قطع الرئيس المصري محمد مرسي على نفسه وعوداً عدةلإنجازها في أول مائة يوم من عمر حكومته، إلا أن خبراء سياسيين يرون أن عليه إتخاذ خطوات جادة من أجل تحقيق هذه الوعود على أرض الواقع، ومنح الحكومة دفعة للأمام للإستمرار في العمل والتنمية من أجل إنتشال الإقتصاد المصري من الأنهيار. وأشاروا إلى أن هناك سبع أزمات أساسية يتحتم عليه إتخاذ إجراءات حاسمة وفورية فيها: استعادة الأمن، وعقد مصالحة مع كافة القوى الوطنية والمعارضة، ووضع خطة محددة الملامح للقضاء على البطالة، وفتح الباب أمام الاستثمارات الأجنبية، ووضع دستور جديد يضمن كافة الحقوق والواجبات، وإعادة محاكمة قتلة الثوار، وتشكيل حكومة جديدة تضم كافة القوى الوطنية.

إستعادة الأمن
ووفقاً للواء محمد حماد، الخبير الأمني، فإنه يجب على الدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية، أن يجعل استعادة الأمن في الشارع المصري أولى خطواته خلال المائة يوم الأولى من فترة رئاسته، مشيراً إلى أن إٍستعادة الأمن له الأولوية رقم واحد، ولأنه سيسهل عليه تحقيق كافة مطالب الشعب بعد ذلك، كأول طريق للاستقرار الذي منه يبدأ العمل الجاد حسب قوله، مضيفًا: quot;إذا استطاع مرسي إعادة الأمن في أول مائة يوم يكفيه ذلك ليكون رئيسًا جيدًا لمصر، لأن الأمن المصري أصبح ضعيفًا، وهذا ما لعب عليه الفريق شفيق وجعله يأخذ صوت 12 مليون مصري عندما وعد باستعادة الأمن في 24 ساعةquot;.

وأضاف حماد لـquot;إيلافquot; أنه الى جانب الأمن يجب على الرئيس في المائة يوم الأولى من رئاسته عقد مصالحة مع كافة القوى الوطنية والمعارضة أيضًا، ووضع خطة محددة الملامح للقضاء على البطالة، وفتح الباب أمام الاستثمارات الأجنبية في مصر لرفع مستوى الاقتصاد المصري، مؤكدًا على أن quot;مرسيquot; بصدد الدخول للتاريخ من quot;أوسع أبوابهquot; ، إذا جعل هذه الأشياء وعلى رأسها الأمن أهم أولوياته خلال المائة يوم الأولى من رئاسته.

المصالحة الوطنية
وقال الدكتور شريف صادق، عضو إئتلاف شباب الثورة، إنه يجب على الرئيس عقد مصالحة مع كافة القوى الوطنية والإنسلاخ عن جماعة الإخوان المسلمين، وإثبات أنه رئيس لكل المصريين وليس للإخوان فقط، وأضاف لـquot;إيلافquot; أنه يجب على رئيس الجمهورية أن يبدأ فترته الرئاسية، باستعادة الأمن للشارع المصري وتوفير قوت المواطن في المائة يوم الأولى لرئاسته، لأنه لا يمكن للمواطن المصري العيش أكثر من شهر من دون هذين الشيئين. ولفت الشريف إلى أن المواطن المصري قلق جدًا بشأن أمنه ولقمة عيشه، وأن ذلك ما جعله ينتظر الانتخابات الرئاسية بـquot;فارغ الصبرquot; منذ ثورة 25 يناير، مؤكدًا على أنه من دون استعادة الأمن وتوفير لقمة العيش للمصريين، لن تنفع الرئيس شعارات ولا هتافات.

الدستور
وقال الدكتور ثروت بدوي، أستاذ القانون الدستوري في جامعة القاهرة، إن مفتاح نجاح رئيس الجمهورية في المائة يوم الأولى من رئاسته هو الدستور، وارجع ذلك إلى أن الانتخابات الرئاسية في جولة الإعادة كانت قائمة على الخوف، فكل من صوت لـquot;مرسيquot; كان خائفًا من quot;شفيقquot; والعكس حسب قوله، مؤكدًا لـquot;إيلافquot; أن وضع دستور جديد هو الضمان الوحيد لإزالة هذه المخاوف وحفاظ الرئيس على تعهداته، وحفظ الحقوق الإنسانية والشخصية، وحفظ الاتفاقيات والمعاهدات الدولية لحفظ السلام، وحقوق الأقباط، وحريات الإعلام، لأنه الآلية الوحيدة للحفاظ على حقوق المصريين وضمان لحريتهم، وأشار إلى أن رئيس الجمهورية قادر على حل مشكلة الأمن في اقل من مائة يوم، إذا عيّن وزيراً للداخلية لديه مقومات النجاح مثل، الخبرة، والكفاءة، والصبر، وحب العمل، مضيفًا: quot;يجب على مرسي الى جانب استعادة الأمن، أن يعيد محاكمة قتلة الثوار في المائة يوم الأولى من رئاسته، لأنها كانت أهم الأسباب التي جعلت المصريين يصوتون له، وعليه أيضًا البعد عن جماعة الإخوان المسلمين والاستقالة من الحزب ليثبت حياديتهquot;.

تشكيل الحكومة
وحسب وجهة نظر الدكتور جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة حلون، فإن رئيس الجمهورية أمامه، خلال المائة يوم الأولى من رئاسته، مشكلتان ذات أهمية كبيرة لصعوبتهما على حد قوله، وهما مشكلة الأمن، وتشكيل حكومة جديدة تضم كافة القوى الوطنية، وأوضح لـquot;إيلافquot; أنه إذا استطاع الرئيس حل هذه المشكلات في أول مائة يوم من رئاسته سيكسب ثقة الناس وتأييدهم. وأضاف أن عدم قدرة الرئيس على تحقيق كافة المطالب الفئوية، ورفع مستوى الاقتصاد، والتعليم والصحة، والغذاء، وحل كافة المشكلات التي خلفها نظام استمر أكثر من ثلاثين عامًا في مائة يوم،فإن ذلك سيجعله يفقدثقة الناس.مطالبًا كافة القوى الوطنية والشعب المصري بالوقوف يدًا واحدة وراء الرئيس ومساعدته لحل جميع مشكلات الوطن، والتحلي بالصبر وإعطائه فرصة مما لا يقل عن عامين قبل الحكم عليه وعلى أدائه.