القدس: قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأحد بتهدئة الخلافات داخل حكومته بعد إعلانه تشكيل لجنة وزارية خاصة مكلفة تشريع العديد من البؤر الاستيطانية العشوائية في الضفة الغربية.

وبدت الحكومة الإسرائيلية منقسمة الأحد حول مسألة الاستيطان في الضفة الغربية، وخاصة بشأن البؤر الاستيطانية العشوائية التي أمرت المحكمة العليا الإسرائيلية بإخلائها وتفكيكها.

وقال مسؤول إسرائيلي كبير طلب عدم الكشف عن اسمه إن نتانياهو أعرب في الاجتماع الأسبوعي لحكومته عن امله في ايجاد طريقة قانونية لعدم هدم المنازل في بؤرة اولبانا العشوائية الملاصقة لمستوطنة بيت ايل قرب رام الله في الضفة الغربية، والتي اقيمت على اراض خاصة فلسطينية ويتوجب بحسب قرار للمحكمة العليا الاسرائيلية إخلاؤها وهدمها قبل اواخر الشهر الحالي.

ووفقًا للمسؤول فإن نتانياهو يجري مشاورات مع وزيري العدل والدفاع لإيجاد حل. وكان وزير الدفاع ايهود باراك صرح للاذاعة العامة الاحد quot;اذا تبين ان المنازل (في اولبانا) اقيمت على اراض خاصة (فلسطينية) فانه لن يكون هناك أي خيار آخر على ما يبدو سوى إخلائها، ويمكننا البناء على موقع آخر متاح في حال الضرورةquot;.

ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية الأحد عن وزير الشؤون الاستراتيجية موشيه يعالون من حزب الليكود، وهو مقرب ايضا من نتانياهو تأكيده السبت ان اخلاء البؤرة قد يؤدي الى حل الائتلاف الحكومي.

من جهتها رأت هاغيت أوفران من حركة السلام الآن المناهضة للاستيطان ان quot;الجدل الداخلي في الحكومة يثبت انها تسعى إلى عدم تطبيقquot; امر الإخلاء والهدم.

وقال المسؤول الإسرائيلي لوكالة فرانس برس بان نتانياهو أعلن عن تشكيل لجنة وزارية تضمه مع وزير الدفاع ايهود باراك والوزير دون حقيبة بيني بيغن في الاجتماع الاسبوعي للحكومة الاسرائيلية، الذي كان من المفترض فيه تشريع ثلاث بؤر استيطانية عشوائية في الضفة الغربية هي بروخين وسنسانا وريحاليم.

واوضح المسؤول ان هذه البؤر الثلاث اقيمت بأمر من الحكومة الاسرائيلية، مشيرًا الى انها quot;ليست مستوطنات عشوائية، ولكن يجب حل مشاكل تقنية واجرائية تطالهاquot;.

وبحسب ارقام صادرة من منظمة السلام الآن الاسرائيلية المناهضة للاستيطان يبلغ عدد مستوطني بؤرة بروخين الواقعة شمال الضفة الغربية نحو 350 مستوطنًا، بينما يقيم 240 مستوطنا في بؤرة ريحاليم شمال الضفة، وعدد مماثل في بؤرة سانسانا الواقعة جنوب الضفة الغربية.

وتعتبر اسرائيل المستوطنات المقامة على اراض فلسطينية من دون موافقة حكومية غير شرعية، وتقوم بإزالتها، وفي الغالب تكون هذه البؤر مكونة من عدد صغير من المقطورات.

ولا يعترف المجتمع الدولي بالمستوطنات المقامة على الاراضي المحتلة منذ العام 1967 التي بنيت بمعارضة او بموافقة الحكومة الاسرائيلية.
ويقيم اكثر من 310 الف مستوطن اسرائيلي في مستوطنات في الضفة الغربية المحتلة وهو رقم في تزايد. ويقيم نحو 200 الف اخرين في اكثر من عشرة احياء استيطانية في القدس الشرقية المحتلة.