إحدى الطالبات في المستشفى

للمرة الثانية خلال شهرين، تتعرض طالبات مدرسة أفغانية للتسمم على أيدي أتباع حركة laquo;طالبانraquo; الأصولية المعارضة لتعليم البنات باعتباره مخالفًا للإسلام. وقالت وكالة الاستخبارات الأفغانية إن الهدف هو إغلاق سائر المدارس النسوية قبل انسحاب القوات الأجنبية في 2014.


لندن: تعرّضت 125 طالبة أفغانية على الأقل وثلاث من معلماتهن للتسمم الحاد في مدرستهن، وذلك للمرة الثانية في غضون شهرين. وألقت السلطات الأمنية ومسؤولو التعليم في شمال البلاد، حيث وقعت الحادثتان، باللائمة على laquo;جماعة أصوليةraquo;.

ووقعت الحادثة الأخيرة في إقليم طخار، حيث قالت الشرطة إن أصوليين معارضين لتعليم البنات رشوا فصول المدرسة وغرفها بمسحوق مجهول النوعية،ما أدىإلى إصابة نحو 130 من الصبايا والمعلمات بالتسمم الحاد نتيجة استنشاقه وأُسرع بمعظمهن الى المستشفى لتلقي العلاج العاجل.

ونقلت الصحف البريطانية عن مسؤولين في وكالة الاستخبارات الأفغانيةالتي تسمىlaquo;إدارة الأمن القوميraquo;، قولهم إن جماعة laquo;طالبانraquo; الأصولية مصممة في ما يبدو على إغلاق مدارس البنات قبل 2014 وهو عام انسحاب سائر القوات الأجنبية من الأراضي الأفغانية. وقال المسؤولون إن الهدف من تسميم بنات المدارس للمرة الثانية في شهرين هو laquo;إشاعة جو من الخوف بين البنات والآباء يؤدي تلقائيًا الى إغلاق المدارسraquo;.

والحقيقة أن هذا الهدف تحقق في كل المناطق التي تسيطر عليها طالبان تقريبًا، إذ أغلقت 550 مدرسة للبنات في 11 من أقاليم البلاد. وكانت الفتيات قد بدأن العودة بشكل منتظم الى التعليم المدرسي منذ إطاحة طالبان على أيدي القوات الأميركية والحليفة في 2001، بعدما ظل التعليم محرمًا عليهن طوال سنوات حكم الحركة الأصولية (1996 - 2001).

والشهر الماضي سمّم الأصوليون ماء الشرب في مدرسة تقع في قندوز من أجل معاقبة البنات وإخافة غيرهن ممن يذهبن الى المدارس. وعانت أكثر من 150 تلميذة من الغثيان والاستفراغ والدوار وصار حال بعضهن خطيرًا، وفقًا لما نقلته الصحف العالمية عن محمد نبي زادة، وهو مسؤول في وزارة التعليم الأفغانية.

وحتى بعد سقوط طالبان، صارت مدارس البنات عرضة للهجمات خاصة في جنوب البلاد وشرقها حيث يجد الأصوليون دعمهم من المجتمعات المغالية في المحافظة. وكانت حكومة الرئيس حميد كرزاي قد قالت العام الماضي إن طالبان - في سعيها الى تركها الانطباع بميولها الى الاعتدال - أوحت باستعدادها للتنازل عن معارضتها تعليم البنات.

لكن الحركة لم تقل هذا صراحة وامتنعت عن توجيه أتباعها بالتوقف عن التعرض للفتيات والنساء الساعيات للتعليم. ويذكر أن هذا شمل مهاجمة عدد منهن خلال ذهابهنالى المدارس وإلقاء الحامض على وجوههن بغرض أن يبقين مشوهات الى الأبد، وأن يصبحن أيضًا عبرة لغيرهن.