أدى استبعاد رئيس مخابرات نظام الرئيس السابق حسني مبارك ومرشحين إسلاميين بارزين إلى قلب المعادلة السياسية في مصر، وتذهب التوقعات إلى اعتبار عمرو موسى أكبر المستفيدين من غياب سليمان والشاطر وأبو إسماعيل.


عمرو موسى بين انصاره

القاهرة:اثار تأكيد قرار استبعاد المرشحين العشرة من الانتخابات المصرية خاصة الشاطر وابو اسماعيل وعمر سليمان الكثير من اللغط في الشارع المصري، ففي وقت رفضت التيارات الدينية استبعاد مرشحيها، عمّ الحذر والترقب لدى الاحزاب الأخرى، هذا فيما يرى عدد كبير من المواطنين أن القرار في نهاية المطاف يصب في صالح وزير الخارجية الأسبق والامين العام الأسبق للجامعة العربية عمرو موسى للمنافسة على منصب الرئاسة، كما يعزز كذلك فرص الإسلامي المعتدل عبد المنعم ابو الفتوح. وأمضى موسى وعبد المنعم وقتاً في السباق أطول من أغلب المرشحين لكنهما تراجعا في مواجهة وافدين جدد للسباق تم استبعادهم الثلاثاء.

وكان استطلاع للرأي نشرته صحيفة الاهرام الحكومية أظهر أن استبعاد المرشحين الثلاثة سيكون لصالح شخصيات أقل اثارة للجدل وخصوصًا عمرو موسى وابو الفتوح.

واشارت نتائج استطلاع آخر إلى أن 32 في المئة من أنصار أبو إسماعيل قد يصوتون لصالح أبو الفتوح و29.3 في المئة سيصوتون لصالح موسى.

ووفقاً للتوقعات فإنه من المرجح أن يحصل موسى الذي يصف نفسه بأنه ليبرالي قومي على أصوات من المصريين غير الإسلاميين القلقين من المكاسب الهائلة التي حققها الإسلاميون خلال العام الذي أعقب سقوط مبارك.

وصرح محمود سلطان، رئيس التحرير التنفيذي لجريدة quot;المصريونquot; أن استبعاد المرشحين العشرة من انتخابات الرئاسة يعزز موقف عمرو موسى وعبد المنعم أبو الفتوح ، مشيرًا إلى أنه يتوقع أن تكون الكفة الراجحة لـ عبد المنعم أبو الفتوح خاصة من الإسلاميين الذين كانت ستذهب أصواتهملـ حازم أبو إسماعيل ، معتقداً أنهم لن يعطوا أصواتهم لدكتور محمد المرسي خاصة وأنه بدأ في وقت متأخر .

وبحسب تقرير بثه التلفزيون الإسرائيلي وتناقلته بعض وسائل الإعلام المصرية، فإن عمرو موسى سيكون المرشح الأوفر حظًا والأكثر قبولاً الآن بين المصريين، ومن الممكن أن يحظى بنصيب الأسد من هذه الأصوات الحائرة، وبحسب التقارير يعود ذلك بشكل أساسي إلى لغة موسى ولهجته في التعامل مع مشاكل المصريين، وتمتعه بكاريزما سياسية يفتقد اليها بقية المرشحين ستجعله الأوفر حظًا والأكثر جمعًا لهذه الأصوات الحائرة.

وأطلق عمرو موسى أمس الاربعاء برنامجه الانتخابي لرئاسة مصر من ضاحية فقيرة في القاهرة في محاولة لكسب الناخبين بعد يوم من استبعاد عشرة مرشحين من السباق الرئاسي.

واختار موسى لإعلان برنامجه الذي يقع في 80 صفحة عزبة الهجانة، وهي إحدى المناطق الأشد فقرًا في القاهرة قاصدًا كسب المزيد من الشعبية بين محدودي الدخل في البلاد الذين يقدر عددهم بالملايين.

وجاء إطلاق البرنامج في وقت قلت فيه اختيارات الناخبين باستبعاد عشرة أشخاص من بين 23 تقدموا بأوراق الترشح. كما جاء قبل اسابيع من انطلاق العملية الانتخابية وبعد 14 شهرًا من إسقاط الرئيس السابق حسني مبارك في انتفاضة شعبية مطلع العام الماضي.

وفي مسعى لاظهار قدرته على احداث تغيير، قال موسى في حشد من أنصاره في طريق موحل ضيق في عزبة الهجانة إنه يتعهد بالقضاء على الأمية وجذب المساعدات الدولية التي تحتاج إليها مصر.

وقال إن لديه خطة للمئة يوم الأولى في المنصب وقدم تصورًا لمكافحة الفقر ومضاعفة الناتج المحلي الإجمالي في عشر سنوات. لكنه قال إنه سيكتفي بفترة رئاسة واحدة مدتها أربع سنوات.

وقال: quot;نحن لا نتحدث في نطاق المستحيل. لا نتحدث في نطاق الخيال. نحن نتحدث في إطار الممكن.quot;

وهتف طلاب يرتدون قمصانًا عليها عبارات تأييد له quot;موسى.. عايزين موسىquot;.

وعبر المحامي عاطف الغمري عن رأيه بأن هناك حالة من الإحباط في الشارع المصري من أداء أحزاب التيارات الدينية في المرحلة السابقة وأن هناك تراجعًا في شعبية هذه الأحزاب، خاصة حزب quot;الحرية والعدالةquot; التابع لجماعة quot;الإخوان المسلمينquot; وحزب quot;النورquot; السلفي. ويعتقد العديد من المراقبين أن الاسلاميين لن يحصلوا على النتيجة التي يتوقعونها في الانتخابات الرئاسية لأن الشعب لم يرَ أي تغيير منذ استلام الاخوان للبرلمان بدلاً من الحزب الوطني المنحل.