رسم بياني يظهر نتائج استفتاء إيلاف

قبل أن تبدأ خطة المبعوث الأممي كوفي أنان بتنفيذ بنودها على الأرض بشكل كامل، رأت غالبية قراء إيلاف أن تؤدي هذه إلى سقوط النظام السوري الذي يأمل أن تؤدي الخطة إلى حوار مع معارضيه غير المتورطين بالقتل.


عبدالرحمن الماجدي من أمستردام: بعد أن تعب المتقاتلون في سوريا من استمرارهم في الدوران في حلقة القتل المفرغة، دون انتصار لأحد على آخر، وافقا على خطة المبعوث الأممي كوفي أنان ومن خلفهما الدول التي تدعمهما، لاخذ استراحة قد تطول بأن تؤدي الخطة إلى تنفيذ ما يأمله كل طرف منها؛ فالنظام يريد حوارا وفق شروطه مع معارضين لم يتورطوا في القتل، والمعارضون يأملون في تنحي الرئيس السوري بشار الاسد تحت وابل الضغط الدولي والعربي، غير أن تسلحه بالدعم الروسي والصيني يبث فيه روح التحدي والبقاء صامداً في لعبة عض الأصابع مع معارضيه والدول التي تساندهم، واضطر الجميع للموافقة على الخطة الاممية التي صوت مجلس الأمن الدولي في الرابع عشر من شهر نيسان الجاري بالاجماع على مشروع قرار بإرسال ثلاثين مراقبا غير مسلح الى سورية بعد يومين على سريان وقف اطلاق النار بين القوات الحكومية ومعارضين مسلحين.

ثم صوت المجلس بالاجماع أيضا على قرار ثان يوم السبت الماضي في الواحد والعشرين من شهر نيسان ينص على إرسال 300 مراقب أممي يمهدون لتطبيق ما بات يعرف بخطة كوفي أنان المبعوث الدولي لمجلس الامم المتحدة وجامعة الدول العربية التي تتضمن ست نقاط وافق عليها النظام السوري ومعارضوه، وتنص على:

أولاً: عملية سياسية شاملة: الالتزام بالعمل مع انان من اجل عملية سياسية شاملة يقودها السوريون.

ثانياً: وقف جميع عمليات القتال: التزام بوقف جميع اعمال العنف المسلح، بما في ذلك وقف استخدام الاسلحة الثقيلة، وسحب القوات، ووقف تحركات القوات باتجاه المناطق المأهولة بالسكان.

ثالثاً: هدنة لإدخال المساعدات الانسانية: اتفاق لتطبيق هدنة يومية لمدة ساعتين للسماح باحضار المساعدات من جميع المناطق المتضررة من القتال.

رابعاً: الإفراج عن جميع من تمّ اعتقالهم تعسفيا: الاتفاق على الإفراج عن جميع من جرى اعتقالهم تعسفيا بمن فيهم المعتقلون لقيامهم بنشاطات سياسية سلمية.

خامساً: ضمان حرية الحركة للصحافيين: الاتفاق على ضمان حرية الحركة للصحافيين في جميع أنحاء البلاد وتبني سياسة لا تقوم على التمييز بشأن منحهم تأشيرات لدخول البلاد.

سادساً: الحق في التظاهر: الاتفاق على حرية تكوين المؤسسات وحق التظاهر بشكل سلمي على انها حقوق مضمونة قانونياً.

ويأمل طرفا النزاع (النظام السوري ومعارضوه المسلحون) بأن تحقق الخطة ما يصبو له من أهداف تتفاوت بشكل كبير في نهايتها. فالنظام يأمل في حوار سياسي مع معارضيه الذين لم يتورطوا بجرائم قتل للوصول إلى حل يفضي لبقاء الرئيس بشار الاسد في السلطة وصولا لانتخابات مقبلة يتنافس فيها الجميع من خلال سن قوانين لها.
فيما يأمل المعارضون أن يؤدي دخول المراقبين الدوليين الى سقوط النظام من خلال توفير حماية لهؤلاء المعارضين و تظاهراتهم التي كانوا يتهمون قوات النظام باستهدافها، ويؤدي من جانب آخر، حسب المعارضين، إلى إحراج النظام بوجود المراقبين الذين سيزداد عددهم مستقبلاً كمس بالسيادة الوطنية.

لكن مراقبين يرون أن خطة أنان قد تكون كسابقتها التي تبنتها الجامعة العربية وانتهت بسحب مراقبيها من سورية وسط اتهامات بين الحكومة السورية ودول في جامعة الدول العربية اتهمت سورية بخرق اتفاقها مع الجامعة.

غير أن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي رفض التسليم بأن تكون خطة انتشار مراقبين دوليين في سوريا عملية استنساخ لنشر مراقبين عرب، وأنها يمكن أن تسفر عن النتائج نفسها، مؤكداً وجود مشاركة عربية في بعثة المراقبين الدوليين، وبيّن أن الأمم المتحدة لديها خبرة طويلة في هكذا نزاعات على عكس جامعة الدول العربية، مبيناً أن خطة أنان لم تبدأ بعد.

وكان مجلس الأمن الدولي صوّت بالإجماع على القرار رقم 2042 الذي يدعو المراقبين غير المسلحين quot;لمعاينة تطبيق القرار، والوقف الكامل للعنف المسلح، ومراقبة وقف إطلاق النارquot; الذي سرى مفعوله اعتبارا من 12 أبريل/ نيسان الجاري. بعد أكثر من فشل في التصويت على قرار بشأن سورية بسبب الفيتو الروسي والصيني، اللذين كان لتدخلهما في تغيير بعض الشروط في خطة أنان دور في نجاح التصويت على القرارين الأخيرين.

وفي وقت شدد فيه وليد المعلم وزير خارجية سورية على ان الالتزام بخطة أنان quot;لا يلغي الدفاع عن النفس وعن الممتلكات العامة والخاصةquot;. شكك رئيسُ الوزراءِ التركي، رجب طيب إردوغان، بإمكانية تنفيذ الحكومة السورية للخطة قائلا إنه من الخطأِ حصْرُ خُطةِ أنان بمرحلةِ وقفِ إطلاقِ النارِ فقط، مشيراً الى بقية النقاط في الخطة. لكنه قال: في حالِ وُضِعَ صُندوقُ الانتخاباتِ أمامَ الشعب، فإنَّ المجتمعَ الدَوليَّ سيحترمُ الفائزَ بالانتخاباتِ مهما كانت نتائجُها.

إيلاف سألت قراءها عن جدوى خطة أنان وما يتوقعونه من تنفيذها فوجد 70.03% (13141) منهم أنها ستؤدي إلى إسقاط النظام، فيما توقع 23.21% (4356) أنها ستفشل كسابقتها العربية، ورأى 4.51% (846) من القراء أن تطبيق خطة كوفي أنان ستفضي إلى حوار بين النظام والمعارضة، ووجدت أقلية من القراء 2.25% (422) أن الخطة ستؤدي إلى وقف العنف فقط.

وبلغ عدد القراء المشاركين بالاجابة على سؤال الاستفتاء للاسبوع الماضي 18765.
يذكر أن الأزمة السورية بدأت بعد انطلاق تظاهرات في البلاد قبل 14 شهراً كانت في بدايتها تظاهرات سلمية قبل أن تتحول لمسلحة وتشكيل الجيش السوري الحر الذي يقدم نفسه كفصيل مسلح للمعارضة السورية. وفاق عدد القتلى عشرة آلاف من الجيش السوري والمعارضين المسلحين والمدنيين إضافة الى أعداد كبيرة من الجرحى.