بيروت: الجماعة الانجيلية في الولايات المتحدة تحظى بتأثير كبير في أفريقيا، لكن أعضاء الكنيسة الأفارقة يركزون على بناء المدارس والمستشفيات، والحوار بين الأديان، بدلاً من نشر الدعوات لإحراق الكتب الدينية المقدسة، كما فعل القس تيري جونز.

وبات قس فلوريدا المثير للجدل، تيري جونز، شخصية معروفة على خلفية تهديداته بحرق نسخ من القرآن.

وهدد قس quot;كنيسة دوف التبشيريةquot; في منطقة quot;غينشفيلquot; بلفوريدا، إنه سوف يحرق نسخًا من المصحف وصورًا للنبي محمد عند الساعة الخامسة من مساء يوم السبت، ما لم يتم الإفراج عن يوسف ندرخاني، وهو رجل دين إيراني مسجون.

وفي هذا السياق، اعتبرت صحيفة الـ quot;كريستيان ساينس مونيتورquot; أن مثل هذا الفعل من المرجح أن يثير غضب المسلمين في العالم، الذين ينظرون الى حرق القرآن بمثابة إثم عظيم من تدنيس المقدسات.
في شهر نيسان/أبريل الماضي، اندلعت أعمال شغب في مدينتي قندهار الافغانية ومزار شريف، عندما هدد جونز بحرق القرآن الكريم، وأدت الاشتباكات إلى مقتل العشرات.

في عام 2011، وضعت مجموعة متطرفة باكستانية تسمى quot;جماعة الدعوةquot; مكافأة بقيمة 2.2 مليون دولار على رأس جونز. أما هذا العام، وفي ظل القتال الأفغاني، يمكن أن يكون للاحتجاجات تداعيات أسوا من أي وقت سابق.

لكن السؤال الذي يطرحه العديد من المسيحيين في القارة الافريقية هو ما اذا كان قس فلوريدا - الذي يجب أن يكون داعياً للسلام - يتخذ المسار الصحيح.

ودعاة الكنيسة الانجيلية الأميركية الدعاة - مثل جونز - يمكن أن يكون لهم تأثير كبير في أفريقيا، حيث تنمو الطائفة الإنجيلية المسيحية بوتيرة متسارعة. ويأخذ انجيليو أفريقيا العظة الخاصة بهم من إخوانهم الأميركيين بشأن قضايا مثل الشذوذ الجنسي أو سيامة النساء كهنة للرعايا. لكن عندما يتعلق الأمر بعمل متطرف مثل حرق الكتاب المقدس لدين آخر، فإن أحداً من الدعاة الآخرين قد لحق بخطوات جونز.

ويُشكّل المسيحيون الإنجيليون نحو 10 في المئة من سكان أفريقيا، وقد بدأوا بالعثور على الفضاء الخاص بهم في المجالات السياسية، إضافة إلى قطاعات التنمية. ويبشر الإنجيليون برسائل تؤكد على الإخلاص لله، وقوة الإنجيل في تحسين الذات. كما يبذلون الجهود لبناء المدارس والمستشفيات وتوفير الإغاثة، ورعاية من هم أقل حظاً. لكن تدمير أماكن العبادة أو حرق الكتب المقدسة ليس من أولويات هذه الجماعة.

وفي جميع أنحاء القارة، ينضم الإنجيليون إلى شبكات حوار تضم العديد من الأديان لمحاربة عدو مشترك. فعند حدوث كوارث مثل الجفاف والفيضانات، أو حتى الصراعات أو الحروب، يجتمع القساوسة والأساقفة والأئمة والشيوخ في المدن والقرى لتوحيد الناس على توحيد الجهود لمواجهة التحديات والعمل معاً لمواجهة التحديات المشتركة للوصول إلى الاحترام والتفاهم والتسامح.

عندما يقوم أعضاء متطرفون من دين معين، بمهاجمة أعضاء من دين آخر، يكون الحوار بين الأديان هو القاعدة. لكن المنظرين الأميركيين ينظرون إلى الإسلام بمثابة تهديد. أما القساوسة والأئمة في أفريقيا، فيتعبرون أديان بعضهم البعض بمثابة أدوات لا تقدر بثمن من أجل تحقيق المصالحة، المغفرة، الرحمة، والمحبة.

ومع اقتراب الموعد النهائي للقس بتنفيذ تهديده، يبقى السؤال: هل من المحتمل أن يتعلم تيري جونز التسامح والحوار من المسيحيين الإنجيليين في أفريقيا؟