في وقت لا تزال فيه كل الاحتمالات قائمة بشأن النتائج التي قد تتمخض عنها المحادثات التي سيجريها دبلوماسيون يوم الجمعة المقبل في إسطنبول بشأن برنامج إيران النووي، فإنها تبدو متساوية، وكما قد تنتهي بشكل سيء، فإنها قد تنتهي بشكل سعيد، على أساس إصرار إيران المتكرر على أن الإسلام يحظر الأسلحة النووية.
الجدال لا يزال يتواصل بشأن برنامج ايران النووي |
أشرف أبوجلالة من القاهرة: منذ سنوات، وآية الله علي خامنئي، المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، الذي يحظى بسلطة مطلقة تقريباً في إيران، يقول إن الأسلحة النووية quot;آثمةquot; وخارجة عن الحدود بالنسبة إلى الجمهورية الإسلامية.
وهنا، أشارت مجلة التايم الأميركية إلى أن خامنئي كان محقاً في إحدى الجزئيات، وهي أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يعلم تمام العلم أن إيران تعارض بشكل علني السلاح النووي على أسس دينية، وأنه يرى في هذا الموقف مخرجاً أنيقاً لأزمة يتم تعريفها بشكل متزايد بمفاهيم عسكرية.
وسبق لأوباما أن صرّح في هذا الخصوص قائلاً: quot;تتمثل النقطة المحورية في وصف الإيرانيين للأسلحة النووية بأنها (غير إسلامية) و(آثمة). والنقطة هي أنهم ولكي يثبتوا للمجتمع الدولي أن نواياهم سلمية، وأنهم لا يسعون في حقيقة الأمر إلى امتلاك أسلحة نووية لا تتماشى مع ما يقولونه. لذا لا يتوجب عليهم أن يذعنوا لنا. لكن ما يتوجب عليهم أن يفعلوه هو أن يظهروا بالفعل للعالم أن هناك اتساقاً بين أفعالهم وأقوالهم. وهذا شيء يتوجب عليهم أن يتمكنوا من فعله من دون فقدان ماء الوجهquot;.
عاودت التايم لتنوّه بمسألة الاعتزاز الوطني بتاريخ إيران اللامع المتعلق بالإبداع والثقافة العالية، وأشارت كذلك إلى أن خامنئي يرغب أيضاً في أن يبدو متسقاً، خاصة في ما يتعلق بالأمور الدينية، كما أنه يساعد ويقدم يد العون إلى الأشخاص المؤمنين عند مواجهتهم أي أزمات أو عقبات تفرضها عليهم متغيّرات العالم الحديث.
وفي حديثه له مع المجلة، قال غاري سيك، الذي كان يعمل خبيراً في الشأن الإيراني لدى مجلس الأمن القومي قبل أن ينتقل إلى جامعة كولومبيا: quot;بغضّ النظر عن مؤهلات خامنئي، فإنه قد شغل ذلك المنصب ويتعامل معه بصورة جدية. وقد لا يسير الناس على خطاه، لكنه حين يدلي بتصريح يتعين عليه أن يدلي به بشأن الأمن وشؤون الدولة، فليس هناك من أحد يمكنه أن يعارضه أو يختلف معهquot;.
وأضاف مهرداد مردامادي، محلل إيراني المولد يعمل في راديو أوروبا الحرة: quot;قدَّم آية الله خامنئي قراءة جديدة تعتبر فيها الأولوية الأولى للدولة الإسلامية هي الحفاظ على نفسها. وقد يتطلب ذلك تعليق الشريعة الإسلامية. وهو ما بات يعرف لاحقاً بنفعية مبدأ النظام، بناءً على أي مجلس من مجالس تشخيص مصلحة النظام الذي يُشَكِّلquot;.
وعاود سيك ليقول: quot;أنا سعيد لإدراك الحكومة الأميركية أخيراً أن ذلك يمنحها قاعدة لبدء المفاوضات. ونحن نقول (حسناً، نحن نصغي لكلامكم، فأنتم لا تريدون تطوير أسلحة نووية، ونحن نريد ضمانات لذلك، ولهذا لدينا ثمة شيء نتحدث بشأنه هنا)quot;.
التعليقات