طائرة آركيو - 170

تستمرّ التحليلات حول طائرة المراقبة quot;آركيو ndash; 170quot; التي أرسلت لغرض مراقبة نشاط ايران النووي والتي سقطت على حدود ايران نهاية العام الماضي، في محاولة لمعرفة ما إذا كان قد تم الكشف عنها من قبل دفاعات طهران الجوية خلال أولى رحلاتها أم لا.


القاهرة: بينما نجحت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية quot;سي آي إيهquot; بإرسال طائرة آلية تستخدم في أغراض المراقبة إلى إيران، قبل أكثر من 3 أعوام، بغية التقاط صورة لمفاعل إيران النووي السري الموجود في مدينة قم، ومن ثم العودة إلى قواعدها، فقد راقب بعناية محللون في السي آي إيه وغيرها من الوكالات ما حدث، لتحديد أية إشارات دالة على أن الطائرة، التي تعرف بـ quot; آر كيو - 170 سينتينالquot;، قد تم الكشف عنها من قبل دفاعات طهران الجوية خلال أولى رحلاتها أم لا.

فنقلت في هذا الصدد اليوم صحيفة quot;واشنطن بوستquot; الأميركية عن واحد من أبرز مسؤولي المخابرات الأميركية السابقين والذي شارك في تلك المهمة التي اتّسمت بطابعها السري وقتها، قوله:quot;لم تحظ حتى تلك العملية بأية تداعيات على الإطلاقquot;.

وأضافت الصحيفة أن طائرات المراقبة التابعة للسي آي إيه سبق لها أن جابت عشرات المواقع في جميع أنحاء إيران، ومرّت مئات المرات من فوق المنشآت المشتبه فيها، قبل أن تسقط إحدى طائرات آر كيو ndash; 170 على حدود إيران نهاية العام الماضي.

هذا ويعتبر نشاط المراقبة جزءا مما يصفه مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون بأنه توجه استخباراتي يهدف إلى تعقب برنامج إيران النووي، وبدأ يكتسب زخماً، منذ السنوات الأخيرة في فترة حكم الرئيس السابق جورج بوش. وأشار هؤلاء المسؤولون إلى أن هذا النشاط اشتمل على تنصت هاتفي من قبل وكالة الأمن القومي، وتكوين فريق منوط بالشأن الإيراني مكون من محللي الصور التي يتم التقاطها بواسطة الأقمار الاصطناعية، بالإضافة إلى تشكيل شبكة موسعة من الجواسيس.

وقال أحد المسؤولين الأميركيين البارزين الذي يشارك في مناقشات رفيعة المستوى بشأن السياسة التي تنتهجها إيران: quot;هناك ثقة بأننا سنرى نشاطاً يشير إلى أن قراراً قد تم اتخاذه. وقد تحسّنت قدراتنا بشكل كبير في جميع المجالاتquot;. ثم لفتت الصحيفة في السياق عينه إلى أن الجهد الاستخباراتي المتنامي من جانب الولايات المتحدة قد تصادف مع حملة سرية، تقودها السي آي إيه وغيرها من الوكالات لتدمير برنامج إيران النووي وأحدثت تصعيداً في استخدام العقوبات الاقتصادية من جانب الولايات المتحدة وحلفائها لإضعاف عزيمة إيران. وتحدثت إدارة أوباما عن تقارير استخباراتية جديدة في حديثها المناوئ للاحتمالية الخاصة بإمكانية إقدام إسرائيل على شن هجوم عسكري استباقي ضد منشآت إيران النووية.

وبينما دعا المسؤولون الإسرائيليون إلى انتهاج طريقة أكثر شدة في التعامل مع أنشطة إيران النووية، نظراً لاقتراب طهران من بلوغ مرحلة متقدمة على طريق بحوثها النووية، أكد مسؤولو البيت الأبيض أن قادة إيران لم يتخذوا بعد قراراً بشأن تطوير سلاح نووي، لافتين إلى أن إيران ستحتاج إلى عام على الأقل كي تقوم بذلك.

وتابعت واشنطن بوست بتأكيدها أن تحسن القدرات الاستخباراتية للولايات المتحدة جاء ليعزز أيضاً الموقف التفاوضي للإدارة الأميركية قبيل المحادثات النووية التي ستجريها مع إيران، المقررة مبدئياً يوم الجمعة القادم. ومن المتوقع أن تضغط أميركا ومعها روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا على إيران من أجل تقبل وضع قيود على برنامجها النووي تعنى بتصعيب المهمة عليها بخصوص تطوير سلاح نووي.

وقد رفضت السي آي إيه، من جانبها، التعليق على طبيعة العمليات التي تنفذها ضد إيران. لكن مسؤولين مطلعين على العمليات اعترفوا بوجود بعض العقبات وأقروا بأن الجوانب المتعلقة بعملية صنع القرار النووي في إيران لا تزال غامضة، بما في ذلك الحسابات التي قامت بها القيادة الدينية والسياسية البارزة في الجمهورية الإسلامية.

وأشار أولي هينونين، الذي كان يدير في السابق عمليات التفتيش النووية داخل إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى أن الوكالات الاستخباراتية الغربية حققت نجاحاً خلال الآونة الأخيرة، لكنها كما لو كانت تطلق النيران على هدف متحرك.

ثم نوهت الصحيفة بأن تداعيات الإخفاق الاستخباراتي للولايات المتحدة في العراق ما زالت تلقي بظلالها على العمليات التي تقوم بها واشنطن في طهران بخصوص برنامجها النووي، حيث لا ترغب أميركا في تكرار السيناريو المؤلم نفسه.

ولفتت الصحيفة بعدها إلى الأموال والجهود المضنية التي بذلتها وكالة السي آي إيه على صعيد مواجهتها مع إيران، ونقلت عن مسؤول استخباراتي سابق مطلع على بدايات مهام طائرات التجسس الآلية قوله إن نقاشاً محتدماً قد أثير قبل إطلاق أول طائرة بخصوص ما إن كان ينبغي تزويدها بما يطلق عليها حزمة التدمير الذاتي، التي يمكنها نسف طائرة من طراز آر كيو ndash; 170 في حال خروجها عن مسارها المحدد. ورغم العقبات التي واجهها الأميركيون على هذا الصعيد، إلا أن مسؤولين أميركيين لفتوا إلى استمرار رحلات طائرات المراقبة وأكدوا في الإطار ذاته أن الأضرار التي لحقت بقدرات التجسس الأميركية كانت على نطاق محدود بشكل عام.