أكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أن بلاده متخوفة من تأثيرات تسليح المعارضة والنظام في سوريا على أوضاعها الداخلية أمنيًا وسياسيًا واعتبر مؤتمر جنيف الاخير بداية للتغيير في سوريا، وأشار إلى أن مسلحي القاعدة يتدفقون الآن من العراق على سوريا، وقال إن العراق سيحتضن قريبًا مؤتمرين دوليين حول الارهاب والمعتقلين والاسرى الفلسطينيين في اسرائيل.


قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري خلال مؤتمر صحافي في بغداد اليوم إن هناك إحباطًا لدى المجتمع الدولي من تصاعد عمليات العنف والقتل في سوريا، إضافة إلى أنّ جميع الحلول العربية والدولية قد فشلت في وضع حد لهذا الامر.

وشدد على أهمية العمل لعدم انتقال العنف من سوريا الى دول المنطقة موضحًا أن مواقف العراق متوازنة من هذه الاوضاع وهي نابعة من مقررات القمة العربية التي عقدت في بغداد في اذار (مارس) الماضي، والتي تؤكد على عدم تطلعات الشعب السوري في الحرية والديمقراطية والتداول السلمي للسلطة والتمسك بالحوار السلمي وتداول السلطة.

وأشار زيباري إلى أنّ مؤتمر جنيف الدولي الذي عقد مؤخرًا حول سوريا خلق تحالفًا دوليًا جديدًا لوقف العنف والقتل في سوريا واطلاق المعتقلين والسماح بحرية الاعلام في التنقل لكنه لم يتفق على رحيل الاسد وانما أشار الى اهمية الانتقال السلمي للسلطة هناك.

وأوضح أن أوضاع المؤتمر لم تكن مريحة وكانت هناك مناوشات ومواقف متباينة. وقال إن شكل الحكومة المقبلة في سوريا يقرره السوريون شرط تمثيلها لجميع مكونات الشعب واقلياته في نظام تعددي ديمقراطي يحترم حقوق الانسان والقضاء والانتقال السلمي للسلطة.

وحول تأثر الاوضاع في سوريا على العراق، أشار زيباري إلى أنّ في العراق مخاوف من تأثير هذه الاوضاع عليه أمنيًا وسياسيًا لذلك فإنه معني بما يجري في سوريا وضرورة درء مخاطر امتداد النزاع الى الدول المجاورة. وأشار في هذا السياق الى تصاعد التوتر بين سوريا وتركيا والمناوشات على الحدود السورية اللبنانية.

وحول موقف العراق من النظام في سوريا فيما اذا استلمت المعارضة السلطة أوضح زيباري أن للعراق حاليًا علاقات مع المعارضة ودعاها الى بغداد للحوار، مشيرًا إلى أنّ علاقات بلاده ستكون انذاك مع الشعب السوري ومن يمثله فليس للعراق حساسية في هذا الامر. وفيما اذا كان يعتقد أن النموذج اليمني يصلح لحل الازمة في سوريا استبعد زيباري ذلك، مشيرًا إلى أنّ الرئيس الاسد لا يمكن أن يتنازل عن السلطة بسهولة وبالشكل الذي تنازل فيه الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.

واكد زيباري انتقال مسلحي القاعدة من العراق الى سوريا حاليًا، وقال إنه بعد التغيير في العراق فقد حذّر العراق سوريا من مخاطر انتقال عناصر القاعدة من اراضيها اليه لتنفيذ عمليات ارهابية، لكن الامر انعكس الآن وحيث القاعدة الراحلة من العراق بدأت تلعب دورًا في العمليات المسلحة في سوريا مدعومة بعمليات تمويل كبيرة من خلال الابتزاز والاختطاف والصفقات التي وصفها بالجهنمية لكنه لم يوضح مصادرها. وقال إن القاعدة تستفيد من الفوضى الحاصلة في سوريا التي تنشط على اراضيها المجموعات المسلحة والشبيحة وكلها امور تخلق مرتعًا لتنظيم القاعدة وبيئة مناسبة للعمل.

وحول خطط الخارجية العراقية المستقبلية أوضح زيباري أن بلاده تعد لعقد مؤتمرين دوليين في بغداد الاول حول الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية والآخر حول الارهاب والاجراءات اللازمة لمواجهته بعد أن بدأ يضرب العديد من الدول العربية. واضاف أن العراق سيرسل وفدًا فنيًا الى الصومال وجيبوتي وجزر القمر لتنفيذ أو المساهمة في مشاريع اعمار فيها... كما أنه يتم الاعداد الآن لمؤتمر حول كتابة الدستور في دول الربيع العربي.

وتوقع زيباري خروج العراق من تبعات الفصل السابع لميثاق الامم المتحدة اواخر العام الحالي بعد الاتفاق مع الكويت على ملف المفقودين والاسرى والممتلكات المنهوبة لكنه أوضح أن مسألتين ستبقيان مثار البحث تتعلقان بترسيم الحدود المشتركة وتعويضات الغزو العراقي للكويت عام 1990. واكد أن العراق والولايات المتحدة قد اتفقا على اعادة الارشيف اليهودي العراقي المنقول الى الولايات المتحدة.

وقال مسؤولون عراقيون خلال الاشهر الماضية إن هناك حركة تهريب للسلاح والمقاتلين باتجاه سوريا التي كانت تتهم في السابق بأنها قدمت دعمًا ماليًا وعسكريًا ولوجستيًا لجماعات quot;جهاديةquot; متمردة في العراق. وتشترك سوريا مع العراق بحدود تمتد لحوالي 600 كلم، يقع اكثر من نصفها تقريبًا في محافظة الانبار الغربية المحاذية لسوريا.