دعا رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي الرئيس العراقي جلال طالباني التأني في قضية نائبه المتهم بالإرهاب طارق الهاشمي وتأجيل إصدار الحكم بحقه إلى أن تتم دراسة ملفه من الجوانب كافة وحتى يحصل توافق تام حول ذلك درءًا للفتنة والفرقة.


أسامة مهدي: قال القرضاوي في رسالة الى طالباني وزعتها الرئاسة العراقية اليوم quot;يهديكم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أسمى عبارات التقدير والاحترام، ويتمنى أن تكونوا في خير وعافية، ومزيد من التوفيق والتسديد في مسيرة التنمية في جمهورية العراق الشقيقة، كما يقدم الاتحاد شكره الجزيل وتقديره لما تبذلونه من جهود لخدمة القضية العراقية، ومساندتكم لنائبكم الاستاذ طارق الهاشميquot;.

واضاف قائلاً quot;نظرًا إلى ما تتطلبه المرحلة التي يمر بها العراق، ومن اجل المحافظة على المصلحة العليا للجمهورية العراقية، حكومة وشعبا، ودعمًا منكم لأواصر الأخوة والتلاحم بين مكونات الشعب العراقي بمختلف أطيافه الدينية والعرقية والسياسية، ومن اجل درء كل مسببات الفتنة والفرقة.. أناشد طالباني quot;التدخل لتحقيق مزيد من التأني في قضية الدكتور طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية، وتأجيل إصدار الحكم في حقه إلى أن تتم دراسة الملف من الجوانب كافة، حتى يحصل هناك توافق تام في هذا الشأن، فالقضية العراقية قامت في أساسها على هذا التوافق، ولن تحل مشاكلها إلا في التوافقquot;.

وشهدت جلسة محاكمة الهاشمي أمس انسحاب فريق الدفاع عن الهاشمي، وقال المحامي مؤيد العزي رئيس الفريق في تصريح صحافي quot;قررنا الانسحاب من القضية لعدم قيام الهيئة التمييزية بالنظر في الطعون التي تقدمنا بهاquot;. وقامت المحكمة الجنائية المركزية اثر ذلك باتخاذ قرار بانتداب محامين اثنين بدلاً من فريق الدفاع المؤلف من العدد نفسه.

وتقدم فريق الدفاع بطلبات وطعون عدة، ردت كلها، ابرزها طلب حصول المحكمة على صور عن جواز سفر الهاشمي وتواريخ خروجه من البلاد ودخوله اليها لمطابقتها مع تواريخ الحوادث المتهم بها، وطلب نقل القضية من المحكمة الجنائية المركزية الى محكمة خاصة.

وتعد جلسة امس الاحد الثانية التي تجري غيابيًا لاستمرار عدم حضور الهاشمي المتواجد في تركيا، والذي سبق ان زار قطر والسعودية. وعقب انتهاء الجلسة قال الهاشمي انه قرر سحب فريق دفاعه من محاكمته بسبب خروقات قانونية محتفظًا بحقه في اللجوء الى المحاكم الدولية، فيما رفعت المحكمة جلساتها التي تجري غيابيا منذ الثلاثاء الماضي الى 31 من الشهر الحالي.

وشدد الهاشمي على انه يحتفظ لنفسه نيابة عن المتهمين بإحالة القضية إلى المحاكم الدولية. وقال في بيان اليوم صدر من مكتبه الإعلامي المؤقت في كردستان إنه quot;استناداً لما وثقته هيئة دفاع المحامين في قضية التهم المنسوبة إليّ والمفبركة سياسياً من خروق قانونية قامت بها المحكمة الجنائية المركزية وقبلها الهيئة التحقيقية القضائية وارتكنت إلى اعترافات منتزعة بالإكراه المادي، وبصور لا تترك آثارًا على المتهمين وضمانة لحقوق المعتقلين من حماياتي وموظفي مكتبي نساءً ورجالاً، قررت في هذا اليوم سحب فريق محامي الدفاعquot;.

واشار الى أن quot;هناك قراراً سياسياً مبيتاً بتجريمي، ولكون أصبح القضاء خصمي من خلال رفض كل الطلبات الجوهرية والتدخلات التمييزية التي انصبت على أمور شكلية لا يمكن السير بإجراءات المحاكمة قبل حسمهاquot;.. وتساءل قائلا quot;كيف يمكن محاكمة متهم غيابياً في جرائم منسوبة لمتهمين آخرين موقوفينquot;.

واضاف أن quot;هذه الأمور هي مؤشر خطر إلى تسييس القضية والضغط الحكومي واضح فيها، وتدلل على عدم استقلالية القضاء في دولة ذات سيادةquot;. واشار الى أنه يحتفظ quot;نيابة عن المتهمين بإحالة القضية إلى المحاكم الدولية، مع ما تحمل من سلبيات تم توثيقها على القضاء العراقي في المرحلة الراهنة، والتي عززتها تقارير منظمات دولية متخصصة بحقوق الإنسان كمنظمة هيومن رايتس ومجلس حقوق الإنسان في جنيف ومنظمات أخرىquot;.

وكانت الشرطة الجنائية الدوليةquot; الانتربولquot; قد اصدرت مذكرة اعتقال أخيرا بحق الهاشمي بموجب طلب وردها من الحكومة العراقية. وقالت الانتربول في بيان رسمي إنها أصدرت مذكرة حمراء دولية بالقبض على الهاشمي، مضيفة ان سبب طلب القبض عليه هو quot;الاشتباه في توجيهه وتمويله لهجمات إرهابيةّquot;.

ورفضت تركيا تسليم الهاشمي، الذي ما زال لاجئًا لديها، بعدما نشرت الشرطة الدولية (الانتربول) مذكرة توقيف دولية تطالب بتسليمه. واكدت انقرة ان طارق الهاشمي المطلوب في العراق، والذي وصل الى اسطنبول منذ مطلع نيسان (ابريل) الماضي، لن يتم تسليمه. وتأتي قضية الهاشمي في مرحلة يسودها التوتر بين انقرة وبغداد.