المرشح عبد المنعم ابو الفتوح بعد التصويت

على الرغم من عدم التأكيد على نتائج فرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية المصرية، إلا أن الكفة ترجح وصول كل من مرشح الاخوان المسلمين محمد مرسي والمرشح المحسوب على النظام السابق الفريق أحمد شفيق الى جولة الاعادة، وهي نتائج شكلت مفاجأة للكثيرين.


القاهرة: فيما تقترب أعمال فرز أصوات المصريين في الإنتخابات الرئاسية، بات في حكم المؤكد دخول مرشحين اثنين جولة الإعادة في 16 و17 حزيران (يونيو) المقبل، وهما مرشح الإخوان الدكتور محمد مرسي، والمرشح المحسوب على النظام السابق الفريق أحمد شفيق، فيما قال المستشار حاتم بجاتو، أمين عام اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، في بيان له إن اللجنة العليا تسلّمت حتى الآن نتائج فرز 15 محافظة مجمعة وذلك تمهيدا لإعلانها بعد تجميع باقي المحافظات، مشيراً إلى أن اللجنة لا تستطيع التأكيد على الفائز في تلك الانتخابات أو الجزم بالإعادة بين المرشحين حتى وصول نتائج باقي المحافظات. فيما أعرب نشطاء الثورة عن صدمتهم من النتائج التي وضعت مصر بين خيارين: كلاهما مر، إما الإخوان أو النظام السابق.

وأسفرت النتائج عن عدة مفاجآت أهمها: الصعود المفاجئ لمرشح الإخوان محمد مرسي، وأحمد شفيق، وحمدين صباحي، وتراجع المرشحين عمرو موسى وعبد المنعم أبو الفتوح، كما أسفرت عن مفاجأة في ما يخص الكتل التصويتية، حيث حصلت اختراقات من جانب المرشحين أحمد شفيق وحمدين صباحي لمناطق وكتلة تصويتية كانت محسوبة لصالح الإسلاميين، ولاسيما الإخوان.

شفيق في مسقط رأس مرسي

وكانت المفاجأة الأولى في تفوق المرشح أحمد شفيق على منافسه محمد مرسي في محافظة الشرقية التي تعتبر مسقط رأسيهما، فحصل شفيق على 627808آلاف صوت، فيما حصل على مرسي 536634 ألف صوت وعبدالمنعم أبو الفتوح 220945 ألف صوت وحمدين صباحى 21116 ألف صوت وعمرو موسى 69725 ألف صوت.

صباحي يخترق السلفيين

واستطاع المرشح الناصري حمدين صباحي إختراق معقل السلفيين في الإسكندرية، التي أعلنت دعمها للمرشح عبد المنعم أبو الفتوح، وحقق صباحي المركز الأول بـ 602 ألف و634 صوتا، وجاء أبو الفتوح في المركز الثاني ب 387 ألفا و747 صوتا، وحل عمرو موسى في المركز الثالث ب291 ألفا و950 صوتا، واحتل الدكتور محمد مرسي المركز الرابع بـ269 ألفا و455 صوتا، وجاء الفريق أحمد شفيق في المركز الخامس 212 ألفا و197 صوتاً، بينما خرج المرشح أبو العز الحريري الذي يعتبر ابن مدينة الإسكندرية خالي الوفاض.

سيناء مع الإخوان ضد شفيق

وفيما بدا أنه تصويت انتقامي من رموز النظام السابق الذي كثيراً ما كال لهم الإتهامات بالعمالة وتجارة المخدرات، صوّت أهالي محافظة شمال سيناء لصالح مرشح الإخوان الدكتور محمد مرسي، وحقق المركز الأول بـ 32695 صوتًا، وجاء عمرو موسى في المركز الثاني بـ 20968 صوتا، و جاء المرشح عبد المنعم أبو الفتوح في المركز الثالث بـ 1584 صوتا، وحلّ حمدين صباحي في المركز الرابع ب7645 صوتًا، وجاءأحمد شفيق في المركز الأخير ب8501 صوت.

شفيق يخترق السلفيين

فيما استطاع أحمد شفيق اختراق محافظة الدقهلية التي تعتبر معقلاً للسلفيين أيضاً، وقريبة من مسقط رأس المرشح حمدين صباحي، وفاز شفيق بالمركز الأول بـ 418855 صوتا، وحل حمدين صباحي في المركز الثاني بـ 393657 صوتاً، وجاء الدكتور محمد مرسي في المركز الثالث ب381639 صوتاً، وكان المركز الرابع من نصيب الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح ب 240297 صوتا.

