تسعى دول المغرب العربي الى إعادة تفعيل اتحادها الذي تأسس في العام 1989 انطلاقاً من مسألة الأمن في المنطقة، في ظل التطورات التي شهدتها المنطقة العربية، بما فيها بعض دول المغرب العربي.


الجزائر: شدد وزراء خارجية المغرب العربي الاثنين على ضرورة العمل على سياسية أمنية مشتركة، وذلك اثر اجتماع مخصص لمسألة الامن في المنطقة.

وقال الوزير الجزائري المنتدب للشؤون الأفريقية والمغاربية عبد القادر مساهل لفرانس برس إن quot;المهم هو أنه للمرة الاولى، يجتمع وزراء خارجية لتصور استراتيجية مشتركة في مسألة الامنquot;.

واضاف: quot;نحن معنيون بالاحداث التي تجري في دول المغرب. لقد حصلت تقلبات كانت لها بضعة مفاعيل على الصعيد الامنيquot;، داعيًا الى تحسين التنسيق بين دول المغرب لمواجهة التحديات الامنية.

وعند افتتاح الاجتماع، ذكر وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي بـquot;التحديات الحاليةquot; التي تتطلب quot;المزيد من الجهود لصالح تعزيز التعاون الثنائي والاقليميquot;.

دول المغرب العربي تسعى الى تفعيل اتحادها المجمد

وقال مدلسي في افتتاح الاجتماع الذي شارك فيه وزراء خارجية المغرب وتونس وليبيا وموريتانيا quot;سنعمل على تشخيص المخاطر التي تهدد الأمن في منطقة المغرب العربي والخروج بمفهوم موحد للتهديدات التي تشكل مصدر الخطر والعمل على بلورة رؤية متكاملة ومتجانسة لتعاون مغاربي يقوم على أسس جدية وفعالةquot;.

واضاف أن quot;النشاط الارهابي في منطقة المغرب العربي يمثل تهديداً كبيراً على الامن والاستقرارquot; الاقليميين.

وتحتل مسألة الامن موقعاً اساسياً من ضمن هذه التحديات.

وتأسس اتحاد المغرب العربي في 1989 وهو يضم الجزائر والمغرب وتونس وليبيا وموريتانيا، لكنه ظل معطلاً بسبب الخلافات الجزائرية المغربية حول النزاع في الصحراء الغربية.

وقد أكد البيان الختامي للاجتماع بحسب وكالةالأنباء الكويتية علىأن quot;الارهاب والجريمة المنظمة بما فيها الاتجار بالمخدرات والأسلحة والبشر والهجرة غير الشرعية والجماعات المسلحة الاجرامية وتمويل الارهاب بكل أشكاله وما بينها من علاقات وثيقة متلازمة، فضلاً عن ظاهرة تبييض الأموال تشكل جميعها اخطارًا تهدد الأمن المغاربيquot;.
وشدد البيان على ضرورة العمل من أجل مكافحة كل هذه المخاطر والتصدي لها وتكثيف الجهود عل المستويات الثنائية والمغاربية والاقليمية والدولية.

ويبدو أن المسألة الامنية في منطقة المغرب والوضع في منطقة الساحل، خصوصًا في مالي، اعادت اطلاق اتحاد المغرب العربي، حيث من المزمع عقد عدد من الاجتماعات الوزارية خلال العام الجاري.

وتسبق هذه الاجتماعات الوزارية المغاربية قمة لرؤساء المغرب العربي في تونس قبل نهاية العام.

واتفق وزراء الخارجية على عقد ثلاثة اجتماعات في وقت لاحق يخصص الاول لوزراء الداخلية، والثاني لوزراء الشباب والرياضة حول حماية الشباب من التطرف، والثالث يخصص للتعاون والتنسيق القانوني للمجالس القضائية وتسبق هذه الاجتماعات انعقاد القمة المقررة في شهر أكتوبر المقبل.

ومن جهته، قال وزير الشؤون الخارجية الليبي عاشور بن خيال خلال المؤتمر الصحافي: quot;ليبيا مستعدة للتعاون والتنسيق مع الأطراف المغاربيةquot;.

وكان بن خيال قد طالب في الاجتماع الجزائر وموريتانيا تسليم ليبيا من وصفهم بالذين أجرموا في حق الشعب الليبي في اشارة الى أفراد عائلة القذافي المقيمين في الجزائر ومدير مخابرات القذافي عبدالله سنوسي المعتقل في موريتانيا.
وشارك في الاجتماع، اضافة الى مدلسي وبن خيال، وزير الخارجية التونسي رفيق عبدالسلام ووزير الخارجية المغربي سعدالدين العثماني ووزير الخارجية الموريتاني حمادي ولد بابا ولد حمادي، اضافة الى الأمين العام لاتحاد المغرب العربي حبيب بن يحيى.