يرى محللون أن الرئيس السوري بشار الاسد الذي اعلن تصميمه على إنهاء الانتفاضة ضده بأي ثمن، يستقوي بالدعم الروسي من اجل مواصلة القمع، ولو كلف ذلك البلاد حربا أهلية.


بيروت: جدد الأسد في خطاب ألقاه الاحد أمام مجلس الشعب رفضه الاعتراف بوجود حركة احتجاجية في البلاد، متحدثا فقط عن quot;تصاعد الارهابquot; وعن quot;حرب خارجيةquot; على سوريا. وقال ان quot;لا مهادنة ولا تسامحquot; مع الارهاب quot;مهما غلا الثمنquot;، مشيرا الى ان quot;المعركة فرضتquot; عليه.

وتقول انياس لوفالوا، الخبيرة في شؤون الشرق الاوسط، لوكالة فرانس برس إن الاسد quot;يواصل السياسة التي اختارها منذ البداية، ولا خيار له غير هذه الاستراتيجية. في تفكيره انه سيتمكن من الفوز ما دام يتمتع بالدعم الروسيquot;.

وتضيف quot;انه يغرق اكثر فاكثر في إنكار الواقع. لكنها وسيلته الوحيدة ليستمرquot;، مشيرة الى أن دعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعطي بشار الاسد quot;نوعا من الطمأنينة ليتابع في السحق والقمع على هواهquot;.

ويرى المحللون ان خطاب الاسد الاخير يمهد لدورة عنف جديدة اكثر دموية خلال الاسابيع المقبلة، في وقت تتصاعد التحذيرات في العالم من حصول حرب اهلية في سوريا.

أطفال سوريون يحملون لوحات مناوئة للموقف الروسي

ويقول مدير مركز quot;بروكينغزquot; للابحاث في الدوحة سلمان شيخ quot;كان هناك الكثير من التحدي في خطاب الأسدquot;.

ويرى ان quot;مستقبل سوريا مثير للقلق جدا وقد يسوء الوضع اكثر ما لم يستفق العالمquot;.

ولم يأت الاسد في خطابه على ذكر خطة الموفد الدولي الخاص كوفي انان للسلام في سوريا بالاسم، وتجاهل، بحسب المحللين، دعوة انان له خلال زيارته الاخيرة لدمشق الى اتخاذ quot;قرارات جريئةquot; من اجل الحل.

ويقول استاذ العلوم السياسية في جامعة باري سود الفرنسية خطار ابو دياب quot;بعد 15 شهرا على بداية المأساة السورية، يبدو الرئيس بشار الأسد مصمما على الذهاب بعيدا والقول إن النصر آت لا محالة. لقد تحدث عن شعبه كعدو داخلي، وكمجموعة من المرتزقة واللصوص والمنتفعين والخاضعين لأوامر خارجيةquot;.

ويضيف quot;انان قال للاسد انه يريد افعالا لا أقوالا، الاسد رد بالاقوال انه لن يقوم بالافعال. انه يريد الاستمرار في الحرب التي اعتبرها حربا داخلية ضدهquot;.

ويرى ابو دياب ان الاسد quot;سيحاول انتهاز الوقت الضائع قبل انتهاء المهلة المحددة لخطة أنان في منتصف تموز/يوليو، عبر تكثيف العمليات العسكريةquot;، معربا عن اعتقاده ان quot;الوضع سيكون مع الأسف اكثر دمويةquot;.

وينتشر في سوريا نحو 300 مراقب دولي للتثبت من وقف لإطلاق النار أعلن، بموجب خطة انان، في 12 نيسان/ابريل. وتنتهي المهلة المحددة لمهمتهم من مجلس الامن الدولي في منتصف تموز/يوليو.

ويقول ابو دياب ان quot;الوضع في الداخل السوري يتجه نحو مزيد من الاهتراء والتعفن ويضع البلاد على شفير حرب اهلية حقيقية. لكن هذا لا يدخل في حساباته. وهو كان واضحا انه يتعامل مع ازمة ستكون طويلة، ويعتقد انه سيكون في إمكانه الحسمquot;.

وتشير انياس لوفالوا الى ان الاسد، وقبل كل شيء، يحارب من اجل عائلته الصغيرة الممسكة بالسلطة منذ اربعين عاما.

وتقول quot;فكرة الحرب الاهلية لا تردعه. يريد الحفاظ على مكتسبات عائلتهquot;.

الا ان ابو دياب يرى أن الاسد quot;كان عصبيا وبدا عليه التوتر والانفعالquot; خلال ادلائه بخطابه، ويقول quot;حاول ان يبدو متماسكا لكنه لم يكن مقنعاquot;. ويرد ذلك الى انه يشعر ربما بان الدعم الروسي لن يستمر الى ما لا نهاية.

ويقول ان الرئيس السوري quot;يعرف الروس ويعرف انهم لا يحبون الخاسرينquot;، مضيفا انه quot;يخشى من فكرة روسية يتم تداولها وتقوم على ابقاء نظام الاسد من دون الاسدquot;.

ويضيف quot;لكن اعتقادي الشخصي هو حتى لو قال له الروس انتهت اللعبة عليك ان تذهب لن يذهبquot;، معتبرا ان سيناريو الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي quot;اقرب الى عقله، وسيختار الحرب حتى النهايةquot;.

ورغم استمرارها في دعم النظام السوري، فان موسكو استبعدت في السابق تقديم الملجأ السياسي لبشار الاسد، واعلنت اخيرا ان quot;وضع حد للعنف اكثر اهمية ممن هو في السلطةquot;.

وتقول لوفالوا quot;يوم تقرر روسيا تغيير موقفها، سينتهي كل شيء عمليا، وقد يتخلى عنه الروس لمصالح اخرىquot;.

وتضيف ان الاسد quot;في سباق مع الوقت، لكنه سباق غير مجد، لانه لن يكون الرابح في النهايةquot;.