واشنطن: جددت وزارة الخارجية الاميركية الاثنين التأكيد على ان قوات النظام السوري قتلت مدنيين في قصفها بالاسلحة الثقيلة بلدة التريمسة بمحافظة ريف حماة في وسط البلاد الخميس الفائت.
وفي الوقت الذي تمنع فيه موسكو صدور بيان رئاسي عن مجلس الامن الدولي يدين استخدام دمشق الاسلحة الثقيلة في التريمسة، شدد المتحدث باسم الخارجية الاميركية باتريك فينتريل على وجود quot;ادلة اولية واضحة على ان النظام استخدم اسلحة ثقيلة لقتل مدنيين، لقتل سكان في هذه القريةquot;.
والاثنين صرح دبلوماسيون ان روسيا تعرقل منذ الجمعة الماضي مشروع بيان رئاسي لمجلس الامن الدولي يدين استخدام القوات السورية اسلحة ثقيلة في التريمسة.
ويؤكد مشروع البيان على ان استخدام الجيش السوري للمدفعية والمصفحات والمروحيات يشكل quot;انتهاكا لالتزامات وتعهداتquot; دمشق بتطبيق خطة المبعوث الدولي كوفي انان واحترام قرارات الامم المتحدة والقوانين الدولية.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان فان عمليات القصف والمعارك في التريمسة اسفرت الخميس الفائت عن سقوط اكثر من 150 قتيلا بينهم عشرات المعارضين المسلحين، في ما وصفته المعارضة السورية وقسم من المجتمع الدولي بquot;المجزرةquot;.
لكن روسيا تعتبر ان ما جرى في التريمسة quot;ليس واضحاquot; كما قال دبلوماسي. وقبل ان تتخذ موقفا من مشروع البيان تطالب موسكو بان يقدم الجنرال روبرت مود رئيس بعثة الامم المتحدة في سوريا الى المجلس خلاصة ما لاحظه مراقبو الامم المتحدة في المكان.
ويجتمع سفراء الدول ال15 الاعضاء في المجلس مساء الاثنين بالتوقيت المحلي لمناقشة الموضوع.
وبعد ارسال دوريات الى التريمسة السبت والاحد اعلنت بعثة الامم المتحدة ان quot;اكثر من 50 منزلا احرقت و/او دمرتquot;، مشيرة الى وجود quot;برك دماء وبقايا ادمغةquot; بشرية لكن من دون اعطاء حصيلة واضحة.
واشارت البعثة الى استخدام quot;المدفعية وقذائف هاون واسلحة خفيفةquot;، بخلاف ما كانت اكدته وزارة الخارجية السورية الاثنين من عدم استخدام اسلحة ثقيلة خلال الهجوم على التريمسة.
والاثنين اكد المتحدث باسم الامم المتحدة مارتن نسيركي ان البعثة quot;ما زالت تحاول تقصي الحقائق (...) لمعرفة ما جرى بدقةquot; في التريمسة. واضاف quot;من الواضح تماما ان امرا مريعا حدث هناك وان اسلحة ثقيلة استخدمتquot;.
واكدت الحكومة السورية من جهتها انه لم تحصل اي مجرزة في التريمسة بل معارك، وان قواتها لم تستخدم مروحيات او مدفعية ثقيلة. ويملك هذه الاسلحة الجيش النظامي وحده فيما يحمل المعارضون المسلحون اسلحة خفيفة ومتوسطة.
وفي مذكرة وجهت الجمعة الى مجلس الامن ندد انان باستخدام quot;المدفعية والدبابات والمروحياتquot; في التريمسة، معتبرا ذلك خرقا لخطته التي وافقت عليها دمشق رسميا.
وكان الامين العام للامم المتحدة اعتبر ان عدم تمكن مجلس الامن الدولي من الاتفاق على موقف موحد لممارسة الضغط على الرئيس السوري بشار الاسد لوقف العنف في بلده هو بمثابة اعطائه quot;ترخيصا لارتكاب المزيد من المجازرquot;.
واتهمت روسيا الاثنين الغربيين بممارسة quot;ابتزازquot; لارغامها على الموافقة على عقوبات. وقال دبلوماسيون ان الولايات المتحدة تهدد بعدم تمديد مهمة بعثة الامم المتحدة التي تنتهي في 20 تموز/يوليو ان لم تتم الموافقة على استخدام العقوبات كوسيلة ضغط.
التعليقات