قتل شخص وأصيب سبعة آخرون بجروح اليوم الخميس في اشتباكات بين منطقتي باب التبانة ذات الغالبية السنية وجبل محسن ذات الغالبية العلوية في طرابلس في شمال لبنان، بحسب ما أفاد مصدر أمني.


طرابلس: تجددت الاشتباكات اليوم الخميس في مدينة طرابلس في شمال لبنان بين منطقتي باب التبانة ذات الغالبية السنية وجبل محسن ذات الغالبية العلوية، وقال مصدر أمني إنquot;اشتباكات متقطعة تدور منذ الرابعة فجرًا (1:00 ت غ) تستخدم فيها الاسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، وقد تسببت حتى الآن بسقوط قتيل وجرحى في باب التبانة وجريح في جبل محسن، بالاضافة الى احتراق عدد من المنازلquot;.

ويعمل الجيش اللبناني الذي انتشر منذ الاثنين في مناطق الاشتباكات على الرد على مصادر النار، الا أنه اضطر، بحسب مراسل فرانس برس، الى الانكفاء من بعض النقاط في شارع سوريا الفاصل بين المنطقتين الى احياء داخلية.

وخلت الشوارع المحيطة بالمنطقتين والطريق الدولية التي تربط شمال لبنان بسوريا من المارة. وكانت جولة من الاشتباكات وقعت بعد ظهر امس الاربعاء وتسببت بسقوط ستة جرحى، وتراجعت بعد تدخل الجيش.

ووقعت اشتباكات بين المنطقتين الاحد والاثنين تسببت بمقتل تسعة اشخاص، وانتشر على اثرها الجيش في المنطقتين وعمل على ازالة المتاريس، بعد اتصالات شملت رئيس الحكومة نجيب ميقاتي المتحدر من طرابلس وقيادات سنية وعلوية في المدينة. واكدت كل القيادات المعنية رفع الغطاء عن المسلحين.

واندلعت الاشتباكات اساسًا بعد ساعات على توقيف الاسلامي شادي المولوي في طرابلس بتهمة الارتباط quot;بتنظيم ارهابيquot;. بينما يقول افراد عائلته والتيار الاسلامي في كبرى مدن شمال لبنان بأن سبب توقيفه هو دعمه للثورة السورية. ويتهمون بعض منهوفي السلطة اللبنانية بتنفيذ quot;اوامر سوريةquot;.

واعتبر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في لقاء مع الصحافيين قبل يومين أن quot;العنصر السوريquot; ليس السبب في توقيف المولوي وان القضاء سيقول كلمته في الموضوع، الا أنه أقر بأن quot;كل سيناريو في سوريا مهما كان له انعكاس على لبنانquot;، مؤكدًا أن الحكومة تعمل على quot;ابعاد الكأس المرةquot; عن لبنان نتيجة التغيرات الاقليمية.

ونقلت الصحف الصادرة اليوم عن رئيس الحكومة قوله خلال اجتماع لمجلس الوزراء الاربعاء إن quot;النار تحت الرمادquot; في طرابلس وأنه quot;ليس مطمئنًاquot;.

في المقابل، قال رفعت عيد، رئيس الحزب العربي الديموقراطي الذي يمثل غالبية العلويين في لبنان ومقره في جبل محسن في مؤتمر صحافي الاربعاء quot;اذا استمر الوضع في الانزلاق نحو المجهولquot; في طرابلس، quot;لا يمكن لأحد أن يهدِّىء الوضع في لبنان الا جيش عربيquot;، معربًا عن تمنيه بأن يكون هذا الجيش quot;الجيش العربي السوريquot;.

وانتقد عدد كبير من القيادات السياسية السنية استدراج المولوي الى مكتب النائب والوزير محمد الصفدي في طرابلس من اجل توقيفه. وقال ميقاتي نفسه quot;إن طريقة اعتقال شادي المولوي غير عادية وغير لائقة وغير مقبولة، اذا كانت هناك استنابة قضائية في حقه، يمكن توقيفه بأي طريقة، لا في مكتب وزير ونائبquot;. وقال إن القضاء سيقول كلمته في ما اذا كان المولوي مذنبًا حقا ام لا.

اما بالنسبة الى الموقوفين الاسلاميين الآخرين المتهمين بمعظمهم بالمشاركة في المعارك بين حركة فتح الاسلام المتطرفة والجيش اللبناني في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين العام 2007، فأشار رئيس الحكومة الى أنه تبلغ من وزارة العدل أن quot;مطالعة المدعي العام في حقهم اصبحت جاهزة وسيصدر قرار ظني قريبًاquot;، وأن القضاء سيفصل في مسألة توقيفهم.

وتشهد مدينة طرابلس كبرى مدن الشمال اللبناني توترات مستمرة أجّجها اندلاع الاحتجاجات الشعبية في سوريا قبل اكثر من عام.