تصريحاتاوباما حول زواج المثليين أثارت موجة من الجدل |
أثارت تصريحات الرئيس الأميركي باراك اوباما حول تأييده زواج مثليي الجنس، جدلاً واسعًا، وأشارت تقارير صحافية إلى أن الجيل القديم يرفض هذا النوع من الزيجات في حين يؤيده الجيل الجديد. فيما قام المسؤولون في ولاية نورث كارولينا بحظر زواج الشواذ قانونيًا.
القاهرة: عاصفة من الجدل تشهدها حالياً الولايات المتحدة على خلفية التصريحات التي أطلقها الرئيس الأميركي باراك أوباما وأعلن من خلالها تأييده لزواج مثليي الجنس.
وبينما تظهر استطلاعات رأي أن أميركا بصدد احتضان تلك النوعية المثيرة للجدل من الزيجات، بدأت تظهر أغلبية رقيقة ومتنامية الآن مؤيدة للمساواة في الزواج. وأشارت في هذا الصدد اليوم مجلة quot;التايمquot; الأميركية إلى أن الجيل الشاب يؤيد بقوة المساواة في الزواج، في حين يعارضها بشدة الجيل القديم.
وأعقبت المجلة الأميركية بقولها إن تقبل المجتمع لمسألة زواج الشواذ سيستغرق وقتاً وجهداً كبيرين. وقد قام المسؤولون في ولاية نورث كارولينا هذا الأسبوع بحظر زواج الشواذ من الناحية القانونية وقاموا كذلك بإلغاء الاتحادات المدنية، لتصبح الولاية بذلك الولاية الرقم 30 التي تقدم على تلك الخطوات.
ثم مضت المجلة تقول إن على جميع المواطنين أن يخجلوا لقصرهم الحقوق المدنية على مجموعات معينة من الأميركيين. وبررت ذلك بأن منع الشواذ من حقهم في الزواج يعني أن علاقاتهم الوطيدة لا تستفيد من حماية أو قدسية الزواج ndash; وهي الخطوة الهامة والضرورة على الصعيدين الاجتماعي والقانوني.
وأضافت في الجزئية نفسهاأن قدسية الزواج في أميركا لن تتعرض للخطر بسبب الآلاف من الأزواج الشواذ الموجودين في البلاد بالفعل، ومضت تقول إنه لا يخفى على أحد سبب المخاطر السياسية التي تحدق بموقف الرئيس باراك أوباما المتعلق بالمساواة في الزواج في ولاية نورث كارولينا، وتابعت كذلك بلفتها إلى الأهمية التي قد تحظى بها قضية كهذه في سير العملية الانتخابية.
وأضافت أن إعلان الرئيس عن تأييده للمساواة في الزواج أمر قد يدر أموالاً كثيرةً من المتبرعين الشواذ، وقد يشجع بعض الأنصار الذين كانوا محبطين من المراوغة بشأن حقوق مثليي الجنس، والذين سينظرون إليه باعتباره مصدراً للإلهام.
لكن المجلة أكدت أن حسابات الناخبين قد تغلف الخطوة التي اتخذها أوباما بمخاطر على الصعيد السياسي، موضحةً أن الناخبين السود، الذين سبق لهم انتقاد فوز أوباما بانتخابات الرئاسة العام 2008، يعارضون بشدة المساواة في الزواج.
ووجد استطلاع حديث أجرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية بالتعاون مع محطة إيه بي سي أن 55 % من الناخبين السود يعارضون زواج مثليي الجنس وأن 42 % يدعمونه، وهو الموقف المناقض تقريباً لموقف الناخبين البيض، الذين صوت 53 % منهم لصالح زواج مثليي الجنس ورفضته نسبة قدرها 43 %.
وأشارت المجلة إلى أن كراهية السود لزواج الشواذ تحظى بجذور عميقة، لدرجة أن المنظمة الوطنية للزواج تخطط لاستخدام تلك الكراهية كجزء من إستراتيجيتها في معركتها لمنع المساواة في الزواج. ورفضت المجلة من جهتها الربط بين حقوق الشواذ وبين المعركة التي يخوضها السود من أجل العدالة العنصرية.
وفي وقت مازال يتخلف فيه السود عن الركب بشأن المساواة في الزواج وهملا يزالون يعتبرون كتلة هامة بالنسبة لأوباما، فقد راهن البيت الأبيض بشجاعة على أن الناخبين السود لن يخذلوه، وأنه بميله للجانب الصحيح من التاريخ، لن يتعرض لأية أضرار في نهاية المطاف. وسبق لوزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، أن قالت خلال تواجدها في جنيف في كانون الأول (ديسمبر) الماضي: quot;إن حقوق مثليي الجنس من حقوق الإنسان وحقوق الإنسان هي حقوق مثليي الجنسquot;. بيد أن الرئيس مازال حذراً حتى الآن بشأن تأييد زواج الشواذ علانيةً.
وفي الختام، طرحت المجلة تساؤلات منها: هل هذا يعني أن نورث كارولينا وغيرها من الولايات التي ترفض زواج الشواذ قد خسرها أوباما؟ وهل ذلك يعني أن أوباما سيفضل التمسك بمبدئه ويخسر بدلاً من اللعب على أوتار السياسة ويفوز ؟
التعليقات