تواجه الكثير من الآثار في قطاع غزة خطر الاندثار، في ظل قلة الإمكانية المتوفرة لدى الفلسطينيين هناك فيما اختفت بعض الآثار فعليًا عن الخارطة بفعل عامل الزمن، كما أن شكاوى المواطنين لا تتوقف بسبب قلة الأماكن السياحية التي يمكن أن يتوجهوا إليها خاصة في فصل الصيف. وكباقي دول العالم يحلم الغزيون أن تكون لهم مدن مليئة بالآثار القديمة التي تجمع بين الأصالة والتراث القديم .


بعض الفسيفساء تزين الأماكن، بعضها يعود إلى آلاف السنين والأخرى تحمل نقوشًا رومانية تجذبك كزائر سائح لتتعرف على قصة العراقة والإبداع في ذلك الزمان.
الأماكن الأثرية القليلة في غزة تروي حكاية من حكمها عبر أزمنة طويلة من العصور، فكل زاوية تشهد معركة أو تسجل انتصارًا أو حكاية فن أبدع في نقشه الإنسان .

على مقربة من أقدم الأحياء في مدينة غزة وقفت تلتفت يمينًا ويسارًا تستفسر عن quot;متحف قصر الباشاquot; اقتربت مراسلة إيلاف وسألتها عن السبب الذي دفعها لزيارة الأماكن التراثية .
أمل محمد، quot;تعبر لـ إيلاف عن سعادتها بوجود مثل هذه الأماكن الجميلة في غزة، وتتابع quot;أشعر بالفخر وأنا أزور متحف قصر الباشا الذي يحمل العراقة والفن، فهو ليس مجرد مكان نرتاده متى شئنا لكنه يحمل الإبداع الذي خلفه القدماء من الرومان وغيرهم من المسلمين الذين دخلوا الى مدينة غزة وأسسوا فيها هذه الآثار.

قصر الباشا الأثري من الداخل

وتشير quot;أشعر بالحزن الشديد فالأماكن التراثية السياحية قليلة جدًا وهي تكاد تكون معدودة، وعدد الآثار ربما يكون محدودًا، لكن عمليات التنقيب التي نسمع عنها تشير إلى وجود آثار جديدة في حال تم اكتشافها سيكون لغزة موقع لا بأس به في عدد الاثار. وتختم بالقولquot;أمنيتي أن تكون لنا دولة مستقلة وأن نجمع ما تبقى من آثار ونروجها للعالم من اجل أن تخرج غزة من قالب التقوقع الذي تعيش فيه بفعل الانقسام .

حكاية اتصال روحي...
أما الشاب محمد الذي يسكن الى جانب أحد الأماكن التراثية فيقول quot;منذ طفولتي وأنا أعيش في حي الدرج والذي لا يبعد أيضًا إلا القليل عن المسجد العمري الكبير الذي يعد أيضًا من أكثر الأماكن جمالاً وتراثًا .
بيني وبين هذه الأماكن حكاية اتصال روحي، فهي ليست مجرد جدران ولا مجرد كلمات ورسوم منقوشة هنا وهناك، هي أشياء خالدة يجب أن نعتني بها جيدًا.

ويتساءل الشاب محمد عن دور المؤسسات العالمية في جلب المتخصصين في الآثار والسياحة من أجل التنقيب عن أماكن جديدة اندثرت في غزة لكن كل الشواهد تثبت أنها موجودة.

مبينًا أن الكثير من الآثار تم اكتشافها مؤخرًا كتل أم عامر وغيرها التي تعني الكثير بالنسبة للفلسطينيين .

يجب تفعيل دور الجهات المختصة

وترى الشابة quot;غديرquot;أن الآثار في غزة نكاد لا نسمع عنها شيئا فهي لا تذكر في نشرات الأخبار وغيرها، بالإضافة أنها شبه معدومة ربما السبب قلة وعي الشباب والمجتمع الفلسطيني بوجود هذه الأماكن التاريخية المهمة لتوثيق الكثير من الأحداث .

وتضيف:quot; فمثلا منذ أيام قليلة تم وضع كنسية المهد في بيت لحم في الضفة الغربية ضمن لائحة التراث العالمي، فلماذا لا يكون هنالك منقبون عن الآثار في مدينة غزة واعتبار بعض الأماكن كقصر الباشا وغيره بقعة من بقاع السياحة التي يلجأ إليها السيّاح من مختلف دول العالمquot;.

منوهة أنه يجب أن يكون هنالك تفعيل لوزارة السياحة في الحكومة المقالة في قطاع غزة ويتم من خلالها التنسيق مع باقي الوزارات السياحية في العالم العربي.

ايلاف التقت مع المسؤولين في قطاع غزة لمعرفة أبرز الآثار الموجودة وعددها وكيفية اكتشافها.
وتقول هيام البيطار مسؤولة الآثار في وزارة السياحة في حكومة غزة المقالة لـquot;إيلافquot;، quot;إن لدينا حوالي 22 معلمًا أثريًا موزعة تقريبًا على كل المناطق في مدينة غزة.
أبرز هذه الأماكن الأثرية يتمثل في متحف قصر الباشا، والجامع العمري، وسوق القيسارية، وحمام السمرة ، والكنيسة البيزنطية وهناك الكثير من الأماكن الموجودة التي لا نعرف عنها الكثير بسبب اندثارها.

ولدى سؤالمراسلة quot;ايلافquot; لها عن عمليات التنقيب،تقول quot;هذه العمليات قمنا بها منذ فترة من الزمن وقد أظهرت نتائج كثيرة واكتشفنا على إثرها العديد من الأماكن الجديدة بالإضافة إلى سلسلة من القطع المعدنية التي تعود جذورها إلى عصري الروم والبيزنطيين الذين حكموا فلسطين، وفي هذا دلالة على أن فلسطين وغزة تتمتعان بوجود الآثار المتعددة والتي تهدف إلى اعتبار مدينة غزة جزءًا سياحيًا كباقي مدن العالم.

وتجيب عن سؤال quot;ايلافquot; عن أبرز ما تم اكتشافه أثناء عمليات التنقيب: quot;هنالك تل أثري يمتد عمره الزمني إلى العصر اليوناني، أي أن التاريخ لهذا التل يعود إلى(332 ق.م *_ 63 ق.م).
وتتابع:quot;أيضا عثرنا على 1000 قطعة نقدية تعود للعصور الرومانية وعلى عدد كبير من الفخار والقطع الطينيةquot;
وعن عمليات التنقيب، تضيف: هذه العمليات هدفها التنبيش عن كثير من الآثار التي اندفنت بسبب تغيّر البيئات الطبيعية والزلازل التي تحدث ، ومن المهم بمكان أن نذكر أن هذه العمليات تكون ضمن دائرة علمية بهدف الكشف عن أثر لمكان سياحي ماquot; .

وتضيف:quot; فقلة الأماكن السياحية تجعلنا نقلق وعمليات البحث والتنقيب مستمرة حتى يتم العثور على أماكن نسجلها كأفضل وأجمل الأماكن الأثرية حول العالمquot;.

ويطمح الغزيون إلى الارتقاء بأماكنهم السياحية وجذب أنظار المهتمين والسيّاح حول العالم نحو البقعة الصغيرةquot;غزةquot;، التي تحتوي على العديد من الآثار المهمة والمميزة.