بيروت: قررت وزارة الأمن الداخلي الأميركية السماح للسوريين المقيمين في الولايات المتحدة بالبقاء على اراضيها بعد انتهاء تأشيراتهم لحمايتهم من الأخطار التي قد تواجههم لدى عودتهم الى سوريا التي تشهد أعمال عنف.
ويأتي هذا القرار في وقت ترى فيه واشنطن أن الأوضاع الأمنية في سوريا تنتقل من سيء إلى أسوأ.

وأعلنت وزيرة الداخلية جانيت نابوليتانو عن هذا القرار في بيان قالت فيه: quot;في ضوء تدهور الأوضاع في سوريا، ستؤمن وزارة الأمن الداخلي وضع الحماية المؤقتة الى السوريين الموجودين حالياً في الولايات المتحدةquot;.
وأشارت إلى أن quot;الظروف في سوريا تتفاقم لدرجة ان السوريين الموجودين في الولايات المتحدة سيواجهون تهديدات كبيرة لسلامتهم الشخصية، في حال عادوا الى بلدهمquot;، مضيفة ان الوزارة ستنشر مذكرة تتضمن توجيهات بشأن الشروط المطلوبة وإجراءات التسجل.

لكن البيان يشدد على أن quot;كل الذين يتقدمون بطلبات، يجب ان يخضعوا لدراسة خلفياتهم. ومع أن الوزارة تشجع السوريين في الولايات المتحدة على تقديم طلبات للبقاء مؤقتاً، عليهم الا يتقدموا بهذه الطلبات قبل نشرالمذكرةquot;.
وأكد البيان على أن quot;الأفراد ذوي الماضي الإجرامي او الذين يشكلون تهديداً للأمن القومي لن يسمح لهم بالاستفادة من وضع الحماية الموقتة وسترفض طلباتهمquot;.
وقال مسؤول أميركي إن مكتب المواطنة والهجرة يقدّر عدد هؤلاء السوريين بنحو 2500 وثلاثة آلاف شخص. ويمكن لوزير الأمن الداخلي استخدام برنامج وضع الحماية المؤقتة لمواطني أي بلد يشهد نزاعاً مثل حرب أهلية أو كارثة طبيعية. لكنه أشار إلى أن الإستفادة من هذا الوضع لا يعني الحصول على إقامة دائمة.

ويأتي هذا القرار بعد أن طالب ستة أعضاء ديمقراطيون في مجلس الشيوخ الأميركي الرئيس باراك أوباما بالعمل على السماح للسوريين المتواجدين بشكل مؤقت على الأراضي الأميركية بتمديد فترات إقامتهم، بسبب ما تشهده سوريا من اضطربات وانعدام للأمن.
وطالبوا الإدارة الأميركية بالعمل على حماية السوريين وعدم ترحيلهم إلى بلادهم لأن ذلك قد يعرضهم للأذى.

تفاقم الأزمة الإنسانية

الجهود الرامية لتمديد إقامة السوريين في أميركا، تزعمها ائتلاف لجماعات في الولايات المتحدة تشعر بالقلق إزاء الأزمة الإنسانية المتنامية في سوريا.
أحد هذه الشخصيات، المحامي عبد أيوب وهو المدير القانوني للجمعية الأميركية العربية لمكافحة التمييز (ADC).

وساهم أيوب في قيادة الإئتلاف لتقديم التماس الى وزارة الأمن الداخلي في كانون الثاني (يناير) لوضع الحماية المؤقتة. وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال إن الوضع الانساني في سوريا خطير لدرجة أن الطلب من أي شخص العودة إلى هناك سيكون quot;غير انسانيquot;.
واضاف quot;لا يمكن ان نعرض حياة هؤلاء الأفراد للخطر، وإذا كانت وزارة الخارجية الأميركية تشعر ان سفارتها في سوريا ليست آمنة بما فيه الكفاية لموظفيها، فبالتأكيد ان البلاد ليست آمنة بما فيه الكفاية لإجبار المواطنين على العودة.quot;

السوريون يخافون العودة

نسيب نويلاتي يقلق من احتمال الاضطرار للعودة إلى سوريا عندما تنتهي فترة إقامته، فهو أتى إلى الولايات المتحدة بعد أن حصل على منحة دراسية لدراسة إدارة الأعمال الأكاديمية. وتنتهي تأشيرته كطالب بعد أربعة أشهر، ولم يكن يعلم ماذا سيفعل حتى صدر إعلان وزارة الداخلية.
وقال نويلاتي: quot;الكثير من السوريين الذين أعرفهم يخافون العودة. لقد كانوا في غاية القلق لأنهم يخافون ما يجري في سوريا، ويشاهدون نشرات الأخبار ويبكون على ما يحصل للناس، لكنهم أيضاً يخافون على أنفسهم عندما يحين وقت عودتهمquot;.
ومن المتوقع أن تعلن وزارة الأمن الوطني يوم الخميس التفاصيل بشأن كيفية طلب السوريين في الولايات المتحدة الحصول على وضع الحماية المؤقتة.
يشار إلى أن حكومة الولايات المتحدة اتخذت إجراءات مماثلة في السابق بحق رعايا دول أخرى منها: الصومال والسودان وجنوب السودان والسلفادور وهندوراس وهاييتي ونيكاراغوا.