نهج المرشح محمد مرسيأشعل معركة حول دور الإسلام في الديمقراطيات الجديدة

يعكس محمد مرسي، مرشح الإخوان للرئاسة في مصر، مدى التناقض بين رؤى الإسلاميين، وفقاً لصحيفة quot;نيويورك تايمزquot;، التي اعتبرت أن النهج الذي يتبعه في حملته الانتخابية يشعل معركة حول دور الاسلام في الديمقراطيات الجديدة، الى جانب اتهامه بأنه خادم لـ quot;خيرت الشاطرquot;.


بيروت: جادل محمد مرسي لمنع النساء وغير المسلمين من الترشح لرئاسة مصر وفقاً للشريعة الإسلامية، وطالب بإنشاء مجلس مؤلف من علماء مسلمين لإسداء النصح وتقديم الإستشارات للبرلمان، إضافة إلى سجله الحافل بالتصريحات النارية ضد إسرائيل، أشهرها وصف مواطنيها بـquot;القتلة ومصاصي الدماءquot;.

وأعلن المرشح للرئاسة المصرية الأسبوع الماضي أن حزبه عاد إلى تبني الشعار القديم: quot;الإسلام هو الحلquot;، واصفاً إياه بأنه quot;تم تطويره وبلورته ليبارك الله المجتمعquot;، الأمر الذي دفع أنصاره ليهتفوا quot;القرآن دستورنا والشريعة دليلناquot;.

اعتبرت الـ quot;نيويورك تايمزquot; أن مرسي أشعل معركة حول دور الإسلام في الديمقراطيات الجديدة التي وعدت بها ثورات الربيع العربي، قبل شهر واحد من توجه المصريين للتصويت في الانتخابات الرئاسية لاختيار أول رئيس لهم بعد الرئيس المخلوع حسني مبارك.

وأشارت الصحيفة إلى أن مرسي، الذي يدعي بأنه الإسلامي الحقيقي الوحيد في السباق، يواجه تحديات أكبر من الإسلامي الليبرالي عبد المنعم أبو الفتوح، وهو الزعيم الرائد في جماعة الإخوان المسلمين، والذي انفصل عن الجماعة في حزيران/يونيو الماضي بسبب نهجه الأكثر تعددية بالنسبة للإسلام ومصر، فهو الآن بمثابة quot;بطل القيم الليبراليةquot; في السباق الانتخابي.

إضافة إلى ذلك، يواجه كلا المرشحين منافساً ثالثاً، وهو وزير الخارجية الأسبق عمرو موسى، الذي أكد هذا الأسبوع أن مصر لا تستطيع تحمل نتيجة quot;تجربةquot; في الديمقراطية الإسلامية.

الفائز في الإنتخابات سيضع مسار مستقبل مصر، ويشرف على كتابة الدستور الجديد، ويحدد وضع الحكام العسكريين وشكل العلاقة مع الغرب وإسرائيل، والأقلية المسيحية في البلاد، إلا أن الأجندة الصحيحة والأهداف ستكون لهما اليد العليا في حسم الفائز من الإسلاميين.

واعتبرت الصحيفة أن سجل مرسي المحافظ وتصريحاته في بداية حملته عززا من التناقض بين رؤى الإسلاميين المتنافسة، فالجماعة التي يعود تاريخها إلى أكثر من 84 عاماً عرفت بدعوتها للإسلام وعملها الخيري في المجتمع وسياستها المعتدلة.

لكن الجماعة تبنت نهجاً أكثر ليونة عندما تبوأت المنصة الرسمية العام الماضي، وتخلت عن شعار quot;الإسلام هو الحلquot; وكتمت تعليقاتها المثيرة للجدل بشأن مجلس ديني أو رئيس إسلامي، كما تعهدت باحترام اتفاقية quot;كامب ديفيدquot; مع إسرائيل، وسعى قادتها إلى النأي بأنفسهم عن السلفيين والإسلاميين المحافظين الذين فازوا بربع مقاعد البرلمان.

لكن محمد مرسي خالف السير على هذا النهج، وأظهرت تصريحاته بأنه يروّج لحملته كإسلامي محافظ، بل ومنفذ لخطط خيرت الشاطر (المرشح الأول للإخوان الذي تم استبعاده لأسباب قانونية)، فهو يروّج لحملاته تحت شعار يحمل صورته وصورة الشاطر، الأمر الذي دفع النقاد إلى اتهامه بكونه quot;خادماًquot; للشاطر ومجلس إدارة الإخوان.

لكن من المرجح أن مرسي يغازل السلفيين الذين تم استبعاد مرشحهم الأساسي، حازم صلاح أبو إسماعيل، بهدف الحصول على دعمهم في المنافسة ضد أبو الفتوح.

ونقلت الصحيفة عن محمد حبيب، نائب الرئيس السابق لجماعة الاخوان المسلمين، الذي عيّن مرسي منذ سنوات للإشراف على ذراعها السياسية، قوله: quot;ليس هناك شك في أن مرسي هو أكثر تحفظاً من المحافظين في جماعة الإخوان المسلمين، بما في ذلك الشاطرquot;.