موسكو: وصف نائب المنسق العام لقوى التغيير الديمقراطي في سوريا الزيارة التي قامت بها الهيئة لموسكو بأنها quot;غاية في الأهميةquot;، وأنها أسفرت عن quot;توافقات يمكن التعويل عليها في دعم خطة كوفي أنان والمسار السلمي للتغيير الديمقراطيquot; في سوريا.

وحول فائدة هذه الزيارة إلى موسكو، قال هيثم مناع، نائب المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية المعارضة، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء quot;لقد كانت الزيارة في غاية الأهمية، حيث تم وضع النقاط على الحروف في كل المسائل الجوهرية المتعلقة بالوضع السوري، وتحديد نقاط التقاطع والتقارب بدقة، والانتقال إلى استنباطات مشتركة يمكن التعويل عليها في دعم خطة كوفي أنان والمسار السلمي للتغيير الديمقراطيquot;.

وإن كانت القيادة الروسية يمكن أن تميل نحو الشعب السوري الثائر، قال مناع quot;أظن أن أية حكومة روسية تفكر بمصالحها العليا ومستقبل مزدهر للصداقة والتعاون بين سوريا وروسيا تميل بالضرورة مباشرة أو بشكل غير مباشر إلى حركة التغيير الديمقراطي والحراك الشعبي المدني الثائرquot;، وتابع quot;لقد شعرنا بأن التقاطعات ازدادت بشكل كبير، خاصة وأن هناك مطلبًا روسيًا جديًا للسلطات السورية باحترام التسوية الأممية العربية، وسعي إلى التعاون مع المعارضة الديمقراطية الوطنية في بناء تصورات وخطوات الانتقال إلى الديمقراطيةquot; في سوريا.

وكان وفد من قيادة هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي من الداخل والخارج قد أجرى في موسكو محادثات متعددة مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونائبه ميخائيل بوغدانوف الممثل الخاص للرئيس الروسي في الشرق الأوسط وألكسي بوشكوف رئيس العلاقات الخارجية في الدوما الروسية ومندوب روسيا في الأمم المتحدة ولفيف من المختصين في وزارة الخارجية، فضلاً عن محادثات مع ميخائيل مارغيلوف رئيس مكتب العلاقات الخارجية وعشرة من أعضاء مجلس الشيوخ الروسي.

ورأى مناع الذي يعيش في المنفى، أن الموقف الروسي اليوم quot;دينامي ومتفاعل وواعد، وهو غير حريص على الميراث الدكتاتوري والاستبدادي بقدر ما يحرص على وحدة الشعب وتماسك الدولة وسلمية الانتقال بأيد سوريةquot;.

ورداً على ما يقال بأن روسيا تعرقل حل المشكلة السورية لأنها تريد أن تصنع أو على الأقل أن تساهم في صنع البديل، قال المعارض السوري quot;المشاركة الروسية ليست نقطة ضعف، بل نقطة قوة لانتقال بأقل الخسائر اقتصادياً وبشرياً. ليس لروسيا أو الصين تاريخ استعماري أو علاقة هيمنة ونهب ثروات، من هنا من واجب روسيا أن تساعد الشعب السوري الذي تمتد صداقته مع الشعب الروسي منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام على بناء دولة ديمقراطية مدنية حديثةquot;.

ومن المقرر أن يغادر وفد الهيئة موسكو في وقت لاحق من الأربعاء بعد مباحثات استمرت ثلاثة أيام، ويضم الوفد حسن عبد العظيم المنسق العام للهيئة، ونوابه عارف دليلة وهيثم مناع وصالح مسلم محمد، وأعضاء المكتب التنفيذي طارق أبو الحسن، عبد العزيز الخير وعادل إسماعيل.

ووفق الوفد فقد سجّل الطرفان وجود quot;قضايا توافق وتفاهم أساسيةquot; مع الروس quot;خاصة في ما يتعلق برفض التدخل العسكري الأجنبي ومحورة الصراع على سوريا على حساب نضال الشعب السوري من أجل التغيير الديمقراطي وحرص الطرفين على عدم فشل مساعي الحل السياسي والانتقال السلمي للديمقراطية وإيجاد حل سياسي سلمي يبعد أهوال العنف والصراعات الأهلية والإقليمية ويفتح الطريق للخيارات السياسيةquot;.

كما جرى النقاش حول خطة عمل كوفي أنان ووسائل إنجاحها على الأصعدة الدولية والعربية والسورية، وكذلك السيناريوهات المحتملة للخروج من حالة الإنسداد السياسي الحالي.

كما أكّد وفد الهيئة أن الطرفان اتفقا على quot;التأثيرات الكارثية والعقيمة لاستمرار الخيار الأمني العسكري ووهم إمكانية تحقيق كسب سياسي بالعنفquot;، كذلك quot;الاحتمالات القاتمةquot; التي يحملها فشل خطة العمل العربية الأممية، كما كان هناك توافق على ضرورة أن تكون هناك quot;خارطة طريقquot; في المرحلة الانتقالية.