السلفيون سيحشدون ثقلهم خلف مرشح الاخوان محمد مرسي

قرر السلفيون في مصر تنحية خلافاتهم القديمة مع جماعة الاخوان المسلمين واختيار زعيم حزب الحرية والعدالة، محمد مرسي في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية المصرية، بعد أن أثارت محاولات شفيق تصوير نفسه كإسلامي معتدل، غضب الكثير منهم، واسهمت في تحشيدهم وراء مرسي.


لندن: توقع مراقبون أن يكون اندفاع السلفيين نحو تأييد مرشح الاخوان المسلمين محمد مرسي، حاسمًا في تقرير نتيجة الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية المصرية يومي السبت والأحد.

وإذ يواجه السلفيون خيارًا بين مرسي، زعيم حزب الحرية والعدالة، واحمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، فإن كثيرين منهم قرروا تنحية خلافاتهم القديمة مع الاخوان المسلمين جانبًا ورمي ثقلهم وراء اسلامي مثلهم في 16 و 17 حزيران (يونيو).

ونقلت صحيفة فايننشيال تايمز عن المسؤول التنظيمي لحزب النور السلفي في محافظة الجيزة عبد محمد قوله: quot;نحن نؤيد محمد مرسي لأنه الأقرب الى برنامجنا وأن جماعة الاخوان واحدة منا، وهم يعيشون معنا جميعًا منذ سنوات، وعانوا من النظام مثلناquot;.

ورغم آيات التأييد، فإن السلفيين اتهموا جماعة الإخوان بأنها تنظيم سري ونخبوي عازم على احتوائهم وصهر الحركة السلفية في حركتهم.

وكان حزب النور السلفي وحلفاؤه فاجأوا الجميع في الانتخابات البرلمانية اواخر العام الماضي بحصولهم على نحو ربع مقاعد البرلمان. ثم قدموا مرشحهم الخطيب التلفزيوني حازم ابو اسماعيل. وعندما استُبعد من السباق أيّد السلفيون المرشح المستقل عبد المنعم ابو الفتوح الذي جاء رابعًا في الجولة الأولى بدلاً من إعطاء اصواتهم لمرشح الإخوان محمد مرسي.

كما امتنع كثير من السلفيين عن المشاركة في الانتخابات مساهمين في هبوط المشاركة بنسبة 8 في المئة بين الانتخابات البرلمانية والجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية.

ولكنهم قرروا أن يمنحوا أصواتهم في الجولة الثانية لمرشح الإخوان لأسباب منها حملة شفيق ضد مرسي، بما في ذلك كيل الاتهامات بمشاركة الاخوان في قمع المحتجين خلال الثورة.

وقال عماد عبد الغانم، الناطق باسم حزب النور إنه quot;ليست هناك حاجة في الحقيقة لحث الناس على التصويت لمرسي بعد الأعمال الشرسة التي شهدناها من شفيقquot;.

كما يبدو أن محاولات شفيق تصوير نفسه كإسلامي معتدل، اثارت غضب الكثير من السلفيين، واسهمت في تحشيدهم وراء مرسي. وانتقده البعض لوصف نفسه بالصوفية، التي ينظر بعض السلفيين اليها على أنها خروج عن الاسلام.

وسخر آخرون من شفيق لقوله في مقابلة تلفزيونية، كما تردد، إنه ينهض كل يوم للصلاة في الساعة الثانية بعد منتصف الليل في حين أن موعد صلاة الصباح هو ساعة الفجر.

ويلاحظ مراقبون أن السلفيين ليسوا كتلة منضبطة أو متماسكة على غرار الاخوان المسلمين، ولكن تأييدهم لمرسي يمكن أن يضاهي تأييد المسيحيين وأنصار النظام السابق لشفيق.

تبدأ الانتخابات يوم السبت بعد صلاة الجمعة، مانحة خطباء المساجد ورجال الدين الآخرين الذين للكثير منهم ارتباطات بالسلفيين، فرصة في الدقيقة الأخيرة، للتأثير على اتباعهم قبل الإدلاء بأصواتهم.

ونقلت صحيفة فايننشيال تايمز عن صبري غنيم المسؤول عن إدارة مجموعة من المساجد في منطقة امبابا الفقيرة غربي القاهرة، قوله إنه لم يقل لأحد أن يمنح صوته الى مرشح بعينه، ولكنه يقول الآن للناس أن يصوتوا لمرسي. وقال quot;إن الأمة في خطر هذه المرةquot;.

وبعد أنوقف السلفيون متفرجين اساسًا في أعقاب استبعاد مرشحهم ابو اسماعيل، عادوا للمشاركة مع ناشطين ثوريين في تظاهرات حاشدة ضد شفيق في ميدان التحرير، احتجاجًا على ما كانت بنظر كثيرين احكامًا متساهلة على مبارك ووزير داخليته، وستة من كبار ضباط وزارة الداخلية.

ويبدو أن مؤيدي شفيق أدركوا الخطر الذي يمكن أن تشكله الحركة السلفية عليهم، بعد تجديد نشاطها فبادروا الى تجنيد رجل دين سلفي هو الشيخ محمد سعيد رسلان الذي يظهر على قنوات تلفزيونية موالية للنظام السابق داعيًا المؤمنين الى التصويت لشفيق. ونقلت صحيفة فايننشيال تايمز عن مسؤول في حزب النور أن رسلان معادٍ للإخوان المسلمين وأن الاعلام المعادي يستغله ويعرضه على التلفزيون quot;لتخويف الناسquot;.