مازال المكان الذي يتواجد فيه العميد السوريالمنشق مناف طلاس مجهولا حتى الآن وذلك بعد مرور أسبوع كامل على انشقاقه، وكانت فرنسا قد أعلنت الأسبوع الماضي أن طلاس في طريقه إلى باريس، إلا أنها عادت وأكدت في وقت لاحق أنها لا تعرف أين هو.



قال مسؤولون وأعضاء كبار في المعارضة السورية إن عدم ظهور العميد المنشق مناف طلاس علناً أو عدم محاولته الاتصال بجبهة المعارضة، بعد مرور ما يقرب من أسبوع على انشقاقه، جاء ليثير تساؤلات بشأن دوافعه ونواياه في هذا الخصوص.

وأشارت في هذا السياق اليوم صحيفة النيويورك تايمز الأميركية إلى أن الغموض الذي يحيط حالياً بالمكان الذي يتواجد فيه طلاس قلل من حدة الحماسة التي رحبت في البداية بالأخبار التي تحدثت عن تخليه عن الرئيس بشار الأسد. وسبق للولايات المتحدة ودول أخرى منتقدة للأسد أن أشارت إلى رحيل العميد باعتباره علامة واعدة على أن الحكومة السورية تضعف نتيجة لضغوط الانتفاضة المستمرة بلا هوادة.

وفي ذلك الوقت، وصف وزير الخارجية الفرنسي انشقاق العميد بـ quot;الضربة القاسيةquot; للحكومة السورية، وقال إنه في طريقه إلى فرنسا. فيما اضطر يوم أمس إلى الاعتراف بأنه لا يعرف المكان الذي يتواجد فيه طلاس حالياً. كما قال مسؤولون أتراك كبار إنهم لا يعرفون مكانه، وما إن كان في تركيا من الأساس أم لا.

بينما أوضح أصدقاء أجروا اتصالات مؤخراً بأفراد أسرته في باريس أنه يخطط لإصدار بيان علني الأسبوع المقبل. ومضت الصحيفة تقول إنه لا توجد أي إشارات دالة على وجود طلاس حتى يوم الثلاثاء الماضي في القصر الذي يوجد فيه لشقيقته، ناهد أوجيه، مجموعة من المكاتب. وصرف أحد أفراد السكرتارية هناك الصحافيين بعيداً عن المكان، وأخبرهم بأن أوجيه غير متواجدة هناك، ولم يتسن الوصول إليها كذلك عبر الهاتف. بينما أشار بعض الجيران إلى أنهم يشاهدون سيارة مرسيدس مزودة بنوافذ ملونة تدخل وتخرج من القصر، لكن دون إشارة على وجود طلاس.

وما زاد من حالة الجدال المحتدمة حول خروج طلاس الابن من سوريا، أفادت محطة برس تي في التلفزيونية الإيرانية بأن مصطفى طلاس الأب، الذي يعيش الآن في فرنسا، أدان تصرف نجله بالانشقاق عن نظام الأسد، وذلك في مقابلة أجرتها معه يوم الأحد الماضي محطة فرانس 2 الفرنسية. غير أن متحدث باسم المحطة شكك في تلك الرواية وقال إن مصطفى طلاس لم يظهر في أي من برامجها يوم الأحد.

وألقى هذا الانشقاق بظلاله على اجتماع تم عقده في باريس يوم الجمعة الماضي لحلفاء المعارضة السورية، قالت بعده وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن رحيله ( طلاس ) يعتبر إشارة قوية على أن كوادر الحكومة السورية بدأت تحدد موقفها بنفسها.

بيد أن أعضاء في المجلس الوطني السوري، وهو جبهة معارضة في المنفى، أشاروا إلى أن ذلك قد يكون تقييماً سابقاً لأوانه. وقالت بسمة قضماني وهي عضو في اللجنة التنفيذية للمجلس :quot; لا أعلم ما إن كان سينضم للثورة أو للمعارضة أو للمجال الخاص. وأتمنى حال انضمامه للمعارضة بصورة حاسمة، بعد مراعاته أخطار انشقاقه عن النظام، بأن يقف بثبات مع الحق والصواب ضده وضد كل من يقف وراءهquot;.

وقال بعض المحللين إن الظروف التي تحيط برحيل العميدلا تزال غير واضحة، وتساءلوا ما إن كانت قد تمت المبالغة في الأخبار التي تناولت انشقاقه أم لا. وأضافت شارمين نارواني وهي محلل متخصص في شؤون الشرق الأوسط وزميل بارز في كلية سانت أنتوني في جامعة أكسفورد :quot; إن محاولة وصف هروب العميد طلاس بأنه انشقاق كان شكلاً صرفاً من أشكال الدعايةquot;. وأعقبت بقولها إن طلاس تم تهميشه في المؤسسة السياسية في سوريا خلال الأشهر الأخيرة، بعد أن تعالت نبرة صوته الانتقادية للحكومة، وأن أحداً لم يمنعه من مغادرة البلاد. وأفادت بأنه سيلحق في باريس بوالده وشقيقته، 52 عاماً، التي تعد شخصية اجتماعية مؤثرة وثرية وتعيش في فرنسا منذ أكثر من 30 عاماً ومعروفة لدى بعض معارفها باسم quot;مدام أوquot;.