إيلاف من الظهران: لو امتلكت سرباً من أجهزة الروبوت الذكية، بماذا ستستخدمه؟، ماذا لو أصبحت منازلنا محطات صغيرة لتوليد الكهرباء؟، وماذا سيحل برحلات التسوق عندما يصبح بمقدرتنا صنع كل شيء في المنزل؟... كانت هذه بعضاً من الأسئلة التي يمكن لها أن تشعل فتيل ذاكرة العقل البشري، في خيمة السعودية 2050 المقامة ضمن برنامج أرامكو السعودية الثقافي، وبشراكة مع مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة (معرض مشكاة)، وهو معرض تفاعلي متنقل، صُمم بطريقة تشرح تأثير حفظ الطاقة والتطور التكنولوجي على طبيعة المستقبل الذي سنعيشه.

يشجّع معرض السعودية 2050 الزوار، ليس فحسب على النظر إلى المستقبل، بل على تشكيل المستقبل، من خلال توضيح الدور المناط بنا في إنشاء مستقبل مشرق وجميل للمملكة العربية السعودية.

النشء هم بصيرتنا الواعدة
أرادت أرامكو السعودية من هذا المعرض النادر في فكرته ومضمونه، كما يقول المشرف على وحدة المعرفة والأبحاث في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، الدكتور خالد اليحيا، أن تحفزّ وتشجّع الزوار، خاصة الصغار منهم، على تشكيل المستقبل، حيث إن المعرض فكرة وليدة الحاضر.

وتم إنشاء هذا المشروع بالتعاون مع معرض مشكاة التفاعلي للطاقة الذرية والمتجددة، وبين برنامج أرامكو السعودية الثقافي وبخبرات محلية وأجنبية. ويضيف: quot;أهدافنا طموحة وعديدة، ولكننا وجدنا أن الفعاليات الصيفية تؤدي أدواراً عديدة وكبيرة في توظيف القدرات العقلية لجيل الصغار والنشء حيال المستقبل، بوصفهم قادة لمستقبل الوطن، وإننا نتطلع إلى الاستفادة إيجايباً من قدراتهم وخيالاتهم الإبداعية، والمعرض هو جزء حيوي ومهم يصف مقدار رغبتنا في أن يكونوا هم نواة لهذا التقدمquot;.

معرض السعودية 2050 نظرة إيجايبة
في حين يشير عمر طلعت بدر، وهو المسؤول عن خيمة quot;واحة الأجيالquot;، المتضمنة معرض السعودية 2050، وتضم إلى جانب ذلك أولمبياد الروبوت، والتراكيب الإبداعية، واستديو البارعين، وحديقة السلامة المرورية للأطفال، ومسابقة أفضل ملصق دعائي لمؤتمر الفضاء، إلى أن معرض السعودية 2050 يعطي نظرة إيجايبة لما ستكون عليه الحياة في المستقبل، وهي فرص ربما تكون حاضرة وربما يكون هناك المزيد من الابتكارات والتكنولوجيا، وهذه الفرص وما سنشاهده في عام 2050، ستكون معتمدة على الشباب والنشء وجيل المستقبل، إذا تم احتواء أفكارهم وإبداعاتهم، وجعلها حقيقة على أرض الواقع.

الشمس ومساقط المياه
المعرض في فكرته أراد أن يقول بصوت علمي، إن الإنسان يعيش في محيط من الطاقة، فالطبيعة تعمل من حولنا من دون توقف مانحة كميات ضخمة من الطاقة غير المحدودة، بحيث لا يستطيع الإنسان أن يستخدم إلا جزءاً ضئيلا منها، في وقت إذا أدركنا أن أقوى المولدات على الإطلاق هي الشمس، ومساقط المياه وحدها قادرة على أن تنتج من القدرة الكهرمائية ما يبلغ 80% من مجموعة الطاقة التي يستهلكها الإنسان، كما إنه لو سخرت الرياح لأنتجت من الكهرباء ضعف ما ينتجه الماء اليوم، ولو استخدمنا المد والجزر في توليد الطاقة لزودنا بنصف حاجتنا منها.

الدهشة تشتعل في قلب سمية
يشرح عبدالله بن زيمه، مطور محتوى من معرض مشكاة للزائرين كيف سيتمكن العلماء بحلول عام 2050 إطلاع وفهم أكثر لكيفية تفاعل الغذاء مع أجسادنا على المستوى الكيميائي، من أجل تعزيز وتحسين الصحة، إذ إن تسلسل الحمض النووي السريع والتحليل الكيميائي، يمّكن كل فرد من اختيار النظام الغذائي المناسب لجسده وإعداده آليا.

تقول السيدة سمية الخلفان quot;أنا منبهرة جداً من هذا المعرض، وقد قمت بعمل تجربة على تطوير السيارة في المستقبل، واخترت نوع الوقود وكيفية السرعة، أنني أشعر بأن ما يوجد هنا في المعرض بعيد حتى عن خياليquot;.

أما السيدة أم مُنذر فتؤكد على ما قالته الخلفان وتضيف: quot;أكثر مالفت انتباهي في الحقيقة، كيف يمكن بحلول عام 2050 أن يعالج الروبوت أمراضنا قبل أن تحدث من حيث وجود نواة مزروعة في أجسادنا، بحجم الناتو، تقتل أي جراثيم أو بكتيرياquot;. وتشير إلى أنها أصرّت على دعوة أطفالها إلى الحضور، بعدما لمست مدى الاستفادة من المعرض وما يقدمه من أفكار عميقة وثرية.

خمس مجموعات نحو المستقبل
في تعليق لبن زيمه يقول شارحاً عن المعرض، يقول: quot;إنه يحتوي على خمس مجموعات، تتحدث عن السفر والعمل والمناظر الطبيعية، والأطعمة والمشروبات والمنزل، وتحتوي كل مجموعة على 3 معروضات، ليصبح المجموع الكلي 15 معروضة تفاعلية، تنتج رؤية علمية دقيقة تفضي إلى التعريف بتقنيات الطاقة الجديدة، التي تغير معالم وسائل النقل، وتقلص مدده الزمنية، مما تساعدنا هده التقنية على استخدام نوع جديد من الوقود، الدي يحفظ البيئة من أي آثار سلبية قد تلحق بها، بل وتسمح لنا بالسفر بصورة مستمرة قدر ما يشاء الإنسانquot;.

12 ألف زائر للخيمة في اليوم

جدير بالذكر، أن الخيمة يزورها بشكل يومي حوالى 6 الآف زائر، ترتفع حصيلة الزوار يومي الخميس والجمعة، فيصل عددهم إلى نحو 12 ألف زائر للخيمة وحدها، كما إن واحة الأجيال تستضيف أكثر من 62 متطوع ومتطوعة، مدربين على التعامل مع الأجهزة والزوار بشكل احترافي.

ومن الملاحظ أن شعار معرض السعودية 2050 مستوحى من شكل الخيمة العربية، التي كانت تتنقل من مكان إلى آخر، وكانت مكاناً لتبادل الخبرات والعلوم. كما إن المعرض سيتنقل بين 17 من مناطق المملكة لنشر العلوم والثقافة، وإلقاء الضوء على الفرص المستقبلية التي قد تكون حاضرة، ولكسب ثقة النشء وتحفيزهم على التخيل والابتكار.