صحافي سوري يوثق قصف قوات الأسد في حمص |
خضع أعضاء من مختلف ديانات وجماعات المعارضة السورية لتدريبات في العاصمة الألمانية برلين، بمن فيهم جنرالات انشقوا عن الأسد، وذلك بهدف اقامة نظام ديمقراطي في حال سقوط بشار الأسد، بحسب ما ذكرت مصادر دبلوماسية.
القاهرة: أكدت مصادر دبلوماسية ألمانية أن أعضاء بارزين في حركة المعارضة السورية حصلوا مؤخراً على تدريبات في العاصمة الألمانية، برلين، بشأن الطريقة التي يمكنهم من خلالها إنشاء نظام ديمقراطي في حال خروج الرئيس بشار الأسد من السلطة.
وأشارت في هذا السياق صحيفة هآرتس الإسرائيلية إلى أن ما يقرب من 40 سورياً قد خضعوا لتلك التدريبات، بمن فيهم جنرالات انشقوا عن الأسد وخبراء اقتصاديين ومحامين يعيشون في المنفى. وأضافت الصحيفة أن تلك المجموعة ضمت أفراداً من ديانات وجماعات عرقية مختلفة، وكذلك أفراداً من جماعة الإخوان المسلمين.
وشددت المصادر الدبلوماسية على أن الحكومة الألمانية لم تشارك بشكل مباشر في تلك الاجتماعات، التي كانت تتم في إطار من السرية، وإن كانت تُبلَّغ بما يجري وتقدم في ذات الوقت الدعم اللوجيستي. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية quot;هذه هي سياسة وزير الخارجية غيدو فيسترفيله المعلنة لتعزيز الترابط بداخل المعارضة السورية والمساهمة في تحويل قوى المعارضة السورية إلى قوى أكثر احترافيةquot;.
وأعقبت الصحيفة بقولها إن الجهة التي تقف وراء هذا المشروع الذي أطلق عليه quot;اليوم وبعد ذلك: دعم التحول الديمقراطي في سورياquot; هو المعهد الأميركي للسلام، وأن قائمة الممولين شملت الخارجية الأميركية والخارجية السويسرية ومنظمات غير حكومية من هولندا والنرويج. وبحسب ما ذكره سيتفن هيديمان، رئيس المشروع لدى المعهد الأميركي للسلام، فإن قادة المعارضة يتحضرون لمرحلة ما بعد انهيار النظام، بهدف تجنب حدوث فوضى اقتصادية وضمان فرض النظام العام.
وأكد منظمو الحدث أن الخطط التي تم وضعها في برلين لم تهدف لتغيير الحكومة في دمشق. وكما أوضح هيديمان في مدونته بمجلة فورين بوليسي الأميركية، فإن المشروع يتركز على quot;اليوم التاليquot; في الوقت الذي يعمل فيه آخرون على quot;اليوم السابقquot;.
وتابع هيديمان حديثه بالإشارة إلى أن مسألة انهيار النظام كانت من بين النقاط التي تم التطرق إليها، مثلما تم التطرق للحديث عن الترتيبات الانتقالية، مؤكداً على ضرورة التحضر للعملية الانتقالية. وأضاف هيديمان أن النقاشات التي تمت حتى الآن تمحورت حول إصلاحات النظام القضائي، من بين عدة أمور أخرى، إلى جانب دور المعارضة المسلحة في مرحلة ما بعد رحيل الرئيس بشار الأسد عن السلطة في الأخير.
وأشارت هآرتس إلى أن المرحلة المقبلة ستعنى بتكوين شبكة من المسؤولين لإدارة المرحلة الانتقالية، وأنه سيتم التركيز على أفراد النظام القديم الذين يمكنهم القيام بدور في سوريا الجديدة. وتعتزم المجموعة التي تلقت تلك التدريبات أن تتقدم بتوصياتها خلال الأسابيع المقبلة فيما يتعلق بمفهوم التحول والحكومة الانتقالية.
ورغم النجاحات التي يحققها الجيش السوري الحر، إلا أنه مازال ينظر إلى المعارضة السورية باعتبارها منقسمة وغير منظمة. وقد قلل كثير من الخبراء من دور المجلس الوطني السوري، رغم الاعتراف به مؤخراً من جانب مجموعة أصدقاء سوريا.
التعليقات