واشنطن: اعلنت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) في تقرير نشر الثلاثاء ان الامن يتحسن في افغانستان وخصوصا بفضل ازدياد قدرات القوات الافغانية، لكن مخابىء المتمردين في باكستان والفساد تطرح على البلاد quot;تحديات جدية وطويلة الامدquot;.

ولفت التقرير الذي يوضع كل ستة اشهر ويغطي الفترة من تشرين الاول/اكتوبر 2011 الى اذار/مارس 2012 ان quot;عدد الهجمات العدوة على مستوى البلاد تراجع في 2011 للمرة الاولى منذ خمسة اعوام. ويتواصل هذا الاتجاه في 2012quot;.

لكن افغانستان quot;لا تزال تواجه تحديات جدية وعلى المدى الطويل (...). ان مخابىء المتمردين في باكستان اضافة الى القدرات المحدودة للحكومة الافغانية تبقى ابرز العقبات امام العمل بطريقة تدفع الى جعل التقدم الذي تم احرازه في مجال الامن يؤدي الى افغانستان صلبة وقابلة للحياةquot;، كما قال التقرير الذي يتطرق الى quot;الفساد المستشري جداquot; داخل السلطات الافغانية.

والتقرير الذي وضع بالتنسيق مع هيئات اخرى في الحكومة (وزارة الخارجية ووكالات الاستخبارات ووزارتا الزراعة والعدل) سلم الى الكونغرس.

ميدانيا، يقول التقرير ان شرق البلاد quot;غير المستقرquot; يبقى ابرز هواجس التحالف الدولي بسبب قربه من الحدود مع باكستان ونشاط شبكة حقاني. وتقع ثلث الهجمات العدوة في هذه المنطقة.

وفي الجنوب (قندهار) والجنوب الغربي (هلمند)، وهما تقليديا معاقل حركة طالبان، يستمر الامن في التحسن، كما رحب البنتاغون.

واعرب مسؤول كبير في البنتاغون عن quot;تفاؤلهquot; بالنسبة الى امكانية نقل مسؤولية الامن في كافة ارجاء البلاد الى القوات الافغانية من الان وحتى نهاية 2014 كما هو متوقع.

وقال رافضا الكشف عن هويته quot;خلال السنة المنصرمة، وبينما كنا نضع القوات الافغانية في الخطوط الامامية اكثر فاكثر، رايناها احيانا تقوم باعمال افضل مما كنا نتوقع، وحتى افضل مما كانت تتوقعquot;.

وينتشر حاليا في افغانستان حوالى 87 الف عسكري اميركي و44 الف جندي من القوة الدولية (ايساف) الى جانب 344 الف جندي وشرطي افغاني، وفقا للتقرير.

ويقلل التقرير من جهة اخرى من شان مشكلة عمليات قتل جنود من التحالف بيد عسكريين افغان، الامر الذي اثار الاستنكار في الاشهر الاخيرة.

وراى معدو التقرير ان quot;هذه الهجمات لم تسبب بعد قطيعة دبلوماسية كبرى ولا اساءت الى العلاقات بين القوات الافغانية وايسافquot;، وذكروا بانها تبقى quot;قليلة العدد بحسب الاحصاءاتquot;.

والدوافع وراء عمليات القتل هذه ناجمة عن quot;شكاوى شخصية منعزلة ضد عناصر في التحالفquot; اكثر مما هي عمليات تسلل لعناصر من طالبان الى صفوف القوات الافغانية، بحسب التقرير.

ويحصي التقرير 52 quot;حادثاquot; من ايار/مايو 2007 الى نهاية اذار/مارس 2012 ادت الى مقتل 86 عسكريا او مدنيا اجنبيا وجرح 115 اخرين.

ويبدو ان وتيرة هذه الهجمات تتسارع مع ذلك: مقتل 18 عسكريا بquot;رصاص صديقquot; مصدره عناصر من القوات الافغانية منذ بداية العام، اي قرابة 20 في المئة من الخسائر البشرية في صفوف التحالف، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس.

وهؤلاء هم عشرة اميركيين وخمسة فرنسيين وبريطانيان والباني.