة المساعدات الاجتماعية وتأمين سكن عام باجور معتدلة.

وحرصت بكين على عدم التعليق على الحملة خوفا من اثارة مشاعر معادية لها.

لكن رئيس الوزراء وين جياباو اقحم نفسه في العملية الاسبوع الماضي ممهدا للانتخابات، بقوله ان رجلا يحصل على quot;اغلبية واسعةquot; من اصل سبعة ملايين شخص يجب ان يحل محل الرجل الاول حاليا في هونغ كونغ دونالد تسانغ.

وهذا الرجل لن يكون بذلك تانغ بل لونغ الذي يتمتع بدعم الاصلاحيين الصينيين بقيادة الرئيس هو جينتاو الذين يتنازعون مع المحافظين المناصب الاساسية قبل المؤتمر العام الثامن عشر للحزب الشيوعي الذي يعقد خلال اشهر.

اما سكان هونغ كونغ فلا صوت لهم.

وقال غاري اور (39 عاما) الذي يملك محلا للحلاقة quot;انها معركة بين تفاحتين فاسدتينquot;.

وفي بكين يلمح المسؤولون الى ان الاقتراع العام المباشر لانتخاب رئيس السلطة التنفيذية لن يطبق قبل 2017 ولاختيار اعضاء البرلمان المحلي في 2020. لكن الحديث عن الامرين كان يشير الى 2007 لرئيس السلطة التنفيذية و2012 للبرلمان.

ومع انهم بعيدون عن اللعبة، شعر سكان هونغ كونغ للمرة الاولى بانهم عاشوا حملة انتخابية quot;حديثةquot; تخللتها مناقشات واعترافات امام كاميرات التلفزيون، كما قال استاذ التاريخ في الجامعة الصينية في هونغ كونغ ويلي لام.

واضاف quot;انها فعلا اول مواجهة بين مرشحين قريبين من النخبة الحاكمةquot;.

لكنه رأى ان الامر لا يثير بالضرورة اعجاب الصين quot;لانها تشعر بانها فقدت ماء الوجه مع مرشحين دعمتهما لفترة طويلة وفشلا في ان يثبتا بانهما جديران بذلكquot;.

وبموجب اتفاقات التنازل عن هونغ كونغ احتفظت المنطقة بعملتها ونظامها السياسي والقضائي حسب نموذج اطلق عليه اسم quot;بلد واحد، نظامانquot;.

ويتمتع سكان هونغ كونغ بحرية كبيرة في التعبير غير معروفة في مناطق اخرى من الصين لكن لبكين الكلمة الفصل في السياسة المحلية.