إثر سقوط 107 عراقيين قتلى خلال الساعات الاخيرة بعد ان ضرب 27 تفجيرا 18 مدينة عراقية فقد حذر الرئيس جلال طالباني القوى السياسية من استغلال منفذي الاعمال الارهابية خلافاتها لزعزعة الامن والاستقرار في البلاد ودعاها الى التوصل لحلول جذرية للازمة السياسية الراهنة بينما دعا رئيس البرلمان اسامة النجيفي لجلسة طارئة تناقش الخروقات الأمنية .. فيما اعلن في بغداد عن تأجيل زيارة لوفد سوري معارض الى العراق.

وقال طالباني في رسالة الى العراقيين وقواها السياسية اثر تواصل التفجيرات خلال الساعات الاربع والعشرين الاخيرة والتي بلغ عددها 27 تفجيرا ضربت 18 مدينة عراقية موقعة 107 قتلى واصابة اكثر من 200 اخرين إن منفذي هذه الأعمال الارهابية الجبانة يحاولون استغلال ظروف سياسية داخلية وإقليمية بالغة الحساسية بهدف زعزعة الأمن والاستقرار في العراق وبث الهلع والخوف مستهدفين جميع المكونات العراقية سعيا منهم إلى تعطيل الجهود الرامية إلى إيجاد حلول نهائية للأزمة السياسية الراهنة، وتجاوز المشكلات والخلافات والسير بالبلد نحو استتباب الامن والاستقرار.

آثار احد التفجيرات التي ضربت العراق اليوم

وشدد على ان جميع القوى والاطراف الحريصة على امن البلد وتمتع مواطنيه بالاستقرار مدعوة الى العمل الجاد للتوصل إلى حلول جذرية ودستورية للازمات السياسية، وتوحيد الصف والكلمة، وتغليب المصلحة العامة للوطن والمواطن، والابتعاد عن أجواء التوتر السياسي التي تنعكس على حياة المواطن معيشيا وأمنيا، والمساهمة الفعالة في تعزيز الأمن بصرف النظر عن الاختلافات السياسية فحياة المواطن أغلى من كل شيء آخر.

واضاف طالباني في رسالة من مشفاه في المانيا قائلا quot;إن استئناف الفلول الإرهابية أعمالها الإجرامية بعد الضربات الموجعة التي تلقتها يتطلب منا جميعا تحاشي مواقف التصعيد السياسي واللجوء الى الحوار الوطني الجاد الذي يوفر أرضية مناسبة لبلوغ التفاهم الوطني المنشود، لذا نهيب بجميع القوى والاطراف السياسية ان توحد مواقفها في مواجهة فلول الإرهاب، وأن تكرس خطابها السياسي والإعلامي لإشاعة روح الحوار وقيم الديمقراطية الحقة، والتفكير بجدية في سبل توفير الخدمات للمواطنين، واستكمال مسيرة بناء العراق الجديد، والتنديد بهذه الجريمة وفضح مرتكبيها ومن يقف وراءها، وإنزال أقصى العقوبات بهم، ونطالب اجهزتنا الأمنية وكل مؤسسات الدولة والمواطنين عامة بإبداء المزيد من اليقظة والحذر لاحباط النوايا الاثيمة لقوى الظلام والجريمةquot;.

ومن جهته أدان رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي quot;التفجيرات الإجرامية التي وقعت امس الاحد واليوم وطالت المواطنين في مناطق عدة من العراق مسفرة عن وقوع عشرات الشهداء والجرحىquot;. وقال في تصريح مكتوب تلقته quot;ايلافquot; quot;ندين باشد العبارات التفجيرات الاجرامية البشعة التي طالت اهلنا وأعزّاءنا في مناطق عدة من العراق والتي تبين لنا مدى وحشية وقسوة منفذيها من الظلاميين والمجرمينquot;. وطالب الاجهزة الامنية بتقديم مبررات لهذه الخروقات المتكررة والتي يدفع المواطن دمه وحياته ثمنا لها باستمرار، مؤكدا ضرورة مراجعة جميع الخطط الامنية والوقوف على مواطن الخلل والضعف فيهاquot;.

ودعا النجيفي مجلس النواب لعقد جلسة سريعة لمناقشة الخروقات الامنية وبيان أسبابها والاطلاع على عوامل هذا التدهور الامني المتكرر في بغداد والمحافظاتquot;. واعرب quot;عن حزنه العميق لاستشهاد مواطنين ابرياء جرّاء هذه الاعمال الشنيعة والوحشية متمنيا الشفاء العاجل للجرحى وللشهداء الرحمة والمغفرةquot;.

يأتي هذا في وقت ارتفعت حصيلة ضحايا الهجمات التي وقعت في العراق اليوم الى 107 قتلى واكثر من مئتي جريح في اليوم الاكثر دموية منذ ما يزيد عن عامين وفقا لمصادر عسكرية وامنية وطبية مسؤولة.
ووقع 27 هجوما شملت تفجيرات انتحارية وعبوات ناسفة وسيارات مفخخة واخرى مسلحة في 18 مدينة عراقية مستهدفة في معظمها مراكز امنية وعسكرية للشرطة والجيش.

