مخيم للاجئين السوريين في محافظة دهوك في كردستان العراق

لندن: طلب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الاثنين من القوات العراقية والهلال الأحمر استقبال النازحين السوريين بعد ثلاثة أيام من إعلان الحكومة رفضها السماح بدخول أي لاجئ.

وذكرت قناة العراقية الحكومية في خبر عاجل أن quot;رئيس الوزراء نوري المالكي يوجه قوات الجيش والشرطة والهلال الاحمر العراقي باستقبال النازحين السوريين ومساعدتهم وتقديم الخدمات لهمquot;.

وكانت الحكومة العراقية أعلنت الجمعة quot;اعتذارهاquot; عن عدم استقبال لاجئين سوريين بسبب quot;الوضع الامنيquot; وذلك غداة سقوط معابر حدودية مع سوريا في ايدي مقاتلين معارضين لنظام الرئيس السوري بشار الاسد.

وقال المتحدث الرسمي علي الدباغ في تصريح لتلفزيون العراقية يومها quot;بسبب الوضع الامني نعتذر عن استقبال اللاجئين السوريينquot; مضيفا ان quot;مناطقنا الحدودية هي مناطق صحراوية ولا نستطيع توفير المساعدة (...) لسنا مثل تركيا والاردن حيث حدودها هي مناطق حدودية حيث يمكن توفير الخدمات. نحن نأسف كنا نتمنى أن نساعد شعبنا الشقيق في سورياquot;.

وتشترك سوريا مع العراق بحدود تمتد لحوالى 600 كلم، يقع اكثر من نصفها تقريبا في محافظة الانبار التي تسكنها اغلبية سنية وكانت تعتبر في السابق مقرا لتنظيم القاعدة في العراق.

وكانت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب العراقي قد شددت على ضرورة تخلي الحكومة عن قرارها بعدم استقبال اللاجئين السوريين. وقالت اللجنة عقب اجتماع في بغداد برئاسة رئيسها النائب عن المجلس الأعلى الاسلامي همام حمودي إنها تذكر الحكومة بموقف الشعب السوري في ايواء اخوتهم العراقيين ايام المحنة في إشارة الى تدفق آلاف اللاجئين العراقيين على البلد الجار خلال موجة العنف التي شهدها العراق عامي 2006 و2007.

وأكّدت ضرورة الاهتمام بالنازحين وايوائهم خصوصا النساء والأطفال وكبار السن. وأضافت اللجنة في بيان صحافي تلقته quot;ايلافquot; اليوم أن quot;رئيس وأعضاء اللجنة قرروا الاستمرار في حث الحكومة على تغيير قرارها والوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق الذي يتعرض إلى محنة كبيرةquot;.

وكان العراق أعلن رسميا الجمعة الماضي انه غير قادر على استقبال لاجئين من سوريا وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ quot;نحن نأسف عن عدم القدرة على إغاثة أي شخص لانه لا توجد لدينا أية خدمات لاستقبال أي عدد من اللاجئين السوريين لأنه لدينا حدود برية صحراوية قاحلة لا يمكن توفير الخدمات فيهاquot;.

كما أكدت وزارة الخارجية أن العراق يتعذر عليه منح حق اللجوء السياسي لأي مسؤول سوري بسبب عدم توقيعه اتفاقية اللجوء السياسي. وقال وكيل الوزارة لبيد عباوي إن quot;الانباء التي أشارت إلى مفاتحة مسؤولين سوريين العراق بإمكانية منحهم اللجوء السياسي لم نسمع بهاquot;. وأَضاف أن quot;هذا الامر وإن حدث فإنه يتعذر على العراق لأنه لا يعد من الموقعين على اتفاقية اللجوء السياسيquot;.

لكن الحكومة العراقية وجهت بالمقابل دعوة لجميع العراقيين في سوريا بالعودة الى البلاد فيما أعلن رئيس الوزراء نوري المالكي الصفح عن جميع العراقيين ممن كانت لديهم مواقف سلبية من العملية السياسية ممن لم تتلطخ ايديهم بدماء العراقيين في إشارة الى البعثيين العراقيين اللاجئين في سوريا.

دعوات للحكومة بإجراءات عاجلة لاستقبال اللاجئين السوريين

واليوم دعا المجلس الأعلى الإسلامي برئاسة عمار الحكيم الحكومة العراقية الى استقبال اللاجئين السوريين المتضررين من الأحداث الجارية على الساحة السورية. وأشار المجلس إلى أنّه ومنذ أكثر من عام وسوريا الشقيقة تشهد أحداثا مؤلمة وتحديات كبيرة وقد تصاعدت فيها الاحداث خلال الاسبوعين المنصرمين الى مستويات خطيرة باتت تهدد وحدة الارض والشعب السوريين quot;ولاشك ان ما يجري في الجار يجري في الدار وهو في الواقع مما يؤلم الشعب العراقي ويزيد في محنتهquot;.

وأكد المجلس في بيان صحافي quot;تضامنه الاخوي والانساني مع شعب سوريا الشقيق ويستذكر لهذا الشعب الكريم بكامل التقدير والمحبة المواقف النبيلة في تضامنه مع الشعب العراقي واستقبال العديد من ابناء الشعب العراقي واحتضانهم ايام محنتهمquot;.

وطالب المجلس الحكومة العراقية باتخاذ موقف ايجابي بهذا الصدد والايعاز quot;باستقبال الاخوة السوريين اللاجئين وتوفير السبل والامكانات اللازمة لهم بما يواسيهم ويخفف آلامهم ومعاناتهم مع تقديرنا الكامل لأهمية جميع الاجراءات الأمنية والاحترازية التي تتخذ في مثل هذه الظروفquot;.

