وصول شفيق الى جولة الإعادة أثار موجة احتجاجات |
تسبب وصول المرشح أحمد شفيق المحسوب على نظام الرئيس حسني مبارك، في اشتعال موجة جديدة من الثورة التي أطاحت بالنظام السابق، حيث عمّت التظاهرات مختلف أنحاء البلد اعتراضا على إعادة انتخابه، ووقعت أعمال شغب خلال التظاهرات أدى بعضها الى تدخل الأمن لفضّها.
القاهرة: تسبب إعلان اللجنة العليا للإنتخابات الرئاسية المصرية عن خوض المرشح أحمد شفيق المحسوب على النظام السابق باشتعال الموجة الثانية من الثورة التي أطاحت بنظام حكم الرئيس السابق حسني مبارك، واندلعت تظاهرات غاضبة في القاهرة وعدد من المحافظات، إحتجاجاً على دخوله السباق الرئاسي، وخوضه جولة الإعادة مع مرشح الإخوان الدكتور محمد مرسي، وأضرم محتجون النيران في مقر حملته الإنتخابية في القاهرة. وعادت أجواء ثورة 25 يناير التي أطاحت الرئيس السابق حسني مبارك إلى مصر من جديد، فيما وصف بأنه quot;الموجة الثانية من الثورةquot;، يوم 28 أيار (مايو) الجاري، حيث خرجت تظاهرات في العديد من المحافظات، وعاد هتاف quot;الشعب يريد إسقاط النظامquot; يدوي مرة أخرى في ميادين مصر، بعد أن هجره المصريون منذ 11 شباط (فبراير) 2011.
ثورة 25 يناير تعود
إندلعت تظاهرات غاضبة في أنحاء مصر، إحتجاجاً على خوض الفريق أحمد شفيق جولة الإعادة في الإنتخابات الرئاسية، وشارك فيها الآلاف من الشباب، وانطلقت التظاهرات في عدة ميادين رئيسة في القاهرة، بدأت من أمام دار القضاء العالي وسط القاهرة، وانتهت إلى ميدان التحرير رمز الثورة التي أسقطت مبارك، وقاد التظاهرات المرشح السابق خالد علي، وعدد من أنصاره إضافة إلى عدة آلاف من المصريين، الرافضين استمرار الفريق أحمد شفيق رئيس وزراء موقعة الجمل في السباق الرئاسي وخوضه جولة الإعادة، واعتصم في ميدان التحرير بضعة آلاف من المحتجين، وأدوا صلاة الفجر في الميدان، في مشهد أعاد للأذهان ثورة 25 كانون الثاني (يناير) 2011، حيث احتضن ميدان التحرير مئات الآلاف من المحتجين المصريين لمدة 18 يوماً، حتى تم إسقاط حكم مبارك سلمياً. وما زال المحتجون يعتصمون في الميدان حتى ظهر اليوم الثلاثاء 29 آيار (مايو) الجاري، إنتظاراً للمشاركة في تظاهرة مليونية دعت إليها القوى الثورية، من أجل تطبيق قانون العزل السياسي على المرشح أحمد شفيق باعتباره آخر رئيس وزراء في عهد مبارك، وتمت في عهده مذبحة قتل فيها نحو 100 شخص، إضافة إلى الآلاف من الجرحى، وهي المذبحة المعروفة إعلامياً بquot;موقعة الجملquot;، والتي جرت فصولها يومي 1 و2 شباط (فبراير) 2011.
شفيق هو مبارك
وردد المحتجون هتافات ورفعوا لافتات تندد بالسماح لشفيق بخوض الإنتخابات الرئاسية، رغم إصدار قانون العزل السياسي، ومنها: quot;يا نهار اسود على التهييس يقتل اخويا ويبقى رئيسquot;، quot; لا لشفيق ابن مباركquot;، quot;كلنا ضد الفلولquot;، quot;يسقط يسقط حكم العسكرquot;، quot;لا لشفيق القاتل الجبانquot;، quot;يسقط فلول مبارك الخونةquot;، quot;الثورة مستمرة والمجد للشهداءquot;، quot;علي وعلي الصوت.. اللي يهتف ضد شفيق مش هيموتquot;، quot;قلنا عيش حرية عدالة اجتماعية، مش شفيق يا مزوراتيةquot;، quot;قول ما تخافش.. شفيق ما يحكمشquot;، quot;ضد مبارك أب وابن.. ضد شفيق والاستبنquot;، quot; شفيق قتل كام شهيد.. بكرة يبقى مبارك جديدquot;، quot;اللجنة العليا باطل.. اللجنة العليا باطل.. العسكرى باطلquot;، quot;يسقط يسقط حكم العسكرquot;، quot;لسه يا بلدى مفيش تغيير وشفيق نجح بالتزويرquot;، quot;يا شفيق يا طيار قبلك حسني عملها وطارquot;، quot;أحمد شفيق هو مباركquot;، quot;يا طنطاوي قول الحق زورتها ولا لأquot;.