وتعد هذه الهجمات التي جاءت بعد يوم من دعوة تنظيم القاعدة quot;شباب المسلمينquot; الى التوجه الى العراق واعلانه عن عودته الى مناطق سبق وان غادرها، الاكثر دموية منذ مقتل 110 اشخاص في هجمات مماثلة في ايار(مايو) عام 2010.

ووقع العدد الاكبر من الهجمات في منطقة التاجي (25 كلم شمال بغداد) حيث قتل 42 شخصا على الاقل في سلسلة تفجيرات بحزام ناسف وعبوات وسيارة مفخخة، وفي مدينة الصدر حيث قتل 12 شخصا على الاقل بانفجار سيارة مفخخة. وقتل 15 جنديا على الاقل في هجوم مسلح استهدف قاعدتهم العسكرية في الضلوعية (90 كلم شمال بغداد). كما شهدت مدن اخرى في شمال ووسط وجنوب وغرب البلاد، هجمات مماثلة.

ويشهد العراق ازمة سياسية منذ اواخر العام الماضي مباشرة بعد الانسحاب الاميركي من البلاد نهاية عام 2011 بسبب تصاعد الخلافات بين الكتل السياسية حول قضايا تتعلق بالشراكة في ادارة الدولة بالاضافة الى ملفات اخرى . وقد ادى استمرار الازمة الى مطالبة بعض الكتل السياسية بسحب الثقة من المالكي بعد ان عقدت عدة اجتماعات في كل من مدينتي اربيل والنجف . وكانت الدعوة لسحب الثقة عن طريق رئيس الجمهورية قد فشلت بعد ان اعلن الرئيس طالباني في التاسع من الشهر الماضي حزيران ان عدد الموقعين على سحب الثقة من رئيس الوزراء نوري المالكي بلغ 160نائبا فقط وهو اقل من العدد المطلوب البالغ 163 ودعا مجددا الى عقد الاجتماع الوطني لحل الازمة السياسية لكنه لم يتم بعد تحديد موعد او مكان او جدول اعمال هذا المؤتمر.

وفد من المعارضة السورية يؤجل زيارة مقررة للعراق

كشفت الحكومة العراقية عن طلب تقدمت به المعارضة السورية يقضي بتأجيل زيارتها التي كانت مقررة الى بغداد هذه الايام.

وقال المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ إن quot;المعارضة السورية طلبت تأجيل زيارة وفدها للعراقquot;. واضاف quot;على ما يبدو فإن تطور الاحداث في سوريا هو السبب وراء طلبهم تأجيل الزيارةquot;.
وكان وزير العراقية هوشيار زيباري اشار موقتا الى ان الحكومة العراقية تجري اتصالات مع طرفي الازمة في سوريا المعارضة والنظام مؤكدا حرص العراق على تحقيق طموحات الشعب السوري.

ومن جهته قال الفريق الركن الطيار أنور حمة امين إن quot; القوة الجوية تستطلع الاوضاع على الحدود العراقية مع سوريا ضمن خطة شاملة لحماية الحدود العراقية مع دول الجوار quot;.واوضح في تصريح للمركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي الرسمية ان quot; هذه التحركات لاعلاقة لها بموضوع الاضطرابات الداخلية في سوريا quot; .

وعبرت الحكومة العراقية عن اسفها لما يحدث في سوريا وابدت خشيتها من تحول القتل بين الجيش النظامي والجيش الحر لاحقا الى صراع طائفي. وقالت اليوم إن الآلية التي يحكم بها النظام السوري بلاده غير قابلة للاستمرار، وشددت على ضرورة الوفاء بمطالب الشعب السوري فيما حذرت من التدخل الدولي والاقليمي باتجاه التقليل من المطالب الشعبية.

وفي وقت سابق اليوم رفض العراق قرار الجامعة العربية بدعوة الرئيس السوري بشار الاسد الى التنحي عن السلطة معتبرا ذلك قرارا سياديا . وقال الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ ان حكومته ترفض وتتحفظ على قرار الجامعة العربية الداعي لتنحي الرئيس السوري بشار الاسد quot;كونه قرارا سياديا وخاصا بالشعب السوري وحدهquot; .

ويأتي موقف الحكومة العراقية هذا على الرغم من ترؤس العراق الدورة الحالية للقمة العربية التي عقدت في بغداد في اذار مارس الماضي والتي ستسلمها الى قطر التي ستستضيف القمة العربية المقبلة في الدوحة في اذار المقبل.

وكان رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني أكد فجر اليوم الاثنين على هامش اجتماع استثنائي للمجلس الوزاري العربي في الدوحة أن الدول العربية ستدعو المعارضة السورية والجيش السوري الحر الى تشكيل حكومة انتقالية.