مخاوف لدى الدول الكبرى من سعي إيران الى حيازة سلاح ذري

تلتقي في اسطنبول يوم السبت الدول الست الكبرى مع إيران للتباحث في quot;المقترحات الجديدةquot;، حول الملف النووي. وفي وقت تشتبه مجموعة الدول الكبرى بأن ايران تسعى إلى حيازة السلاح الذري، تصر طهران على نفي الموضوع معتبرة أن تخصيب اليورانيوم حق لا يمكن لأحد انتزاعه منها.


اسطنبول: تلتقي الدول الست الكبرى السبت في اسطنبول مجددًا مع ايران للتباحث في quot;المقترحات الجديدةquot; التي اعلنتها حول ملف طهران النووي مع أن الغرب لا يعقد آمالاً كبيرة على تحقيق تقدم في المفاوضات.

وكان كبير مفاوضي الوفد الايراني سعيد جليلي اعلن الاربعاء أن بلاده ستقدم quot;مقترحات جديدة وتأمل بأن يعتمد الجانب الاخر مقاربة بناءةquot;، مما اعطى آمالاً بأنه قد تكون لايران مبادرة لتحريك المفاوضات.
على الرغم من أن ما ستعرضه ايران على طاولة المفاوضات السبت لا يزال غير واضح بعد تصريحات جليلي، الا أن مجرد استئناف المفاوضات بعد توقف استمر 15 شهرًا يعتبر بحد ذاته فرصة مهمة للحد من التوتر.

لكنّ دبلوماسيًا اوروبيًا رفيع المستوى حذّر من تعليق آمال كبيرة على ذلك، مشيرًا الى عدم وجود quot;اشارات ايجابيةquot; من قبل طهران بأنها ستقوم بتسويات تبدد مخاوف الغرب ازاء نشاطاتها النووية.
وتشتبه مجموعة 5+1 ، التي تضم الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي (بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة) مع المانيا، بأن ايران تسعى من خلال برنامجها لتخصيب اليورانيوم الى حيازة السلاح الذري، وهو ما تنفيه طهران باستمرار.

وشددت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي العقوبات الاقتصادية على ايران، لحملها على وقف نشاطاتها النووية خصوصًا تخصيب اليورانيوم، الا أن ذلك أدى الى تسريع ايران لبرنامجها الذي تصر على عدم وجود دوافع عسكرية وراءه.
وازاء تصعيد الضغوط، اعلنت طهران الاربعاء أنها ستوقف صادراتها النفطية الى دول الاتحاد الاوروبي في ما تعتبره ردًا على فرض الغرب حظراً على النفط الايراني، والذي يدخل حيز التنفيذ في الاول من تموز/يوليو.

وكانت واشنطن اعلنت في مطلع الاسبوع أن لا مشكلة لديها في أن تواصل ايران انتاج الطاقة النووية لاستخدام سلمي طالما أنها تثبت عدم وجود غايات عسكرية وراءها.
وصرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند: quot;من وجهة نظرنا، فإن الامر واضح اذا كان برنامجهم سلميًا فعلاً فيجب ان يثبتوا ذلك للجميعquot;.

من الجانب الايراني، فإن الهدف من المفاوضات هو quot;التأكيد على حقوق ايران والحد من قلق مجموعة 5+1quot; حول برنامجها النووي، حسب ما اعلن وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي.
ومن بين هذه الحقوق، السماح بانتاج الطاقة النووية لاستخدام سلمي في ايران التي تعتبر تخصيب اليورانيوم quot;حقًاquot; لا يمكن انتزاعه، كما أنها تريد ابقاء مواقعها العسكرية مغلقة امام مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية مما اثار مخاوف بأن ايران تحاول تصنيع رؤوس نووية.

وفي اشارة الى العقوبات التي عززتها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي في العام 2010 بحظر تجاري ومالي ونفطي، قال جليلي إن quot;لغة التهديد والضغوط لم تعطِ نتيجة ابدًا وأدت فقط الى تعزيز تصميم الشعب الايرانيquot;.
الا أن الدبلوماسي الغربي اعتبر أن الضغوط هي التي حملت ايران على استئناف المفاوضات مع مجموعة 5+1.

وتابع الدبلوماسي الذي رفض الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس: quot;من الواضح أننا كلما فرضنا عقوبات على ايران، تعلن فجأة استعدادها للتفاوضquot;.
وتطالب الدول الغربية ايران بوقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% والتخلص من مخزونها الحالي منه والسماح بعمليات تفتيش اكبر للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

في المقابل، تقول ايران إن هدفها هو أن يكون الشرق الاوسط خاليًا من الاسلحة النووية، في اشارة واضحة الى الترسانة النووية غير المصرح بها في اسرائيل، والتي تطالب ايران باخضاعها لعمليات التفتيش نفسها.
وتابع الدبلوماسي الاوروبي: quot;طالما أن المفاوضات مستمرة، سيكون من الصعب على اسرائيل أن تشن هجومًا عسكريًا ضد المنشآت النووية الايرانيةquot;.

واضاف: quot;لكن في حال قررت اسرائيل المضي قدمًا فلا شيء يمكن أن يمنعها من ذلكquot;.
وتقول اسرائيل التي ترى في البرنامج النووي الايراني تهديدًا لأمنها إن ايران على وشك تحقيق quot;اختراقquot; تقني، ولا تستبعد بالتالي شن ضربة وقائية احادية الجانب.
وتعود الجولة الاخيرة من المفاوضات بين ايران ومجموعة 5+1 الى كانون الثاني/يناير 2011 في اسطنبول لكنها لم تؤدِ الى تحقيق نتائج.