تونس: أدان وزير تونسي الاعتداءات التي طالت المقدسات وأماكن العبادة في بلاده واعتبرها quot;حوادث معزولةquot;، مؤكدا أن السلفية في بلاده quot;ظاهرة مركبة ومن إفرازات الثورة على غرار الشهداء والأحزابquot;، على حد وصفه.

وأضاف وزير الشؤون الدينية (الاوقاف) نور الدين الخادمي، في حديث مع وكالة (آكي) الايطالية للأنباء السبت ان الاعتداءات التي طالت مساجد تونسية وكنائس وأيضا الطائفة اليهودية في بلاده هي quot;مرفوضةquot;. و قال quot;الاعتداء مهما كان شكله ومبرره مرفوض رفضا تاماquot;.

ونوه بأن الأقليات الدينية في تونس quot;تعيش مع الشعب وهي جزء منه بما فيها اليهودquot;، كما شدد على ان المكونات الاجتماعية الدينية في تونس quot;تعيش بأمان و في اطار المواطنة و ضمن القانونquot;.

ودعا الوزير التونسي إلى التعامل quot;بحكمة مع ما وقع من تجاوزاتquot;. وقال quot;ما وقع في بعض الأحيان محمول على أوضاع معينة وهو ربما من ارث الثورة أو إفرازاتها و لا بد التعامل معها بحكمة و بشمولية و هذه الاعتداءات و الأحداث معزولة و لا تعبر عن المشهد العامquot; لتونس.

وكانت مساجد بعض المحافظات التونسية قد تعرضت لعمليات تدنيس كما سجلت اعتداءات على بعض الكنائس الكاثوليكية والارثوذكسية و المقابر كما تعالت اصوات لبعض المتشددين الذين طالبوا بقتل اليهود وهو ما استنكرته احزاب و منظمات اهلية.

وبخصوص الظاهرة السلفية في بلاده، قال الخادمي quot;التيارات السلفية ليست موجودة فقط في المساجد ولكنها موجودة في المجتمع وهي من إفرازات الثورةquot;. وأعتبر أن التعامل مع هذه quot;الظاهرة المركبة لا يتم عبر الحلول الامنية والاجراءات العاجلة، بل يتم عبر إستراتيجية تستند الى الابعاد الفكرية والعلمية والحوار بعيدا عن الصدام والعنف و لكن أيضا على اساس احترام القانون و النظام واحترام استقرار المجتمع تجنبا للتفرقة والاخلال بالوحدة الوطنية التي هي مكسب للجميعquot;، حسب قوله.

ووفق تصريحات سابقة للوزير الخادمي يوجد في تونس اكثر من ستة آلاف جامع ومسجد موزعة على كامل أنحاء البلاد وقد سجلت في حوالي 400 منها عمليات انزال للائمة من على المنابر وتغييرات كبيرة من قبل تيارات و أشخاص متشددين بتعلات عديدة بينها الافتقار إلى المعرفة الشرعية أو الولاء للنظام السابق.

واعتبر الخادمي ان السياسيين والمفكرين و الناشطين في المجتمع الاهلي في بلاده مدعوون الى انجاح استراتيجية الحوار مع اتباع الظاهرة السلفية قصد الوصول الى وفاق يحمي الثورة، وقال quot;نخشى من انه بسبب بعض الانفلات من هنا و هناك تتعطل هذه الثورة التي ستكون انموذجا حضاريا و سلميا لاحداث التغيير و الاصلاحquot;.

وحسب الوزير التونسي فان للسلفي و لغيره من التونسيين حرية المواقف و الآراء quot;لكن دون ان يلزم احدا بهquot; مؤكدا ان الحوار مع السلفيين ينطلق بالمناقشة العلمية و الفكرية للمواقف التي تمثل جدلا ومحل اختلاف بين هذه التيارات السلفية و بعض التيارات الاسلامية الاخرى، على حد وصفه.

وردا على سؤال حول عودة التدريس الديني في جامع الزيتونة بتونس العاصمة بعد ان اوقف منذ عقود، قال الخادمي quot;ان عودة الدروس العلمية و الفقهية الى جامع الزيتونة جاء استجابة لرغبة عامة من المجتمع لاعادة هذا التعليم الديني اسهاما في الثقافة الشرعية و العلم الاسلامي و ايضا اسهاما في استمرار السند العلميquot;، إلا أنه أضاف quot;لكن هذا التعليم لن يكون بديلا عن التعليم الرسمي في المدارس و المعاهد و الجامعات، بل مكملا لتوسيع الثقافة الشعبية و في اطار احياء هذا الجامعquot;.

وكانت ابواب الهيئة العلمية لجامع الزيتونة قد اعيد فتحها في حفل رسمي وشعبي تنفيذا لحكم قضائي صدر الشهر الماضي عن إحدى المحاكم التونسية بعد أن ظل مغلقا لعدة عقود.

وتعتبر الزيتونة إحدى أقدم الجامعات في العالم الإسلامي وأقدم المساجد في تونس بعد مسجد عقبة بن نافع بمحافظة القيروان.