تقرير كشف حياة الهروب التي عاشتها أسرة بن لادن

وصفت أمل عبد الفتاح، أصغر زوجات زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن لمحققين باكستانيين حياة الهروب التي عاشها بن لادن وأسرته في أعقاب هجمات 11 أيلول (سبتمبر). وتخضع اليوم زوجات بن لادن للإقامة الجبرية في إسلام آباد.


القاهرة: كشفت أصغر زوجات زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن لمحققين باكستانيين النقاب عن أن زوجها قضى تسع سنوات في حالة فرار داخل باكستان في أعقاب هجمات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر)، وهي الفترة التي تنقّل خلالها بين خمسة منازل آمنة وأنجب أربعة أبناء، اثنين منهما على الأقل وُلِدا في مستشفى حكومي.

وجاءت تلك الاعترافات من جانب تلك الزوجة التي تدعى أمل أحمد عبد الفاتح، 30 عاماً، لتقدم الوصف الأكثر تفصيلاً لحياة الهروب التي عاشتها أسرة بن لادن في الأعوام التي سبقت غارة القوات الأميركية التي استهدفته في أيار (مايو) الماضي.

ولفتت في هذا السياق اليوم صحيفة النيويورك تايمز الأميركية إلى أن تلك الاعترافات وردت ضمن تقرير شرطي بتاريخ التاسع عشر من كانون الثاني (يناير)، وهي الاعترافات التي قام أحد الضباط بإعادة صياغتها، ولم تشتمل على كثير من التفاصيل بخصوص الباكستانيين الذين ساعدوا زوجها على الهرب من متعقبيه الأميركيين.

وعلى الرغم من ذلك، فقد جاءت تلك الاعترافات لتثير مزيدًا من التساؤلات بشأن الطريقة التي تمكن بها بن لادن من المناورة بعائلته والتنقل بها بين المدن الممتدة على اتساع باكستان، دون أن يتم الكشف عنهم ودون تدخل من باقي الأجهزة الأمنية.

وأعقبت الصحيفة بتأكيدها على الأهمية الكبرى التي تحظى بها أرامل بن لادن الثلاث بالنسبة إلى المحققين، لأن لديهن إجابات على بعض الأسئلة التي أصابت المخابرات الغربية بحالة من الإحباط خلال الأعوام التي تلت هجمات الـ 11 من أيلول (سبتمبر).

وجميعهن يخضعن الآن قيد الإقامة الجبرية في إسلام آباد، فيما قال محاميهن إنه يتوقع أن يتم اتهامهن يوم الاثنين المقبل إلى جانب ابنتين بالغتين لابن لادن هما مريم، 21 عاماً، وسمية، 20 عاماً، بتهمة خرق قوانين الهجرة الباكستانية، وهي التهمة التي قد يصل حكمها بالحبس إلى مدة تصل إلى خمسة أعوام. وتابعت الصحيفة بقولها إن الزوجات تعاونّ مع السلطات بدرجات متفاوتة. فنقلت عن المحققين قولهم إن الزوجتين الكبيرتين، خيرية حسين صابر وسهام شريف، كما ورد في وثائق المحكمة، وهما مواطنتان سعوديتان، قد رفضتا التعاون بشكل كبير معهم. في حين أشاروا إلى أن الزوجة الصغرى هي التي أبدت تعاوناً عند التحقيق معها.

وفي واشنطن، قال مسؤولون أميركيون إنه وفي الوقت الذي لا يمكنهم فيه تأكيد كافة التفاصيل التي وردت في التقرير الشرطي، إلا أنه يبدو متماشياً في العموم مع ما هو معروف ومعتقد عن تحركات بن لادن. وورد به أن عبد الفاتح وافقت على الزواج من بن لادن عام 2000 لأنها كانت ترغب في الارتباط بمجاهد. إلى أن وقعت هجمات أيلول (سبتمبر)، حتى بدأت تتبعثر عائلة بن لادن، وفقاً لما ذكره التقرير.

وأضافت عبد الفاتح أنها غادرت كراتشي في النصف الثاني من عام 2002، وتوجهت إلى بيشاور، عاصمة مقاطعة خيبر بختونخوا، حيث اجتمع شملها مع زوجها، الذي قام آنذاك باصطحاب أسرته إلى مناطق جبلية ريفية في شمال غرب باكستان، لكن ليس في الحزام القبلي الذي تم التركيز عليه بشكل كبير من جانب الغرب.

ومكثوا أولاً في منطقة شانغلا التي تقع في وادي سوات، وبقوا هناك في منزلين مختلفين لمدة تراوحت ما بين 8 إلى 9 أشهر. ثم انتقلوا في 2003 إلى هاريبور، تلك البلدة الصغيرة التي تقع على مقربة من إسلام آباد، حيث عاشوا في منزل مستأجر لمدة عامين. ووضعت عبد الفاتح هناك فتاة تدعى عائشة ( عام 2003 ) وولدا يدعى إبراهيم (عام 2004 ) ndash; وقد وُلد كلاهما في أحد المستشفيات المحلية الموجودة هناك. وأفاد تقرير الشرطة بأن عبد الفاتح ظلت في المستشفى من ساعتين لثلاث في كل مرة. ثم انتقل بن لادن وأسرته في الأخير، وفقاً لعبد الفاتح، في منتصف عام 2005، إلى أبوتاباد التي تقع على بعد 20 ميلاً شرق هاريبور، حيث وضعت هناك طفلين آخرين هما زينب في العام 2006 وحسين في العام 2008.