طرابلس: علن جان ماري غيهينو مساعد الموفد الدولي والعربي الى سوريا كوفي انان الاربعاء انه يتوقع من السلطات السورية القيام بquot;خطوات ملموسةquot; لوقف اعمال العنف واطلاق سراح المعتقلين وتسهيل ادخال المساعدات الانسانية، كما دعا المعارضة الى الموافقة على الحوار.

وجاء كلام الدبلوماسي الفرنسي غيهينو في تصريحات ادلى بها الى وسائل الاعلام في جنيف بعد ان كان خاطب اعضاء مجلس الامن في نيويورك عبر دائرة فيديو مغلقة عن تطورات الوضع في سوريا.

وقال غيهينو quot;بعد 15 شهرا من اعمال العنف وحدها الاجراءات القوية يمكن ان يكون لها تأثير. ان الخطوات الدبلوماسية الصغيرة لا يمكن ان تكفيquot;.

واضاف quot;على الحكومة السورية ان تقوم بخطوات كبيرة ليس لاقناع المجتمع الدولي فحسب، بل ايضا وهذا هو المهم، اقناع الشعب السوري بانها مستعدة لسلوك منحى آخرquot;.

واضاف غيهينو الذي كان رئيسا لعمليات حفظ السلام في الامم المتحدة بين عامي 2000 و2008 quot;لا بد ان يترجم ذلك بخطوات ملموسة واساسية تتعلق بوقف العنف والاهتمام بمسألة المعتقلين والمساعدات الانسانيةquot;، مضيفا quot;لا بد من الحكم على الافعالquot;.

كما دعا غيهينو المعارضة الى التخلي عن العنف. وقال quot;على كل السوريين ان يقنعوا انفسهم بان الاسلحة لا يمكن ان تحمل حلا. وحدها المفاوضات السياسية مثل تلك الواردة في خطة النقاط الست (خطة كوفي انان) يمكن ان تقيم سلام فعليا واستقرارا في البلادquot;.

واضاف quot;ان عسكرة النزاع ستحمل عذابات هائلة الى السوريينquot;.

وشدد على اهمية تبيان الحقائق لمعرفة ما حصل في الحولة حيث قتل الجمعة الماضي اكثر من مئة شخص بينهم نحو خمسين طفلا بحسب الامم المتحدة.

ودعا غيهينو مجلس الامن الى الوحدة واجراء quot;محادثات استراتيجيةquot; لتجنب الحرب الاهلية في سوريا.

وحول دعوة مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة الى الانعقاد في جنيف الجمعة، قال غيهينو quot;سنتابع ما سيحصل في مجلس حقوق الانسان باهتمام كبير لان هذه الهيئة مهمة للغاية والحقيقة التي يمكن ان تتبينها يمكن ان تكون مهمة للغايةquot;.

هذا فيما تهمت المعارضة السورية القوات السورية بقصف بلدة الحولة مجددا مساء الاربعاء ودعت مراقبي الامم المتحدة الى التوجه الى هذه البلدة في وسط سوريا، التي كانت مسرحا لمجزرة الجمعة الماضي اودت بحياة اكثر من مئة شخص.

واتهم المجلس الوطني السوري المعارض في بيان quot;النظام المجرم بقصف بلدة الحولة مستخدما الدبابات والمدفعيةquot;.

وقال البيان ان quot;الاهالي وجهوا نداء استغاثة نتيجة الهجوم الوحشي الذي يشنه النظام على البلدة، بعد أن قام بسحب الحواجز العسكرية المحيطة بها، مما يوحي عادة ببدء مرحلة من الهجمات الصاروخيةquot;.

كما دعا المجلس quot;فريق المراقبين الدولي إلى سرعة التحرك نحو الحولة وممارسة الضغط على النظام لوقف عمليات القصف وحماية من تبقى من المدنيين فيهاquot;.

من جهته نقل المرصد السوري لحقوق الانسان ان quot;اعمدة الدخان تتصاعد من بلدة تلدو بمنطقة الحولة وتترافق مع استمرار سقوط قذائف على البلدةquot; مضيفا ان البلدة quot;تشهد حالة نزوح باتجاه البلدات الاخرى بمنطقة الحولة تخوفا من مجزرة جديدةquot;.

وحسب الامم المتحدة فان المجزرة التي وقعت في الحولة الجمعة الماضي اوقعت 108 قتلى بينهم 49 طفلا.

وقال مسؤول في الامم المتحدة ان قسما من القتلى سقطوا بسبب القصف المدفعي في اشارة الى مسؤولية القوات النظامية السورية، في حين اوضح ان القسم الاخر قتلوا بالسلاح الابيض او بالرصاص عن قرب quot;ما يرجح ان يكونوا من الشبيحةquot; الموالين للنظام.

وأوقفت القوات السورية الاربعاء لبنانيين كانا عائدين الى قريتهما القريبة من الحدود ما اثار غضب السكان كما اعلن مسؤولون.

واوضح مسؤول محلي ان اللبنانيين وهما مسلمان، احدهما علوي والاخر سني، كانا عائدين عن طريق البر الى قريتهما العبودية (شمال) على الحدود السورية اللبنانية عند توقيفهما لكنه لم يتمكن من توضيح اسباب اعتقالهما.

كما لو يوضح ما كان اللبنانيان يفعلان في سوريا التي تشهد منذ اذار/مارس 2011 حركة احتجاج شعبية يواجهها نظام الرئيس بشار الاسد بالقمع.

لكن المسؤول اشار الى ان خبر اعتقالهما اثار غضب سكان القرية.

جنود سوريون قرب الحدود اللبنانية

واوضح مسؤول امني اخر quot;انهم احرقوا اطارات واقفلوا الطريق المؤدية الى الحدودquot;. وقال quot;ان بعض المحتجين مسلحونquot;.

ولبنان الذي ظل تحت الوصاية السورية طيلة 30 عاما منقسم الى حد كبير بين مؤيدين ومعارضين لنظام الاسد، واعتمدت السلطات سياسة النأي بالنفس تجاه الازمة في سوريا التي تسببت مع ذلك بتوترات دامية في لبنان.

ففي منتصف ايار/مايو اسفرت صدامات مذهبية عن سقوط عشرة قتلى في طرابلس كبرى مدن الشمال اللبناني. وتوسعت المواجهات الى بيروت حيث قتل شخصان في 21 ايار/مايو بعد مقتل رجل دين سني معارض للنظام السوري على يد الجيش اللبناني.

الى ذلك خطف 11 لبنانيا شيعيا في سوريا في 22 ايار/مايو. ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن خطفهم كما نفى quot;الجيش السوري الحرquot; المعارض اي ضلوع في عملية الخطف بعد ان اتهمته الوكالة الوطنية اللبنانية للاعلام استنادا الى اقارب لهم.