بيروت:تناولت صحيفة الـ quot;واشنطن بوستquot; ظاهرة استمالة الفتية في أفغانستيان من قبل الرجال والشباب، بهدف استغلالهم جنسياً، والمحاولات التي تبذل لمعالجة هذه الظاهرة من قبل الجهات المؤسساتية ومنظمة حقوق الانسان التي سلطت الضوء على هذه المشكلة في تقريرها السنوي.

ميرزهان (22 عاماً) انجذب إلى صبي في التاسعة من عمره، معتبراً quot;انه وسيم أكثر من أي شخص آخر في القريةquot;، وهذا ما دفعه إلى استمالة الصبي ليكون رفيقه وشريكه الجنسي.

لكن وسامة الصبي لم تكن العامل الوحيد الذي أدى إلى استمالة الصبي بسهولة للإنزلاق في هذه الممارسة اللاأخلاقية، فسهولة التأثير على الفتى بهدف المتعة تعود إلى أنه وحيداً ولا عائلة له، لذلك لا يوجد أحد لوقف هذه الجريمة.

واعتبرت الـ quot;واشنطن بوستquot; ان هذه الممارسة تتم عادة بالإكراه وهناك عدد متزايد من الأطفال الأفغان الذين يعيشون حياة قاسية بسبب الاعتداء الجنسي.

واشارت إلى أن هذه الممارسة تحصل من قبل الأثرياء الذين يستغلون الفتيان الأفغان دون السن القانونية، ويجبروهم على ارتداء ملابس النساء والرقص في الحفلات، وفقاً لباحثين أفغان في مجال حقوق الإنسان.

وقال دي بريلينبرغ وورث، خبير في مجال حماية الطفل في بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان، الذي سعى لإقناع الحكومة بمعالجة هذه المشكلة: quot;شئنا أم أبينا، كان هناك تطبيق أفضل للقانون في ظل حكم طالبان. رأوا أنها خطيئة، وتوقفوا عن الكثير من مثل هذه الممارسةquot;.

على مدى العقد الماضي، ازدهرت هذه الظاهرة في مناطق البشتون في الجنوب، في العديد من المقاطعات الشمالية وحتى في العاصمة، وفقاً للأفغان الذين ينخرطون في هذه الممارسة أو درسوا فيها.

وعلى الرغم من أن بعض القضايا مثل حقوق المرأة، والجرائم الأخلاقية جذبت طوفان من المعونة المقدمة من المانحين ونشاط الدعم في السنوات الأخيرة، إلا ان ظاهرة فتيان المتعة ما زالت غير مفهومة.

وقد ذكرت وزارة الخارجية هذه الممارسة - التي تعتبر غير قانونية في معظم البلدان - في تقريرها السنوي عن حقوق الإنسان، وقال تقرير عام 2010 ان أفراداً من قوات الأمن في أفغانستان، الذين يتلقون التدريب والأسلحة من قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة يستغلون الأولاد للاعتداء الجنسي quot;في جو من الإفلات من العقوبة الجنائيةquot;.

لكن إلى حد كبير، امتنعت القوى الأجنبية في أفغانستان عن لفت الانتباه إلى هذه القضية، ولذلك لا توجد إحصاءات موثوقة حول حجم هذه المشكلة.

quot;انها مسألة حساسة للغاية وتعتبر من المحرمات في أفغانستانquot;، وفقاً لما قالته حياة الله جواد، رئيسة المجلس الأفغاني لحقوق الانسان للبحوث والدعوة الحقوقية في شمال مدينة مزار الشريف.

واضافت: quot;هناك الكثير من الأشخاص المتورطين في هذه القضية، لكن لا أحد يريد التحدث عن ذلكquot;.

وتحدثت الصحيفة مع ميرزهان وحفنة من أصدقائه الذين يستغلون الأولاد جنسياً، مشيرة إلى أن هذه الممارسة التي كانت خفية ومقنّعة إلى حد ما، باتت بمثابة quot;السر المكشوفquot; في أفغانستان، لكن من النادر أن تتم مناقشتها.

يجلس ميرزهان إلى جانب الفتى (وحيد ndash; 9 أعوام)، ويقول انه اختار الصبي لأنه لا يستطيع الزواج من امرأة بسبب التكاليف المرتفعة ويسعى إلى تعليمه الرقص لينضم إلى باقي الفتية في الحفلات ثم يستدرجه إلى الأفعال الجنسية.

أسد الله (23 عاماً)، وهو جندي أفغاني في وحدة اقليم قندهار جنوبي البلاد، يقول انه انجذب إلى الذكور في سن المراهقة، مضيفاً ان شريكه اليوم في سن الـ 16 عاماً وأن العلاقة ستنتهي قريباً.

quot;عندما تكبر ذقنه ويصير كبيراً، سوف تنتهي العلاقة وسأحاول العثور على واحد آخر ليس لديه لحية (اي أصغر سناً)quot; يقول أسد الله.

وقال وورث، مسؤول في الامم المتحدة، الذي سيغادر كابول في وقت قريب بعد ثلاث سنوات من العمل على قضايا رعاية الأطفال في أفغانستان، أنه يشعر بالأسف لعدم إحراز تقدم بشأن مكافحة الاستغلال الجنسي للأطفال.

واضاف ان الحكومة لم تتخذ الخطوات اللازمة للحد من هذه الظاهرة، مشيراً إلى أن quot;الطفل الذي يعاني من الاستغلال الجنسي، ينتهي به الأمر في السجن، في حال بلّغ السلطاتquot;، الأمر الذي يجعل الفتية منبوذين في مجتمعهم.