مكسيكو: تشكل أعمال العنف المرتبطة بتجارة المخدرات وانتشار الفقر التحديين الاكبرين اللذين سيواجههما الرئيس المكسيكي الجديد انريكي بينيا نييتو، بحسب محللين.
وبعد خسارته السلطة في انتخابات العام 2000 بعد ان حكم البلاد طيلة 71 عاما دون منازع وسط شبهات بالفساد وشكاوى من القمع، عاد الحزب الثوري المؤسساتي مع مرشحه لانقاذ البلاد التي ارهقتها الحملة الامنية ضد تجارة المخدرات والتي اطلقها الرئيس فيليبي كالديرون واوقعت اكثر من 50 الف قتيل في غضون خمس سنوات.
وصرح خافيير اوليفا خبير الشؤون الامنية في الجامعة الوطنية المستقلة للمكسيك ان quot;التحدي الاهم هو اعادة احلال السلام في المجتمع في المناطق الاكثر تاثرا باعمال العنف في المكسيكquot;. وتابع ان quot;الامر لا يمكن ان يستمر على هذه الحال، فبعض المحللين يرون ان الامر يمكن ان يشكل مشروعا لعام او عامين، لكن برايي لا يمكننا الانتظار ولا حتى لعام واحدquot;.
واعتبر نيكولاس لاتسو خبير الانتخابات في كلية اميركا اللاتينية للعلوم الاجتماعية ان المسالة تقوم على معرفة ما اذا كان الحزب الثوري سيعيد تحديد استراتيجية مكافحة المخدرات او سيكتفي فقط بتعديلها او انه سيقوم بتغيير جذريquot;. وفي خطابه الاول بعد اعلان فوزه مساء الاحد، اشار بينيا نييتو الى quot;استراتيجية جديدةquot; لمكافحة الجريمة المنظمة. لكن السؤال هو هل يستبق الامور لابعاد الشبهات بان الحزب الثوري يريد مهادنة مع العصابات.
وعلى هذا السؤال رد بينيا نييتا قائلا quot;لنكن واضحين: ازاء الجريمة المنظمة لن تكون هناك معاهدة او هدنةquot;. الا ان بعض المحللين يعتبرون ان هناك ميولا للتفاض مع كارتيلات الجريمة المنظمة. وقال كارلوس غالوغو الاستاذ في الجامعة المستقلة في المكسيك quot;هذه مشكلة خطيرة جدا والجميع سيتابع الوضع عن كثبquot;. وتابع quot;اعتقد انهم سيسعون الى اجراء مفاوضات محلية مع مهربي المخدرات لتهدئة الوضعquot;.
ويشاطر هذا الراي هاورد كامبل خبير شؤون المكسيك في جامعة تكساس، في ال باسو. الا ان كامبل اشار الى ان مثل هذه المفاوضات ستستثني كارتيل quot;زيتاquot; المجموعة الاجرامية الاكثر عنفا في المكسيك والتي تضم نخبة من العسكريين السابقين من الجيش. وقال كامبل quot;لا يمكن التفاوض مع عصابة زيتا لا بد من هزيمتهمquot;.
ومن اسباب هزيمة حزب العمل الوطني بزعامة كالديرون ايضا عجزه عن الحد من تزايد الفقر الذي يشمل 46% من السكان، بحسب ارقام رسمية. واعتبر لاتسو ان الحكومة المستقبلية في المكسيك عليها quot;العمل بعمق اكبرquot; على مسالة السياسات التي يجب تطبيقها لمكافحة الفقر quot;لانها مسالة في غاية الاهميةquot;.
وركز بينيا نييتو قسما كبيرا من حملته الانتخابية على التعهد بتامين quot;دخل مناسب لجميع المكسيكيينquot;، واقامة نظام وطني للضمان الاجتماعي. ومن الاجراءات التي دعا اليها لتحقيق ذلك تحسين نظام الضرائب في البلاد التي تنتمي الى منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية حيث تعتبر الضريبة الالزامية من الاقل نسبة مع 21% من اجمالي الناتج الداخلي في مقابل معدل بـ36% (33,5% في البرازيل في 30,7% في الارجنتين).
واشار راوول فيليس الباحث في مركز الابحاث والعلوم الاقتصادية الى انه quot;لاجراء تعديل لا بد من سياسة قوية واجماع وتحالفquot; حكومي quot;يمكن ان يحصل على تصويت (في البرلمان) على الاصلاحات وهو ما عجز عن تحقيقه كالديرونquot;.
التعليقات