صورة غير محددة التاريخ تجمع بشار وطلاس

دمر الصراع القائم في سوريا العلاقات الجيدة بين الرئيس السوري بشار الأسد وبين العميد مناف طلاس، الذي انشق عن النظام وفر الى خارج البلاد بحسب تقارير صحافية.


القاهرة: اعتبرت تقارير صحافية أميركية أن الصراع الذي يأتي في الوقت الراهن على الأخضر واليابس في سوريا، تسبب كذلك في تدمير العلاقات الوطيدة بين الرئيس بشار الأسد وبين العميد مناف طلاس، الذي كان يقود لواء في الحرس الجمهوري شديد الموالاة للرئيس، والذي انشق مؤخراً عن نظام الأسد، وفر هارباً إلى خارج البلاد.

فرغم متانة العلاقات وأواصر الصلة التي كانت بينهما، أوضحت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية، في سياق تقرير مطول لها بهذا الخصوص أن الصراع الذي تعيشه سوريا حالياً تسبب كذلك في حدوث خلاف عميق بين الرئيس الأسد وبين العميد مناف طلاس، حيث أكد وزير الخارجية الفرنسي يوم أمس خبر انشقاق الأخير.

وتابعت الصحيفة بلفتها إلى أن انشقاق طلاس عن نظام الأسد هو الانشقاق الأبرز حتى الآن، وقرأ كثيرون تلك الخطوة بأنها إشارة دالة على أن الدائرة الداخلية للأسد بدأت تفقد ثقتها بعد مرور 16 شهراً من القتال والاقتصاد المتضرِّر والخزي الدولي.

وبسؤالها عن تلك الحادثة خلال تواجدها في باريس يوم أمس الجمعة، قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون: quot;بدأ يحسم المقربون من النظام وأفراد المؤسسة العسكرية مصيريهم بأياديهمquot;. ثم أشارت الصحيفة إلى أنه لم يتضح ما إن كان طلاس قد انشق بالفعل وانضم إلى صفوف المعارضة، أو أنه انتهز الفرصة فحسب للسير على خطى والده، وزير الدفاع السابق مصطفى طلاس، وشقيقه فراس، رجل أعمال، بسفره خارج البلاد التي تمزقها الصراعات. ولم يتضح كذلك ما إن كان طلاس، الذي يخضع لرقابة مشددة، قد غادر سوريا سراً أو سُمِح له بالمغادرة.

ومضت الصحيفة تؤكد أن انشقاق عضو بارز بالأغلبية السنية في سوريا يشكل ضربة رمزية ضد العملية المعقدة التي ساعدت في تدعيم الأسد، الذي يعتبر عضواً في طائفة العلويين ذات الأقلية، التابعة للتيار الشيعي. ومن الجدير ذكره أن الطائفة العلوية تحكم البلاد منذ سنوات بفضل ارتكازها على دعم الجيش ونخبة من رجال الأعمال من بين أفراد الأغلبية السنية. وأضافت الصحيفة في هذا السياق أن السُنة، مثل عائلة طلاس، كانوا يدعمون الأسد مقابل حصولهم على مزايا وفيرة من وراء تعاونهم.

وعبر رسالة بريدية بعث بها للصحيفة، قال جوشوا لانديس، الذي يترأس مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما: quot;وقفت عائلة طلاس مع النظام منذ البداية، وكانت حجر الأساس للتحالف بين السنة والعلويين الذي عزز النظام طوال أربعة عقودquot;.

ثم مضت الصحيفة تتحدث عن الخلافات التي وقعت بين الجانبين، والتي أدت في النهاية إلى اتخاذ طلاس قرار الانشقاق. ونقلت عن دبلوماسي يقيم في دمشق، يعرف طلاس، قوله إنه ( طلاس ) ربما حوصر بين صداقته مع بشار الأسد ومعارضته للطريقة القاسية التي تنتهجها الحكومة في التعامل مع المتظاهرين في الشارع.

وأضاف هذا الدبلوماسي الذي رفض الإفصاح عن هويته لأنه غير مصرح له بالتحدث مع وسائل إعلامية: quot;كان طلاس صديقاً مخلصاً لبشار، لكنه في النهاية سني من منطقة الرستنquot;. وأعقبت الصحيفة بقولها إن الرستن، الموجودة بمحافظة حمص، تعتبر مركزاً رئيسياً للانتفاضة، وهي كذلك معقل للمتمردين السنة التي تشير بعض التقارير إلى أنها تعرضت للضرب بنيران المدفعية والدبابات، وأنها تحولت الآن بشكل كبير إلى مدينة أشباح مليئة بالأنقاض وأضحت منطقة قتال حضرية.

وأكمل الدبلوماسي حديثه بالقول: quot;حاول طلاس أن يجري جهود وساطة في بداية الأزمة، عندما كانت حركة التظاهرات عنيفة بشكل معتدل. وهو الأمر الذي نجح فيهquot;. لكن جهوده لم تكتمل نتيجة الأفعال التي قامت بها أطراف أخرى بداخل النظام.