يعكف اعضاء في الحلقة الداخلية للرئيس السوري بشار الأسد على إعداد خطط في السر للانتقال الى صفوف المعارضة في حال اصبحت الانتفاضة تهدد نظامه تهديدا جديا ، كما افاد مسؤولون اميركيون.


نقلت صحيفة الديلي تلغراف عنمسؤولين أميركيين قولهمان قادة عسكريين كبارا في النظام السوري يعدون quot;استراتيجيات خروجquot; ويفتحون خطوط اتصال مع الثوار لبحث قضية استقبالهم إذا انشقوا عن النظام.

وكان عقيد في سلاح الجو السوري أصبح يوم الخميس اول ضابط بهذه الرتبة يهرب مع طائرته بعدما كان في مهمة لضرب مدينة درعا ولكنه امتنع عن تنفيذ المهمة وهبط بطائرته من طراز ميغ 21 روسية الصنع في الاردن.

وقالت صحيفة الديلي تلغراف ان طياري ثلاث مقاتلات ميغ أخرى كانت تشارك في المهمة فكروا ايضا في الانشقاق ولكنهم كانوا يخشون ألا يُسمح لهم بالهبوط.
ويواجه الأسد ضغوطا شديدة منذ اندلاع الانتفاضة قبل 15 شهرا فيما أفادت تقارير أن دولا كبرى تفكر في عرض صفقة على الرئيس السوري تضمن له حصانة ضد الملاحقة مقابل تنازله عن السلطة.

وتمكن النظام السوري حتى الآن من تفادي موجة الانشقاقات الواسعة بين الدبلوماسيين التي سبقت سقوط الزعيم الليبي السابق العقيد معمر القذافي. ولكن مسؤولا اميركيا رفيعا في واشنطن قال ان عددا من أقرب المقربين الى الرئيس السوري يحضرون الآن للفرار. ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن المسؤول قوله quot;اننا نرى اعضاء في حلقة بشار الأسد الداخلية يعدون خططا للرحيلquot;.

الرئيس السوري بشار الأسد

واشتملت خطط الرحيل حتى على نقل كميات كبيرة من المال خارج البلاد الى مصارف لبنانية وصينية والاتصال بعناصر في المعارضة وبحكومات غربية.

واكدت جماعات رئيسة في المعارضة السورية انها تعمل بنشاط لإقناع الأميركيين بالمساعدة على تشجيع المزيد من الانشقاقات. وقال مصدر قيادي في المعارضة انه يعرف quot;بكل تأكيد ان هناك ضباطا ذوي رتب عالية ينتظرون اللحظة المناسبة للانشقاقquot;.
واضاف المصدر quot;لدينا اسماء اشخاص في القصر الرئاسي وهناك شائعات بأن بينهم شخصا قريبا حقا من الرئيس ونحن نتوقع ان نراه خارج البلد في وقت قريبquot;.

وكان انشقاق العقيد حسن مرعي الحمادة يوم الخميس أنعش آمال المعارضة بأن يكون انشقاقه بداية موجة من الانشقاقات. ومُنح العقيد الحمادة اللجوء السياسي بعد ساعات على هبوط طائرته في قاعدة الحسين الجوية في المفرق.

ويُعتبر سلاح الجو شديد الولاء لنظام الأسد ، وقال ناشطون في المعارضة ان انشقاق العقيد الحمادة بادرة تشير الى ان عزلة النظام الدولية المتزايدة بدأت تقوّض ولاءات الجيش.

وقال ناشط سوري لصحيفة الديلي تلغراف quot;ان الحمادة وثلاث طائرات ميغ اخرى كانت في مهمة لقصف درعا وقد خاطر بحياتهquot;. واضاف الناشط انه quot;كان هناك حديث عن انشقاقات ولكن الطيارين الثلاثة الآخرين لم ينشقوا لأنهم كانوا خائفين ولأنهم لم يكونوا متأكدين كيف سيكون استقبالهم في الاردنquot;.

وقال البيت الأبيض ان ادارة اوباما ترحّب بقرار الطيار الإقدام على عمل الصواب. واعلنت المتحدثة باسم البيت الابيض فكتوريا نولاند quot;هكذا تبدأ الأمور. ومن الواضح انها لحظة مهمة عندما يأخذ احدهم طائرة ثمنها 25 مليون دولار ويقودها الى بلد آخرquot;.

ولكن وزارة الدفاع السورية اتهمت العقيد الحمادة بخيانة وطنه وشرفه العسكري.

وكان اكثر من 100 الف سوري نزحوا الى الاردن منذ اندلاع الانتفاضة بينهم عسكريون منشقون يقيمون في مجمع حفاظا على سلامتهم ، بحسب صحيفة الديلي تلغراف مشيرة الى ان العميد مصطفى احمد الشيخ الذي هرب الى تركيا في كانون الثاني/يناير أعلى ضابط سوري رتبة ينتقل الى صفوف المعارضة حتى الآن. وفي آب/اغسطس الماضي ظهر عدنان بكور مدعي عام مدينة حماة في شريط فيديو معلنا انشقاقه عن النظام.

وقال العقيد احمد النعمة قائد قوات المعارضة في درعا ان ضباطا كبارا آخرين كانوا يخططون للانشقاق ولكنهم أُبلغوا بالبقاء في مواقعهم. ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن العقيد النعمة قوله quot;طلبنا من عدة عسكريين يخططون للانشقاق ان يبقوا ضمن المنظومة العسكرية لنتمكن من استخدامهم في الوقت المناسبquot;. وأكد quot;ان بينهم عددا من كبار القادة العسكريينquot;.

وتقول جماعات سورية معارضة ان نظام الأسد تمكن من منع حدوث انشقاقات واسعة بحملة منظمة تُستخدم فيها عائلات الدبلوماسيين والمسؤولين لابتزازهم من اجل البقاء موالين.

وتحدثت تقارير عن مراكز اعتقال فتحها النظام في دمشق حيث يُحتجز افراد من عائلات دبلوماسيين تحت مراقبة المخابرات. ويجري تشديد القوانين القديمة التي تشترط على سائر العسكريين ان يحصلوا موافقة المخابرات قبل السفر بعدما كانت هذه القوانين تُطبق شكليا حتى الآونة الأخيرة ، بحسب مصدر في دمشق.

في غضون ذلك اعلنت سويسرا انها اتصلت بفريق المبعوث الأممي ـ العربي كوفي انان الى سوريا بشأن استضافة مؤتمر دولي. وتأتي هذه الخطوة بعدما قالت مصادر بريطانية رفيعة ان الأسد يمكن ان يُعرض عليه مغادرة البلد بأمان لحضور محادثات سلام في اطار مشروع غربي يهدف الى اقناعه بالتنحي.