مسقط رأس البنا

وحافظ المرشح محمد مرسي على تفوق الإخوان في محافظة البحيرة مسقط رأس مؤسس الجماعة الإمام حسن النبا ب392487 صوتاً، وحل أبو الفتوح في المركز الثاني بـ 334538 صوتاً، وجاء عمرو موسى في المركز الثالث بــ243471 صوتا، وحمدين صباحي الرابع بــ 196504 أصوات، وأحمد شفيق الخامس بـ 171653 صوتاً.

صباحي 100%

كما استطاع المرشح حمدين صباحي الحفاظ على تفوقه في مسقط رأسه في محافظة كفر الشيخ، وحصل فيها على المركز الأول باكتساح بـ486662 صوتًا، بفارق يقدر بنحو 35 ألف صوت، وهو فارق لم يحدث في أية محافظة أخرى، حيث جاء الدكتور محمد مرسي في المركز الثاني بـ133932 صوتًا، وحل الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح في المركز الثالث بـ67164 صوتًا، وكان المركز الرابع من نصيب الفريق أحمد شفيق بـ63395 صوتًا. وحصل صباحي على نسبة 100% في بعض اللجان، وكما حدث في قرية الجرايدة مركز بيلا محافظة كفر الشيخ، حيث حصد صباحي 650 صوتاً، هي جميع الأصوات الصحيحة بهذه اللجنة، وهي سابقة لم تحدث من قبل في الإنتخابات المصرية.

3 مفاجآت

ومن جانبه، قال الدكتور رفعت سيد أحمد رئيس مركز يافا للدراسات والأبحاث إن النتائج جاءت صادمة وتحمل ثلاث مفاجآت، وأوضح لـquot;إيلافquot; أن النتائج جاءت على النقيض من التوقعات، مشيراً إلى أن تقدم شفيق في الإنتخابات على حساب مرشحي الثورة، جاء نتيجة لما وصفه بـquot;التصويت الإنتقاميquot; من جانب بعض المصريين ضد الإسلاميين، وأضاف أن بعض المصريين صوتوا لصالح شفيق إنتقاماً من الإخوان والسلفيين، لاسيما أن ممارسات التيار الإسلامي بعد الثورة كانت تتسم بالإستفزاز، فضلاً عن ارتكاب الكثير من الأخطاء، ولفت سيد أحمد إلى أن أجهزة الدولة وقوى الحزب الوطني ورجال أعماله إضافة إلى أسر العسكريين والشرطة والأقباط وكارهي الإسلاميين والثورة هم من ساهوا في صعود شفيق المفاجئ.

صعود صباحي

ولفت سيد أحمد إلى أن المفاجأة الأهم تتمثل في صعود المرشح حمدين صباحي رغم إمكانياته الدعائية والمالية المتواضعة مقارنة بالدعم الهائل الذي تلقاه مرشح الإخوان أو أحمد شفيق، وقال سيد أحمد إن صعود صباحي للمركز الثالث يحمل مفاجأة سارة مفادها أنه يمثل الحلم بالنسبة إلى المصريين، لاسيما أولئك الذين ليسوا على حساب تيار سياسي محدد، مثل التيار الإسلامي، وليسوا مع النظام السابق، وأشار إلى أن تفوق صباحي مثل طوق النجاة بالنسبة إلى المصريين من الوقوع في براثن الإسلاميين أو النظام السابق.

وفي ما يخص تراجع عبد المنعم أبو الفتوح وعمرو موسى رغم أن التوقعات كانت تشير إلى دخولهما جولة الإعادة، قال سيد أحمد إن هذين المرشحين انخدعا بالعرض الإعلامي واستطلاعات الرأي التي كانت ترجح كفتيهما، وانشغلا بالإعلام على حساب العمل على الأرض بين الناس، إضافة إلى التغافل عن التنظيم على أرض الواقع.

صدمة

فيما أعرب الناشط الثوري الدكتور أيمن نور زعيم حزب الغد عن صدمته من نتائج الإنتخابات، وقال لـquot;إيلافquot; إن صعود مرسي وشفيق إحتمال لم يكن في حسبان القوى السياسية على الإطلاق، معتبراً أن دخول الإخوان وأحد رموز النظام السابق جولة الإعادة كارثة على مصر، ولفت إلى أن هذه النتائج جاءت بسب تغليب مرشح الثورة مصالحهم الشخصية على حساب مصلحة الوطن، ولفت إلى أنهم لو إتحدوا لفاز أحدهم من الجولة الأولى، لكنه في الوقت ذاته، أعرب عن احترامه النتائج.