عراقيون يتبضعون لشهر رمضان

يمضي العراقيون شهر رمضان هذا العام وسط ظروف صعبة أبرزها انقطاع الكهرباء وانتشار نقاط التفتيش على الطرقات، إلا أن كثيرين منهم تصدوا لهذه الظروف بواسطة المولدات الكهربائية، أما في ما يخص التفتيش فيعلل رجال الأمن السبب بأن الاستقرار الأمني هو الأهم.


بغداد: يشعر أغلب العراقيين أن شهر رمضان هذا العام سيكون شاقًا بسبب ارتفاع درجات الحرارة، التي تصل الى حوالي خمسين درجة مئوية في بعض الأوقات.

ويقول المدرس أحمد الكلابي إن الذي يزيد من المعاناة، هو انقطاع التيار الكهربائي في الكثير من مناطق العراق مؤكدًا أن المولد الكهربائي يعتبر في رمضان، لاسيما في المساء، الجهاز الذي لا يستغنى عنه .

ويحرص الكثير من العراقيين لهذا السبب الى توفير الوقود، وتهيئة المولد على أحسن ما يرام بغية توفير أجواء إفطار مريحة، لاسيما أثناء المآدب التي لا يمكن أن تتم من دون وجود الكهرباء. وكان كل من الوقفين الشيعي والسني أعلنا السبت أول ايام شهر رمضان المبارك.

أطفال يصرون على الصيام

ويقول محمد كامل إن ما يثير الدهشة هذا العام، صيام عدد كبير من العراقيين حتى الصغار منهم، الذين يصرون على الصوم على الرغم منمحاولة الأهل ثنيهم عن ذلك .

ويصر علي صالح (10 سنوات) على الصيام الشهر كله رغمأنه العام الماضي لم يستطع الصيام سوى بضعة ايام .

وفيالوقت ذاته، يشير أبو كمال مدخنًا سيجارته أنه اليوم الأخير الذي يدخن فيه خلال ساعات النهار، quot;فغداً انا صائم باذن اللهquot; . وعلى الرغم من أن أبو كمال يوافق الآخرين آراءهم في أن صيام هذا العام سيكون صعبًا، الا أنه يؤكد أن اعداد الصائمين ستزداد قياسًا الى العام الماضي .

ويرى سعد حسن (معلم) أن رمضان هذا العام سيكون أقل صعوبة، على الرغم من ارتفاع درجات الحرارة، أولاً لأن الناس تعودوا على ذلك وثانياً لأنهم جهزوا مستلزمات الراحة من مولدات، ووسائل نقل.

الوعود الحكومية

ويتأسف الشيخ خالد أحمد لأن العراقيين استقبلوا رمضان هذا العام على وقع مشاكل انقطاع الكهرباء، وارتفاع أسعار المواد الغذائية مرة أخرى مثل كل عام، رغم الوعود الحكومية التي لم يعد يصدقها أحد.

... أسواق العراق في شهر رمضان

ويتابع الشيخ خالد واصفًا هموم الناس في الشهر الفضيل، وكيف أن نقاط التفتيش والحواجز مازالت تقلق المواطن الذي يأمل في انسيابية في المرور وهو يزور العتبات المقدسة والأماكن الدينية.

ويضيف: quot;تكثر الزيارات المتبادلة بين العائلات في مختلف مناطق بغداد وهذا يتطلب انسيابية في المرور لكي لا يضيع وقت الصائمquot;.

نقاط تفتيش

وفي جنوب بغداد، توجد على الطريق الى المدن المقدسة، مثل كربلاء (108 كم جنوب غربي بغداد) و النجف ( 160 كم جنوبي بغداد)، عدة نقاط تفتيش، مما يجعل الزائر يفكر كثيرا قبل أن يقرر السفر الى هناك والتمتع بالأجواء الرمضانية.

لكن أحمد حسن، الضابط المسؤول عن إحدى نقاط التفتيش، يؤكد أن الحفاظ على الأمن يأتي بالدرجة الأولى، لكن هناك تعليمات بتسهيل حركة الزائرين خلال رمضان، خصوصًا وأن الحركة نحو المدن المقدسة تزداد وتيرتها خلال هذا الشهر .

من جانب آخر، تؤكد ام حسن الحيدري من النجف أن ارتفاع أسعار بعض المواد الغذائية يقلق بعض العوائل ذات الدخل المحدود .

وشهدت أسعار بعض المواد الغذائية مثل الدقيق والسكر واللحوم ارتفاعاً ملموسًا في أغلب مدن العراق .
كما أن البطاقة التموينية التي تعتمد عليها العائلات الفقيرة لم تتضمن ما يحتاجه الصائم في أغلب المناطق على الرغم من أن الجهات المسؤولة أعلنت أنها ستضخ مواد أساسية في البطاقة التموينية تسد جزءاً كبيرًا من حاجة الصائم .

ويعتقد الباحث الاقتصادي، لؤي حسن أن شهر رمضان في كل عام يمثل مقياسًا على ما تحقق من انجازات للمواطن مقارنة بالسنة الماضية. ويتابع : لرمضان في العراق قدسية خاصة ويجب على الجميع مراعاة ذلك .

ويقلل التاجر سالم الحبوبي من أخبار ارتفاع الأسعار، مؤكداً أن حركة التجارة الجيدة، تؤكد قدرة المواطن على الشراء، علماً أن الأسعار لم ترتفع الى الحد الذي تصوره وسائل الاعلام . لكن الحبوبي يؤكد أن رغبة البائع والتاجر في تصريف بضاعته بسرعة في رمضان لا تكون على حساب المواطن الذي هو الغاية والوسيلة في هذا الخصوص.

استثمار شهر الصيام

لكن أهم ما يعكر صفو رمضان، بحسب مكي حسين عضو مجلس بلدي في بابل، هو الوضع السياسي الحرج، مؤكدًا أن لذلك انعكاساته على الاقتصاد، وعلى سوق العمل على حد سواء. ويدعو حسن السياسيين العراقيين الى استثمار شهر الصيام للنزول الى الشارع ومشاركة الناس مآدب الإفطار والاحتفالات الدينية، كي يشعر المواطن أن المسؤول قريب منه لاسيما وأن صورة السياسي أو النائب العراقي، بالنسبة لكثيرين ذات ملامح سيئة بسبب صفقات الفساد والخلافات.

زينة رمضان في العراق

وتعتبر العائلة العراقية رمضان فرصة لمشاركة الآخرين فعالياتهم الاجتماعية والدينية، لكن عمران يوسف يتفاءل بشهر رمضان هذا العام، مؤكدًا أن الأمر يسير نحو الاحسن.

ويؤكد سائق الأجرة باسم المالكي، أن معظم المدن تشهد بعد الإفطار حركة واسعة، وبالنسبة لسائق التاكسي فإنها فرصة لتحقيق أرباح اكثر .

وتمنح ليالي رمضان سليمة حسن، فرصة التنقل بين الأهل والأقرباء والأصدقاء، مؤكدة أنها تقضي كل ليلة من ليالي رمضان في مكان مختلف .

وفي بعض مناطق بغداد والمراكز التجارية في المدن الكبرى لاسيما المقدسة، فإن حركة البشر تبقى حتى ساعة متأخرة من الليل، حيث ينشغل الناس بالعبادات وجلسات السمر والتسوق ايضًا.

وعلى عكس السنوات السابقة، يرى أحمد حسن أن أغلب السكان ومن مختلف الأعمار يهتمون بالصيام بشكل ملفت للنظر، ويعتقد حسن (18) سنة أن اغلب الشباب يصومون هذا العام، غير عابئين بالظروف الصعبة.