إحراق مقر شفيق
وانطلق المئات من الغاضبين إلى حي الدقي القريب من ميدان التحرير في ساعة متأخرة من مساء أمس، وتظاهروا أمام مقر حملة أحمد شفيق الإنتخابية، قبل أن تشتعل النيران فيها، بعد أن خرج من كانوا بداخلها، وأتت النيران على محتويات الحملة التي قال أعضاؤها إن قيمتها تقدر بنحو 800 ألف جنيه. وذلك بعد ساعات قليلة من إعلان اللجنة العليا للإنتخابات الرئاسية خوضه جولة الإعادة مع الدكتور محمد مرسي مرشح جماعة الإخوان المسلمين. وألقى أعضاء الحملة بالمسؤولية على حملة الدكتور محمد مرسي في إحراق مقر شفيق، بينما ردت حملة مرسي بالنفي.
وقال المرشح الرئاسي السابق خالد علي لـquot;إيلافquot; من ميدان التحرير إن نتيجة الجولة الأولى من الإنتخابات الرئاسية ليست معبرة عن إرادة المصريين، مشيراً إلى أنها تعرضت للتزييف أو التزوير، رغم ما شهدت به المنظمات الدولية والمحلية، معتبراً أن تجاهل اللجنة العليا للإنتخابات البت في الطعون التي تقدم بها المرشحون حول وجود حالات تزوير، وحالات تصويت من قبل المجندين بالشرطة والجيس بمثابة تستر على التزوير، ويثير الكثير من علامات الإستفهام، ودعا إلى ضرورة تطبيق قانون العزل على أحمد شفيق، أو على الأقل عدم إجراء جولة الإعادة إلا بعد انتهاء المحكمة الدستورية العليا من النظر في مدى دستوريته. وتوقع اندلاع الموجة الثانية من الثورة في حال استمرار شفيق في السباق الرئاسي أو فوزه برئاسة الجمهورية.
لا للفلول
وفي الإسكندرية، إنطلقت تظاهرات شارك فيها بضعة آلاف أيضاً، وذلك في ميدان القائد إبراهيم، الذي يعتبر النسخة الإسكندرانية من ميدان التحرير في القاهرة، وخرجت منه مسيرات اتجهت إلى مقر الحملة الإنتخابية للمرشح أحمد شفيق في الإسكندرية، لكن المشاركين فيها لم يتعرضوا لها بالأذى، واكتفوا بالتظاهر أمامها، ورددوا هتافات منها quot;لا للفلولquot;، quot;شفيق هو مبارك واللي اختاره باعني وباعكquot;، quot;نعم لعزل شفيق سياسياًquot;، الفريق إيديه متلوثة بالدم.. يبقى إزاي يشيل عنا الهمquot;، quot;لا لصاحب موقعة الجملquot;، quot;شفيق مكانه السجن وليس القصرquot;.
مصر في أزمة
وفي أسيوط، تظاهر المئات من الشباب الغاضبين من نتيجة الجولة الأولى من الإنتخابات الرئاسية، إحتجاجاً على خوض شفيق جولة الإعادة، وانطلقت مسيرات جابت شوارع المدينة التي تقع في أقصى جنوب البلاد، ورددوا هتافات مناوئة له منها: quot;مصر بتصرخ.. مصر في أزمة جابوا رئيس مضروب بالحزمةquot;، quot;ياحمدين قول لأبو الفتوح الميدان لسه مفتوحquot;، quot;يلي بتسأل نزلين ليه قولي الثورة عملت إيهquot;، وquot;يا شفيق يا حبيب حسني.. مش هنتخبك علشان تدوسنىquot;.
وانتهت التظاهرات أمام مقر الحملة الإنتخابية لشفيق في مدينة أسيوط. وانطلقت تظاهرات في مدينة السويس هتف المشاركون فيها quot;لا لحكم العسكر.. لا حكم المرشد.. لا لحكم شفيقquot;، quot; يا نهار أسود على التهييس يقتل أخويا وإبني ويبقى رئيسquot;. واتخذت التظاهرات شكلاً عنيفاً في محافظة بني سويف، حيث خرج المئات مرددين هتافات ضد شفيق، ونظم أنصاره تظاهرة مضادة، وسرعان ما تطورت إلى مشاجرة تبادل فيها الطرفان إلقاء الحجارة، وطلقات الرصاص، قبل أن يتدخل الأمن لفضها، وتتدخل كبار العائلات لعقد صلح بينهما.
التعليقات