على الرغم من تحول مخيم اليرموك بدمشق إلى مركز للإغاثة الإنسانية والطبية للعائلات السورية النازحة إليه من كل أنحاء سوريا، وبالذات دمشق وحمص ودرعا، فإن محاولات توريط الشبان الفلسطينيين بالاقتتال الدائر بين الجيش النظامي والجيش الحر، قد استفحلت في الآونة الأخيرة، في ظل حرص بعض الفصائل الموالية للنظام السورية على تسليح بعض عناصرها، في مقابل تعاطف معظم سكان المخيمات مع الشعب السوري المنكوب في جميع المدن والقرى السورية.

وفي بيان تلقت quot;إيلافquot; نسخة منه، طالبت الفصائل لفلسطينية الموجودة في سوريا (باستثناء حركة حماس)، جميع الأطراف بتحييد المخيمات عن الصراع الدائر، وتجنيبه مآسي الاقتتال الداخلي والحفاظ على المخمات الفلسطينية كمركز للإغاثة الطبية والإنسانية.

وجاء في البيان الذي خاطب جماهير الشعب الفلسطيني وأبناء المخيمات تحديداً، أquot;تتوجه إليكم فصائل المقاومة الفلسطينية في سوريا بتحية التقدير العالي على تمسككم بالحفاظ على أمن وسلامة شعبنا ومخيماته في سوريا، ودرء الفتن عنه في ظل الظروف التي يمر بها القطر العربي السوري الشقيق، الذي نتمنى له كل الخير والسلامة والمعافاة، وأن يخرج من أزمته أقوى وأمتن لصالح خير شعبه وتقدمه ولصالح قضايا أمتنا العربية، وبخاصة في صالح قضيتنا الوطنية الفلسطينيةن كما نتوجه إليكم بالتمسك بعهدنا لشهداء شعبنا أن نظل على الطريق الذي قضوا في سبيله، أن كل الجهد الفلسطيني سوف يبقى موجهاً نحو معركتنا القاسية التي نخوضها في مواجهة المشروع الصهيوني نحو فلسطين حرة مستقلة، ونحو عودة اللاجئين إلى ديارهم وممتلكاتهم التي شردوا منها عام 1948 وإننا لن نسمح في المجال لأحد أن يحرفنا عن هذا الطريق, وأن يبدد جهودنا وطاقاتنا ودماء شبابنا على أية دروب أخرى تحت أي ذرائع أو عناوين. نحن شعب فلسطين شعب الوفاء والكرامة، وسنظل نحتفظ في ذاكرتنا ووجداننا كرم الضيافة الذي لاقانا به الشعب العربي السوري منذ يوم النكبةquot;.

ولم ينس البيان الاعتراف بالجميل للشعب السوري واستضافته آلاف اللاجئين من الفلسطينيين، وقالquot;اليوم .. فنحن نعبر عن هذا الوفاء بألمنا الشديد لما تمر به سوريا الشقيقة، وأملنا الكبير أن تخرج من هذه الأزمة بأسرع وقت ممكن، وتأكيدنا أن مستقبل سوريا ومسارها أنما يتقرر على يد أبنائها وانه لا يحق لأحد أن يتدخل في شؤونها. إن فصائل المقاومة الفلسطينية في سوريا التي تحتفظ بكل الشكر والتقدير لكل من قدم عوناً وتضامناً ودماً مع نضال شعبنا الفلسطيني لانتزاع حقوقه الوطنية، تدعو كل من تعز عليه قضية فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني إلى احترام امن وسلامة الشعب الفلسطيني ومخيماته، وأن يتجنب تعريضها لأي مخاطر، وعدم زج مخيم اليرموك والمخيمات الأخرى بالحالة الداخلية لسوريا، ونؤكد أن أمن شعبنا ومخيماته وسلامته هي من أولويات اهتمامنا، وسنبذل كل جهد ممكن من اجل المحافظة عليه، فالصراع الذي نخوضه مع المشروع الصهيوني يحتاج لكل جهد من شبابنا وشعبنا، وستظل بوصلتنا متوجهةً أبداً نحو متابعة هذا الصراع حتى العودة وانتزاع حقوقنا الوطنية الفلسطينيةquot;.

ويرى ناشطون فلسطينيون وسوريون أن الغاية من هذا البيان الموجه إلى الشعب الفلسطيني في داخل المخيمات quot;احتواءquot; الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ndash; القياة العامة بقيادة أحمد جبريل، الذي سبق وأن توعد وتعهد بالوقوف إلى جانب النظام السوري في معركته الأخيرة ضد من سماهم أعداء المقاومة، وأن الهدف منه ضمان عدم توريط المخيمات الفلسطينية بحرب بالوكالة يكون وقودها الفلسطينيون، لا سيما بعد ورود أنباء عن محاولة القيادة العامة تسليح بعض شبان المخيمات بسلاح فردي لحمايته من قبل عصابات السلب والنهب، وإمكانية توريطهم بعد ذلك في الصراع الدائر في سوريا، الأمر الذي لاقى استهجان معظم الفصائل الفلسطينية الأخرى، حتى الموالية منها، فتم الضغط على جماعة جبريل للتوقف عن ذلك وإصدار هذا البيان.