القاهرة: تقف القوى الثورية بمصر أمام خيارين كلاهما صعب، بعد صعود مرشح جماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد مرسي و الفريق أحمد شفيق، آخر رئيس وزراء بنظام مبارك، لجولة الإعادة بالانتخابات الرئاسية، حيث تخشي القوى الثورية من سيطرة تيار أوحد على جميع السلطات بنجاح الأول، أو إعادة إنتاج النظام القديم بنجاح الثاني، إذا ما انتهت النتيجة الرسمية على المرشحين.

كما يعيش المرشحون أيضاً أصعب لحظاتهم، حيث تبحث جميع القوى السياسية المنتمية للتيار المدني، التكتل أمام شفيق، حتى وان دفعها ذلك إلى التحالف لدعم مرشح الجماعة، التي لم تستطع بكامل قوتها دعم مرشحها، سوى بنسبة 25 في المائة فقط من أصوات الناخبين، ما يمكن أن يدفع الجماعة لقبول ضغوط القوى المدنية، فيما يخص تشكيل تأسيسية الدستور وحقوق المرأة والأقباط.

وقال المتحدث الرسمي لحزب quot;الحرية و العدالةquot;، الذراع السياسية لجماعة quot;الإخوان المسلمونquot;، محمود غزلان، إن مرشح الجماعة لا يجد صعوبة بموقف الإخوان بالانتخابات، كما أكد أن الجماعة لا تقبل بضغوط، ولكنها تقبل بالتفاهم لحل مشاكل مصر.

وأشار غزلان، في تصريحات لـCNN بالعربية، إلي إصدار البرلمان لقانون انتخاب أعضاء تأسيسه الدستور، لافتا إلى تأكيدات كثيرة للجماعة على الدولة المدنية وحقوق المرأة والأقباط، فضلاً عن دعمها أيضاً للعديد من القوى السياسية الأخرى بانتخابات مجلسي الشعب والشورى ولجان البرلمان، على حد قوله.

قال وكيل حزب quot;التحالف الشعبي الاشتراكيquot;، الدكتور عبد الغفار شكر، إن تحالف بعض القوى الثورية مع جماعة الإخوان لدعم مرشحهم الدكتور محمد مرسي، سيكون في مصلحة الشعب لمواجهة quot;فلولquot; النظام السابق، وعلى رأسهم المرشح الرئاسي أحمد شفيق.
وأضاف شكر أن الجماعة يجب أن تقبل بالتحالف مع تيارات مدنية حتى تستطيع إنجاح مرشحها، الذي لم يحصل سوى على 25 في المائة من أصوات الناخبين بالجولة الأولي.

غير أن القيادي اليساري أكد أن دعم مرشح الإخوان يجب أن يكون مشروط بضمانات تنفذها قبل الانتخابات، لحماية الدولة المدنية، حتى يتم تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور، وتكون ممثلة لجميع طوائف الشعب المصري، بالإضافة لإقرار عدد من القوانين في صالح الدولة المدنية والنقابات العمالية.

وأضاف شكر أن على الجماعة ومرشحها القبول بتشكيل حكومة ائتلافية، واختيار نواب الرئيس لممثلين عن للتيار المدني، موضحاً أنه في حال تنصلها عن مبادئ الدولة المدنية بعد الانتخابات، فإن القوى السياسية سيكون لها ضغوط أخرى في الشارع المصري.

من جانبه، قال منسق quot;حركة 6 أبريلquot;، أحمد ماهر، إن الحركة لم تقرر موقفها بعد سواء بالمقاطعة أو المشاركة بالانتخابات الرئاسية، إذ أنها بين خيارين كلاهما صعب، بالنسبة للمرشحين اللذين سيخوضان الإعادة، كما تنتظر فصل اللجنة العليا للانتخابات بالطعون المقدمة ضد الفريق شفيق، بالعزل السياسي، والتزوير بالانتخابات، وصدور النتيجة النهائية.

غير أن ما هر أكد علي وجود نقاشات بين الحركة وعدد من الائتلافات الثورية، لتحديد موقفهم من الانتخابات، في ظل موقف جماعة الإخوان المسلمين، quot;الذي لا يسمح بالغرورquot;، على حد وصفه، بعدما حققت فقط نحو 25 في المائة من إجمالي أصوات الناخبين، مقارنة بمرشحي القوى الثورية الذين حققوا ما يقرب من 50 في المائة من إجمالي الأصوات.

وقال الناشط السياسي إن quot;الجماعة لا يوجد أمامها سوى التحالف مع القوى السياسية المدنيةquot;، على الرغم من عدم تحديد موقفها من هذا الأمر حتى الآن، مشيراً إلى أن جميع الأمور مطروحة، منها الخوف من احتكار السلطة، وبالتالي استحواذهم على الحكومة والبرلمان والرئاسة، وإظهار الوجه الآخر بالتنصل من كافة الضمانات التي يمكن التوصل إليها، وبالتالي أيضاً إعادة تجربة quot;الحزب الوطنيquot; المنحل.

وأضاف ماهر أن مبدأ الثقة في العمل السياسي يُعد quot;مبدأ ساذجquot;، حيث دأب المجلس العسكري والإخوان المسلمين علي تشويه الحركة وتخوينها، مشيراً إلي ما أعلنته الأخيرة من قبل عن جملتها الشهيرة quot;مشاركة لا مغالبةquot;، ثم سعيها للاستحواذ على كافة السلطات وإقصاء الآخرين.

كما أكد أن الحركة والقوى الثورية لا يمكنها التحالف مع شفيق quot;رجل مباركquot;، ولكن يمكن أن تتحالف مع جماعة الإخوان المسلمين، خاصة وأن الخلاف معها تفاوضي وسياسي فقط، مشدداً على أنها تراعى في نقاشها حقوق الأقباط و المرأة والانتهاء من تشكيل لجنة تأسيسية الدستور.

وفيما لفت ماهر إلى احتمال موافقة حمدين صباحي على التحالف مع الإخوان رغم ناصريته، خاصةً وأنه سبق أن تحالف معهم بانتخابات مجلس الشعب، فقد أكد رئيس حزب quot;الكرامةquot; الناصري، محمد سامي، أن التحالف مع مرشح جماعة الإخوان يخضع لتقدير كل تجمع أو قوى أو ائتلاف ثوري ورؤيتهم بشأن المشاركة.
وأضاف أن قرار الحزب يخضع إلي المكتب السياسي الذي سينعقد خلال ساعات، لدراسة ما هو مطروح خلال الفترة المقبلة، مشدداً على أن مسالة انضمام صباحي لمن سيكون له موقف معه لم تحسم حتى الآن رسمياً.