وعبر عن الامل في أن تكون الحكومة العراقية quot;سباقة لاعلان مثل هذه المواقف بما يتسق مع كرم العراق وشعبه العريق وبما يعزز روح التضامن والاخوة بينه وبين اشقائه خاصة في مثل هذه المنعطفات المهمة والحساسةquot;.

ومن جانبه، طالب النائب عن القائمة العراقية خالد عبدالله العلواني الحكومة المحلية في محافظة الانبار الغربية المحاذية للاراضي السورية بالقيام بأقصى الجهود من أجل استقبال أخوانهم اللاجئين السوريين الذين عبروا الحدود العراقية نتيجة الأحداث الجارية في سوريا. وقال العلواني في تصريح صحافي مكتوب تلقته quot;ايلافquot; إن لشعب سوريا وعشائرها موقفا مشرفا وبطوليا مع الشعب العراقي في وقت كان وضع العراق الأمني متدهورا quot;مما يستوجب منا نحن كعراقيين رد الدين لهذا الشعب المظلومquot;.

وأشار إلى أنّ هناك ترابطا وعلاقات وطيدة بين العشائر العراقية والعشائر السورية في المنطقة الصحراوية في الانبار والحديث عن عدم وجود هذا الترابط هو عار عن الصحةquot;. وأضاف ان موقف الحكومة العراقية تجاه الثورة السورية واللاجئين السوريين quot;مخز للغايةquot; وطالبها بتغيير ما اسماها بمواقفها المتشنجة تجاه ما يحدث في سوريا والسماح للاجئين السوريين بالدخول إلى أرض العراق quot;وتوفير جميع مستلزمات الحياة الرغيدة لهم كونهم ضيوفا لدينا وإكرامهم واجب علينا خاصة ونحن في شهر رمضان المباركquot;.

اما جماعة علماء العراق فقد عبرت عن استغرابها من إغلاق الحكومة العراقية للحدود أمام اللاجئين وقالت في بيان اليوم ان quot;الشعب السوري الشقيق الذي استضاف العراقيين طيلة عقود طويلة وفتح ابواب بيوته لهم وعامل لاجئينا احسن المعاملة سواء قبل عام 2003 او بعدها يستحق اليوم وقفة مماثلة من ابناء شعبنا الغيارى أهل الكرم والنخوة والشهامة quot;.

ودعت الحكومة العراقية الى quot;فتح الحدود لاستقبال العوائل التي حاصرتها نيران المعارك فافترشت الارض ولم تجد لها حولا او قوة وهذا أقل ما نقدمه لاشقائنا إلى أن يفرج الله الغمة عن بلادهم ويعودوا الى أوطانهم سالمينquot;.

كما اعتبر محافظ نينوى الشمالية أثيل النجيفي القيادي في ائتلاف العراقية أن غلق الحكومة العراقية الحدود في وجه اللاجئين السوريين يأتي لصالح دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد مشيرا إلى أن حجة الحكومة العراقية بالتعامل مع النظام السوري هو استمرار الاعتراف بالنظام وعدم السماح للاجئين السوريين بالنفاذ بأرواحهم يأتي لصالح إجراءات النظام السوري.

وقال النجيفي في تصريح صحافي نشر اليوم إن قرار الحكومة العراقية هذا جاء لخضوعها لتأثيرات إيرانية وتأثيرات حزب الله اللبناني الداعمين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد داعيا لاستقبال كل اللاجئين quot;خاصة أننا تهيأنا لإقامة معسكر في منطقة ربيعة القريبة من الحدود السورية لاستقبال أي عدد من الإخوة السوريين لكن قرار الحكومة العراقية منع من ذلكquot;.

تواصل عودة اللاجئين العراقيين من سوريا

وحول عودة اللاجئين العراقيين من سوريا فقد أشارت وزارة الهجرة والمهاجرين العراقية إلى أنّه بإمكان هؤلاء اللاجئين مراجعة فروع الوزارة في محافظاتهم من اجل فتح ملف خاص بهم لاستلام استحقاقاتهم المالية الخاصة بالعودة.

وقال وزير المهجرين والمهاجرين ديندار دوسكي للمركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي الرسمية إن quot;هناك صعوبة جرد أسماء جميع العائدين برا من سوريا الى العراق بسبب كثرة اعدادهم وهم بإمكانهم مراجعة فروع مكاتبنا في المحافظات من اجل فتح ملف خاص بكل شخص من اجل صرف استحقاقاتهم المالية في وقت لاحقquot;.

وأضاف أن quot;العائدين من سوريا جوا لا توجد مشكلة في جرد اسمائهم على اعتبار ان جوازات سفرهم تؤشر لدى الخروج من سوريا ولدى الدخول الى العراقquot;. وأعلنت الوزارة في وقت سابق انها لا تمتلك الاموال الكافية لتوزيع منحة العائدين من اللاجئين الى العراق والتي تصل الى أربعة ملايين دينار (حوالي 4 الاف دولار لكل عائلة). وسجل العراق دخول حوالى 10 الاف لاجئ عراقي من سوريا بعد نقلهم عن طريق الجو والبر بعد توجيه الحكومة العراقية نداءً عاجلاً لهم.

يذكر أن حوالى 400 ألف عراقي يقيمون في سوريا بعدما غادروا بلادهم بسبب أعمال العنف الطائفي التي اجتاحت العراق عامي 2006 و2007 رغم أن إحصاءات وزارة الهجرة والمهجرين العراقية والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين تشير إلى وجود 200 ألف عراقي هناك، لكن السلطات السورية تؤكد وجود أكثر من مليون ونصف المليون لاجئ عراقي على أراضيها.