رغم عدم وجود أي بوادر لحرب وشيكة بين الولايات المتحدة وإيران، إلا أن البنتاغون يسعى بشكل مستمر لتعزيز قوة الردع لديه وإبقاء طهران دائما تحت تهديد مباشر، وفي الوقت ذاته تسعى واشنطن إلى تعزيز تحالفها مع آسيا والتي تعتبر إيران جزءا منها.



يعكف قائد القيادة الوسطى الأميركية، الجنرال جيمس ماتيس، على تسريع وتيرة الحشد العسكري في مناطق قريبة من إيران، بالتزامن مع تغييرات جديدة تقتضي صد أي تحركات عسكرية إيرانية محتملة ولضرب أهداف بداخل إيران إن اقتضت الحاجة ذلك.

وبدا واضحاً أن المسؤولين العسكريين في البنتاغون قد حققوا لماتيس معظم، إن لم يكن كل، طلباته من أجل تعزيز التواجد الأميركي، لكن ذلك لم يتحقق مجاناً، وجاء محفوفاً بالمخاطر. وبعد أن أعلن البنتاغون عن اعتزامه تكثيف تعهده بتوفير السلاح الجوي والبحري لردع إيران، بات السؤال الآن هو ما إن كان المسؤولون العسكريون سيتمكنوا من تحقيق ذلك بشكل مستدام مع إيران التي توصف بأنها quot;مشكلة مفتوحةquot; في الوقت الذي تحتاج فيه منطقة المحيط الهادئ مزيدا من الدعم الأميركي.

البنتاغون يسعى لمواصلة الضغط على إيران

وسبق للحشد العسكري الأميركي في منطقة الخليج أن أخذ منحنىً جديداً أواخر شهر نيسان/ أبريل الماضي، حين كشف سلاح الجو الأميركي عن وصول عدد غير معلوم من طائرات إف- 22 المقاتلة إلى قواعد جوية في الخليج. وقد تم ذلك أيضاً بالتزامن مع تكثيف الاهتمام بتعزيز قدرات الدفاع الصاروخي.

لكن وبالرغم من التحضيرات والاستعدادات التي قام بها الجنرال جيمس ماتيس، تأهباً لأي مواجهة طارئة مع إيران، إلا أن الصراع لا يزال افتراضياً، ما يجعل طهران مشكلة متواصلة يتعين على ماتيس ومن سيخلفه أن يتعامل معها لفترة غير محددة.

وفي هذا السياق، أشارت مجلة فورين بوليسي الأميركية إلى أن الاستمرار في نشر حاملتي طائرات في البحر العربي، بطريقة لن تتسبب في دمار السفن أو إخراج البحارة من الأسطول، يتطلب وجود من ست إلى سبع حاملات للقيام بتلك المهمة الشاقة.

وشددت المجلة على أهمية أمر كهذا من أجل وضع جدول تناوب زمني مستدام. هذا وسيكون لدى الأسطول عشرة حاملات فقط إلى أن تدخل حاملة الطائرات الجديدة يو إس إس غيرالد آر فورد الخدمة في عام 2015. وبموجب خطة بناء السفن الحالية، سيظل أسطول الحاملات 11 سفينة بعد هذا كله، على حسب ما أفادت به المجلة.

وسيتم تكليف من أربع إلى خمس حاملات للقيام بباقي المهام، بما في ذلك قيادة منطقة المحيط الهادئ، التي ينظر إليها على نطاق واسع باعتبارها المكان الأكثر ملاءمة للقوة الجوية والبحرية ndash; وباعتبارها المنطقة التي يوجد بها قيادات عليا للقوات الأميركية.

إيران تسعى أيضا لتعزيز قدراتها العسكرية

وكشفت متطلبات ماتيس عن بعض الملاحظات المفاجئة، أولها الفائدة الثابتة لحاملات الطائرات، على الأقل في أعين قادة مثل ماتيس، في الوقت الذي أشار فيه منتقدو تلك الحاملات إلى تكلفتها العالية وحقيقة أن الأساطيل المعادية لا تمتلك قدرات مماثلة ولن تمتلكها في المستقبل المنظور. وثاني تلك الملاحظات المفاجئة هو أن عقداً من الحروب في العراق وأفغانستان اشترط وجود مراقبين لرؤية منطقة القيادة الوسطى باعتبارها منطقة مخصصة للقوات البرية. وطبقاً لما ذكره البنتاغون، فإن 6524 فرداً عسكرياً أميركياً قد قتلوا في الحروب التي اندلعت منذ عام 2001.

وثالث الملاحظات المفاجئة هو أن طلب القيادة الوسطى للقوة البحرية والجوية تسبب في تعثر التحالف مع آسيا، خاصة وأن رؤية إدارة أوباما الإستراتيجية سبق لها أن تكهنت بأن منطقة آسيا والمحيط الهادئ هي quot;مركز الأحداثquot;. وأعقبت المجلة بقولها إنه في حال تعذر توفير أسطول مكون من 14 أو 15 حاملة طائرات، فإنه سيتعين على البنتاغون أن يجد طرقاً لإقناع سلاح الجو وسلاح البحرية والجيش بالاشتراك في تقاسم عبء الجهود اللازمة لردع جمهورية إيران الإسلامية.

وأوضحت المجلة أن بعضالدول العربية سوف يتعين عليها أن تصبح ائتلافاً عسكرياً أكثر فعالية من أجل موازنة القوة الإيرانية في منطقة الخليج.

وحتى ينجح المخططون والدبلوماسيون الأميركيون في تنفيذ تلك المهام، سوف يجد البنتاغون نفسه في وضعية تجعله يدعم إستراتيجية عسكرية تفوق طاقته ولا يمكنه تحملها في الشرق الأوسط ومنطقة المحيط الهادئ، طبقاً لما ذكرته المجلة الأميركية.