باريس: أعلن العميد مناف طلاس، وهو مقرب من الرئيس السوري بشار الاسد واعلى مسؤول عسكري سوري يعلن انشقاقه، الثلاثاء انه في باريس ويأمل بقيام quot;مرحلة انتقالية بناءةquot; في سوريا، وذلك في بيان سلم لوكالة الأنباء الفرنسية.
ويحمل البيان، وهو اول تصريح مباشر للصحافيين منذ اعلان انشقاقه في السادس من تموز/يوليو، توقيع quot;العميد مناف طلاس، باريس 17 تموز (يوليو) 2012quot;. واعتبر مناف طلاس في هذا النص quot;ان المسؤولية الكبرى تقع على عاتق السلطة التي كان من واجبها صون الوطن وحماية الشعب باحتضان معاناته، ضمن سياسة عقلانية، توافقية، بناءة تمتد الى جذور المشاكل، لا بمواجهته بعنف لم نشهده من قبل مهما كانت الاسبابquot;.
واضاف quot;بما ان الاضرار والفوضى والمآسي تتزايد مع مرور الزمن اتمنى وقف اراقة الدماء والخروج من الازمة عن طريق مرحلة انتقالية بناءة تضمن لسوريا وحدتها، استقرارها وامنها وتضمن لشعبها الغالي تطلعاته المحقةquot;.
واكد quot;انا هنا اليوم من دون أجندة، وجاهز كاي فرد سوري عادي دون اي طموح اخر على تأدية كامل واجب المواطن في المساهمة بما في وسعي، كسائر الذين يبحثون عن حل يتناسب مع قناعات وتطلعات هذا الشعب الذي قدم الكثير من التضحيات للوصول الى مستقبل افضلquot;.
واضاف quot;بكل اخلاصي لوطني ولقناعاتي، حاولت مرارا وتكرارا خلال العام والنصف الماضي ان اقوم بواجبي دون ان اصل الى نتيجة، فلم انافق النظام ولم اشارك او اقبل بحل يوصل البلاد الى الوضع المأسوي الذي يتخبط فيهquot;.
وقال ايضا quot;عندما اتخذت موقفي، ورفضت المشاركة في الحل الامني، عزلت واتهمت وخونت ولكن ضميري وايماني المطلق دفعاني الى التنديد بهذه الحلول المدمرة والابتعاد عنها والمثابرة مع العديد من الاطراف الوطنية على الارض لايجاد مخارج منصفة تتفادى العنف وهدر الدماء لاي عذر من الاعذار او شكل من الاشكالquot;.
وبحسب مصدر قريب من النظام فان العميد مناف طلاس اقصي من مسؤولياته بعد ان فقد النظام الثقة به منذ اكثر من سنة. واوضح مناف طلاس في بيانه quot;ان الظروف المعقدة لخروجي (من سوريا) ادت الى التأخر بادلائي بهذا التصريحquot; وتوجه بالشكر quot;لكل من قدم المساعدةquot; له quot;مدركا شجاعتهم والخطورة التي تضمنتها هذه الخطوة في سورياquot;.
واضاف quot;اتحدث اليوم وانا اعلم جيدا ان كلامي هذا لن يرضي اي متطرف في العقل والمنطق... ولو اردت ارضاء اي قطب من قطبي التطرف لكان من السهل جدا ان اكون كبعض +ابطال+ هذه الازمة الذين اتخذوا مواقف اقصائية والغائية تجاه الطرف الاخرquot;.
وكان مناف طلاس (48 عاما)، ابن العماد مصطفى طلاس وزير الدفاع السابق وصديق الرئيس الراحل حافظ الاسد، محسوبا على الطبقة السورية الحاكمة، وصديق طفولة الرئيس الحالي بشار الاسد.
وكان الجيش السوري الحر في الداخل انتقد الجمعة صمت العميد مناف طلاس، معتبرا ان خروجه من سوريا يندرج في اطار quot;توليفة دوليةquot; لحل ما. واعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في 12 الجاري من جهته حصول اتصالات بين العميد مناف طلاس والمعارضة السورية، بدون ان يؤكد وجوده في باريس.
ومناف طلاس هو نجل العماد مصطفى طلاس وزير الدفاع الاسبق الذي كان صديقا قديما للرئيس الراحل حافظ الاسد والد الرئيس الحالي. كما كان مناف طلاس صديق الطفولة لبشار الاسد. وكان عميدا في الحرس الجمهوري، وحدة النخبة المكلفة حماية النظام. واستبعد قبل عام من مسؤولياته بحسب مصدر قريب من السلطة. واعتبرت باريس وواشنطن انشقاقه بمثابة ضربة كبيرة للنظام.
هولاند: المجازر في سوريا quot;لا تحتمل ولا يمكن السكوت عنهاquot;
من جانبه، اعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الثلاثاء ان المجازر اليومية في سوريا quot;لا تحتمل ولا يمكن السكوت عنهاquot;، وذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس التونسي المنصف المرزوقي. وقال الرئيس الفرنسي ان ما يحدث في سوريا يخلق quot;نوعا من عدم الاستقرار في المنطقة مؤذيا للجميعquot; مضيفا ان على quot;الروس ان يفهموا انهم لا يمكن ان يبقوا الوحيدين او شبه الوحيدين في منع البحث عن حلquot; لهذا البلد.
التعليقات